ولكشف العلاقة بين التعرض الزائد للمضادات الحيوية ومرض باركنسون، راقب الباحثون استخدام تلك المضادات لدى 13 ألفاً و976 مريضاً بالشلل الرعاش، إضافة إلى 40 ألفاً و697 شخصاً لم يصابوا بالمرض، ورصد الفريق أنواع المضادات الحيوية وكمياتها التي تناولها المشاركون بالمجموعتين عن طريق الفم، في الفترة بين 1998 إلى 2014.
وكشفت النتائج أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم، يعجّل خطر الإصابة بالشلل الرعاش، ويمكن تفسير هذه العلاقة بالآثار التخريبية التي تسببها المضادات الحيوية الزائدة على النظام البيئي الميكروبي للأمعاء، ورصد الفريق مؤشرات مرضية لداء الشلل الرعاش في القناة الهضمية للمشاركين المصابين بالمرض قبل 20 سنة من التشخيص الفعلي للمرض.
وارتبط الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية مع الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي، ومرض التهاب الأمعاء، إضافة إلى خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتبين أن التعرض للمضادات الحيوية يتسبب في حدوث تغييرات في الأمعاء، ويرتبط استخدامها بزيادة خطر الإصابة بعدة أمراض، مثل الاضطرابات النفسية، ومرض التهاب الأمعاء.
وقال الطبيب المشارك في الدراسة، فيليب شيبيرجانس، إن "العلاقة بين الإفراط في تناول المضادات الحيوية ومرض الشلل الرعاش تتناسب مع النظرة الحالية القائلة بأن هناك نسبة كبيرة من الأشخاص قد تنشأ لديهم بوادر للإصابة نتيجة التغيرات الميكروبية في الأمعاء قبل سنوات من ظهور الأعراض الحركية للمرض".
وأضاف: "قد تكون للاكتشاف أيضاً آثار على ممارسات وصف المضادات الحيوية في المستقبل، لذلك يجب أن يأخذ الأطباء بالحسبان عند وصفات مضادات الميكروبات تأثيراتها السلبية على ميكروبيوم الأمعاء، وتطور بعض الأمراض".
والشلل الرعاش هو أحد الأمراض العصبية التي تصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض أبرزها الرعاش، وبطء في الحركة، إضافة إلى التصلب الذي ينتج عنه فقدان الاتزان والسقوط.
ووفقاً لمؤسسة باركنسون الخيرية في بريطانيا، فإن حوالي 145 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها، مصابون بالمرض، ما يعني شخصاً واحداً من بين كل 350 بالغاً.
(الأناضول)