ارتفاع وفيات "كورونا" في الصين إلى 563.. وجهود لتأمين أسرّة للمصابين

06 فبراير 2020
0DD7BAD9-4A50-4ADA-AFB9-8FE5502F5FFA
+ الخط -
قال مسؤولون، اليوم الخميس، إنه اكتُشفَت عشر حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا على متن سفينة سياحية قيد الحجر الصحي في ميناء ياباني، بينما ارتفع عدد الوفيات جراء الفيروس في برّ الصين الرئيسي إلى 563 شخصاً مع ظهور نحو ثلاثة آلاف حالة إصابة جديدة.


إصابات جديدة

وسيظل نحو 3,700 شخص على متن السفينة دايموند برنسيس التي تديرها شركة كارنيفال السياحية قيد الحجر الصحي لأسبوعين على الأقل. وتأكدت إصابة 20 منهم بالفيروس، فيما لا تزال الفحوص مستمرة. وسجلت اليابان 45 حالة إصابة حتى الآن.
وفي هونغ كونغ وُضعت السفينة السياحية وورلد دريم، وعلى متنها 3600 من الركاب وأفراد الطاقم، قيد الحجر الصحي إلى حين استكمال الفحوص، بعدما تبينت إصابة ثلاثة على متنها بالفيروس.

وقالت السلطات إن 33 من أفراد طاقم السفينة أصيبوا بأعراض عدوى في الجهاز التنفسي، ونُقل ثلاثة منهم إلى مستشفى للحجر والعلاج بعد إصابتهم بالحمى. لكن إدارة الصحة في هونغ كونغ ذكرت في بيان في وقت متأخر أمس الأربعاء أن جميعهم باستثناء واحد غير مصابين بالفيروس، فيما لم تظهر بعد نتيجة الاختبار المتبقي.

وأعلنت السلطات الصحية في تايوان منع جميع سفن الرحلات السياحية الدولية من الرسو في الجزيرة اعتباراً من اليوم الخميس. وفي سنغافورة أُصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بالفيروس بعد حضور اجتماع خاص بإحدى الشركات في منتصف يناير/ كانون الثاني حضره 94 من العاملين في الخارج، ومنهم واحد من ووهان. ولم تفصح السلطات عن اسم الشركة، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إنها تحقق في الأمر.

وتعطي هذه الواقعة المزيد من الأدلة على انتقال الفيروس بين البشر خارج الصين، وهو ما قالت منظمة الصحة العالمية إنه مقلق بشدة، وقد يشير إلى تفشٍّ أوسع نطاقاً بكثير. وقفز عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في الصين بواقع 73 اليوم الخميس إلى 563، فيما يكثف الخبراء جهود ابتكار لقاح للمرض الذي أدى إلى توقف مظاهر الحياة في مدن صينية وإغلاق مصانع، ما قد يلحق ضرراً بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وسجل إقليم هوبي، بؤرة تفشي الفيروس، 70 حالة وفاة جديدة أمس الأربعاء و2,987 حالة إصابة جديدة، وهو ما يتجاوز 80 بالمائة من العدد الرسمي الذي أعلنته السلطات الصينية. وكانت بقية حالات الوفاة في مدينة تيانجين في إقليم هيلونغجيانغ في شمال شرق البلاد وإقليم قويتشو في الجنوب الغربي. وجرى إجلاء مئات الأجانب من ووهان ووضعهم في مراكز حجر صحي في أنحاء العالم.

اجتماع خبراء

وقالت منظمة الصحة العالمية إن مئات الخبراء سيجتمعون في جنيف في 11 و12 من فبراير/ شباط الجاري لمحاولة إيجاد سبيل لمكافحة تفشي الفيروس عبر تسريع أبحاث ابتكار عقاقير ولقاحات، مضيفة أن فريقاً متعدد الجنسيات تقوده المنظمة سيتجه إلى الصين "قريباً جداً". وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين اكتشاف 3,694 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في أنحاء البلاد حتى الخامس من فبراير/ شباط، ما يرفع العدد الكلي للإصابات إلى 28,018 شخصاً.

وقالت خمسة مصادر مطلعة إن الصين تدرس إرجاء الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب (البرلمان) بسبب فيروس كورونا الذي أدى إلى فرض قيود صارمة على السفر وغيره من أشكال النشاط في إطار جهود الحد من انتشاره. وتبدأ الدورة السنوية للمجلس في الخامس من مارس/ آذار كل عام وتستمر ما لا يقل عن عشرة أيام لإقرار التشريعات وإعلان الأهداف الاقتصادية الرئيسية للعام. وسيكون هذا أول إرجاء للاجتماع السنوي للمجلس التشريعي منذ أن طبقت الصين جدوله الراهن في 1995. ولم يردّ المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة في الصين أو المركز الإعلامي للمجلس الوطني لنواب الشعب على طلبات للتعقيب أرسلت بالفاكس.

تأمين أسرّة للمصابين

تجهد الصين، الخميس، لتأمين أسرّة لآلاف المصابين الجدد بالفيروس الذي ظهر أولاً في سوق لبيع الحيوانات البرية في ووهان بمقاطعة هوباي وسط الصين أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ومن المتوقع أن يُفتتح مستشفى ميداني ثانٍ يتسع لـ1600 سرير في مدينة ووهان التي فرضت عليها إجراءات عزل، بعد افتتاح مستشفى أول يتسع لألف سرير في وقت سابق هذا الأسبوع.

