أنا الجميلة..أنتِ الوحش

29 ابريل 2014
سبهان آدم / سوريا
+ الخط -
"الجميلة والوحش" ثنائية يتقاسمها الفنانان السوري سبهان آدم (1973)، والمصري حسام ضرار (1978)، في معرض تحتضنه غاليري "آرت توكس" في القاهرة (حتّى 5 أيار/مايو)، حيث يجسد الأول فكرة "الوحش" في لوحاته، بينما يعمل الآخر على محاصرة فكرة "الجميلة".

ويشارك الفنان السوري بمجموعة لوحات تمثل رجالاً على هيئة وحوش تعكس حقيقة الإنسان الذي يقمع ويقتل أخاه الإنسان في مناطق متفرّقة من العالم. وفي هذا السياق، تحضر في أعماله كائنات هجينة تتراوح بين الإنسان والبهيمة، نظراً إلى وجوهها القبيحة وأجسادها التي تفتقد لأطراف بشرية؛ كائنات تبدو غارقة في السواد والعزلة.

في المقابل، يسعى حسام ضرار في عمله إلى إعادة تفسير البيئة المحلية الغنية بصرياً، والتي تتسم بتداخل تأثيرات الثقافات المتعددة فيها؛ وبالتالي، تمثّل لوحاته الحاضرة في المعرض نقيض الثيمة التي يعمل آدم عليها.

وفعلاً، تواجه حسناواته قُبحَ مسوخ آدم، في أعمال تطغى عليها الألوان السادة والمرحة التي تأتي على شكل طبقات غنية من طلاء الأكريليك.

لكن، بعيداً عن القصة الخيالية لـ"الجميلة والوحش"، فإن لوحات الفنانَين تبدو في حالة تجانس غريب، وتماه بين الفكرتين المتناقضين ظاهرياً. إذ تتداخل الألوان والوجوه بطريقة توصل المتأمّل فيها إلى مرحلة يصبح من الصعب عليه التمييز بين "الوحش" و"الجميلة".

في أحد حواراته يقول سبهان آدم:"أنا قلق بشكل ٍ دائم، وهذا القلق هو الذي يمنعني من النوم. أفكر بكل شيء ٍ حولي. أفكر بالطاولة والخشب والحديد والإسمنت. عن نفسية هذه الأشياء وكائناتها. إنها تهمني أكثر من الأشخاص لأنها صلبة ثابتة تتحول ولا تموت. أفكر كيف تستطيع كل هذه الحياة أن تستمر رغم تعرضها لشقاء أدوات النحت والصهر والتذويب. أحاول أن أعرف مدى قربها وبعدها وتأثيرها على عزلة الكائنات التي تعيش في داخلي".

المساهمون