كأنّهم لم يَفْهَموا السؤال

30 يوليو 2024
خريستوس لاسكاريس (1931 - 2008)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المسافرون المنفردون غالبًا ما يكونون صامتين، يجلسون بجانب النافذة، ولا يحملون حقائب، ولا ينتظرهم أحد، ويبدون وكأنهم يأتون من بعيد.

- الحديقة الميتة تصارع الجليد لتمنح العصافير الربيع، والنحلات والفراشات لا تدرك كيف نهضت من الموت، بينما الحديقة وحدها تعرف وتظل حزينة في جمالها.

- الناجي من الأمواج يتذكر صراعه طوال الليل، يجلس الآن وينظر إلى الماء، متذكراً ما مر به.

مسافرون منفردون

الناس الذين يسافرون وحدهم:
عادة صامتون، 
يشغلون مقعداً إلى النافذة.
ليس معهم حقائب،
ليس لهم مَن ينتظرهم.
ينظرون باستمرار إلى الخارج.

إذا سَأَلَهُم أَحَدٌ إلى أين يذهبون،
يبدون وكأنّهم يأتون من بعيد
كأنّهم لم يَفْهَموا السؤال. 


■ ■ ■


حديقة

لستَ تتخيّل قطّ 
كم تُصارع الجليدَ الحديقةُ الميتة 
لتمنح العصافيرَ الربيع.
ولا النحلاتُ 
التي ستمتصّ أزهارها
أبداً لن تدرك كيف نهضَت من الموت،
والفراشات ستبقى دوماً هانئة. 
الحديقة وحدها ستعرف؛
هي التي عاشت بلاء المَيْت 
وهي 
في جمالها حزينة. 


■ ■ ■


نجا

صارع طوال الليل مع الأمواج،
غرق مرّات ومرّات،
نجا. 

الآن، مع انبلاج النور،
يُقعي في جلوسه هنا.
ينظر إلى الماء. 
يتذكّر. 


■ ■ ■


الكلمتان

سأبدأ بكلمة عشق
وسأنتهي 
بكلمة تراب.
ما بينهما من كلمات،
أخال أنّكم تحزرونها. 


■ ■ ■


اعبُرِ الغرفة

اعبُرِ الغرفة،
تجاوزْ صعوبة الستارة
وحينما تصل،
أصِرَّ على النافذة-

إذا فتحتَها
تسهُلُ كلُّ الأمور. 


■ ■ ■


هي هناك

هي هناك مثل ثمرة ناضجة مستلقية 
عارية العنق، 
وصدرها كالنافورة

وأنتَ 
مُنْحَنٍ عليها 
كما على حافّة هاوية، 

تودّ لو تشرب 
لكنك تغرق.  


■ ■ ■


نقد

إذ تَقرَأ هذه القصائد -
القصائد التي أخذت من وقتك مثلما تَكتُب،
حياةً بأكملها - 
يتّضح أكثر فأكثر
أنّك لم تنزل قطّ
داخل البئر. 

فقط نظرت. 
 

نصوص
التحديثات الحية
* Christos Laskaris شاعر يوناني ولد عام 1931 ورحل عام 2008. درس في "دار المعلّمين" لكنّه لم يمارس مهنة التعليم بل عمل في القطاع العام. له تسعة دواوين
المساهمون