وقالت السلطات إنها بصدد تحويل مبانٍ عامة إلى منشآت طبية لاستقبال المصابين. وتعاني المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة نقصاً "حاداً" في الأسرّة، وفق المسؤول الكبير في ووهان لو ليشان، مشيراً إلى أن 8,182 مريضاً أُدخلوا إلى 28 مستشفى تتسع جميعها لـ8,254 سريراً.

وقال المسؤول للصحافيين إن هناك نقصاً في المعدات والمستلزمات. وأعلنت الحكومة المركزية اتخاذ إجراءات لتأمين الإمدادات الطبية الحيوية، مع اقتطاعات ضريبية لمصنّعي المواد الضرورية لمحاربة الوباء.

وقال رئيس الوزراء لي كه تشيانغ: "يتعين علينا جميعاً بذل كل الجهود في أنحاء البلاد لتوفير مسلتزمات الإمدادات الطبية الضرورية والخبراء الطبيين في مقاطعة هوباي"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.

وقالت مجموعة بي.جي.آي، المتخصصة في تسلسل الجينوم، ومقرها جنوب الصين، إنها فتحت الأربعاء مختبراً في ووهان يسمح بفحص ما يصل إلى ألف شخص يومياً لرصد الفيروس.

عزل مدن

يخضع عشرات ملايين الأشخاص في هوباي والمقاطعات المحيطة لقيود صارمة على تنقلاتهم في إطار مساعي السلطات لكبح انتشار الفيروس. ومن المناطق الخاضعة للقيود على التنقل مدينة هانغتشو التي تبعد 175 كلم عن شنغهاي، حيث قطعت الطرق بأسيجة وتبث دعوات إلى السكان عبر مكبرات الصوت بـ"عدم الخروج". وفي بعض المدن، وصولاً حتى إلى أقصى شمال البلاد، عرضت على الأهالي حوافز مالية للإبلاغ عن الأشخاص الذين يأتون من هوباي.

وفي بكين حيث يسود هدوء حذر الشوارع، فيما المتاجر مغلقة، حُظر على المطاعم قبول حجوزات لحفلات. وفي ننشانغ، عاصمة مقاطعة جيانغشي المحاذية لهوباي، يتعين على الصيادلة إرسال تقارير للسلطات عن كل مَن يشتري أدوية لعلاج الحرارة أو السعال.
وتخضع المدينة لقيود على عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالخروج من المنزل.

ويقول خبراء الصحة إن نسبة الوفيات بكورونا المستجد البالغة 2 بالمائة، تُعَدّ أقل خطورة بكثير من فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ) الذي ينتمي إلى ذات سلالة الفيروس وأودى بنحو 10 بالمائة من المصابين خلال فترة تفشيه بين 2002 و2003. غير أن الذعر تفاقم في أنحاء العالم مع حظر عدد من الدول الرحلات القادمة من الصين، وتحذير الحكومات من السفر إلى هذا البلد، فيما أوقفت شركات طيران رحلات.

وأعلنت إيطاليا أنها ستفحص حرارة جميع الركاب القادمين على متن جميع الرحلات الدولية. وأطلقت منظمة الصحة العالمية التي أعلنت حالة طوارئ على مستوى العالم، نداءات لجمع 675 مليون دولار لمحاربة الفيروس. وقال مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "رسالتنا للمجتمع الدولي هي الاستثمار الآن أو الدفع أكثر فيما بعد"، مضيفاً أن المبلغ المطلوب "أقل بكثير من الفاتورة التي سيتعين علينا أن ندفعها ما لم نستثمر في الجاهزية الآن".

 



من جهتها، علقت السعودية اليوم الخميس، سفر المواطنين والمقيمين غير السعوديين إلى الصين. ونقلت الوكالة عن المديرية العامة للجوازات قولها: "ستُطبَّق أحكام نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية بحق كل من يخالف ذلك من المواطنين، وفي حال ثبوت مخالفة أحد الإخوة المقيمين لتعليق السفر إلى الصين، فلن يسمح له بالعودة إلى المملكة".

(رويترز، فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال قطاع غزة - 24 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها فيما وصفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الوضع بأنّه كارثي.
الصورة
الاحتلال يقصف مبان قرب مستشفى الزهراء في بيروت 1 أكتوبر 2024 (مراد سنجول/الأناضول)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في إغلاق خمسة مشافٍ و100 مركز للرعاية الصحية في لبنان أي نحو ثلث المراكز الصحية
الصورة
سفينة تنتظر شحن البضائع في مقاطعة شاندونغ الصينية، 29 سبتمبر 2023 (Getty)

اقتصاد

يتصاعد جنون الارتياب عالمياً حيال سلاسل التوريد، بعد تفجير الاحتلال الإسرائيلي أجهزة النداء الآلي المحمولة "البيجر" في لبنان، ما يؤرخ لمرحلة تجارية جديدة.
الصورة
طفلة جريحة في دير البلح - وسط قطاع غزة - 6 سبتمبر 2024 (إبراهيم نوفل/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ 25% من جرحى غزة على الأقل، الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم".
المساهمون