أحمد إشرير يحلم بهجرة شرعيّة إلى أوروبا

24 مايو 2016
يعمل لتأمين مصاريفه (العربي الجديد)
+ الخط -

حين يعرّف أحمد إيهاب إشرير (17 عاماً) عن نفسه، يقول إنّه فلسطيني من عكا. في الوقت الحالي، يعيش في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، ويدرس الفندقية في مهنيّة صيدا. على الرغم من أنّه ما زال على مقاعد الدراسة، إلا أنّه اضطر إلى العمل بسبب وضعه الاقتصادي الصعب. يقول لـ "العربي الجديد" إنّه يدرس التخصّص الذي يحب، وهو في سنته الثانية. بسبب وضع أهله المادي الصعب، هو يدرس نهاراً ويعمل ليلاً في مقهى بعد انتهاء الدوام المدرسي. يضيف أنه ينهي دراسته عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، قبل أن يبدأ العمل في المقهى في الساعة الرابعة من بعد الظهر وحتى منتصف الليل.

كذلك، يعمل خلال العطلة الصيفية لتأمين مصروفه ومتطلبات العام الدراسي المقبل، وإن كان لا يدفع غير الرسوم التي تفرضها وزارة التربية والتعليم العالي. ويشير إلى أنّ لديه أربعة أشقاء، الأمر الذي يتطلّب منه المشاركة في تأمين مصاريفهم أيضاً. يعمل والده في موقف للسيارات، إلا أنّ ما يجنيه لا يكفيه لتأمين مصاريف البيت. "أحاول مساعدة والدي في تأمين مصاريف البيت، وعدم تحميله عبء تكاليف تعليمي".

يسعى أحمد جاهداً إلى التوفيق ما بين دراسته وعمله. يحلم بمستقبل أفضل من الحاضر. لا يفكر في البقاء في لبنان لإدراكه مدى صعوبة الأمر، كونه فلسطينيا. يقول إنّه يرغب في الهجرة في أول فرصة تتاح له. يرى أنّ العمل في إحدى الدول الأوروبيّة سيكون أفضل بالنسبة إليه. "هناك يحترمون الإنسان. وأنا أنوي العمل بجد".

يضايقه أنّ لا حقوق للفلسطينيين في لبنان. يقول: "ندرس أملاً في تحسين وضعنا المعيشي. لكن للأسف، لا يتحقق الأمر هنا حتى بعد تخرجنا". يتابع أنّ بعض أصدقائه سافروا إلى الدول الأوروبية، وهم يعملون هناك، وقد استطاعوا تأمين حياتهم ومعيشتهم. هاجروا بطرق غير شرعية وقد لجأوا إلى مهربين. "لا أفكّر في الهجرة بطريقة غير شرعية لأنني غير مستعد لخسارة حياتي في البحر، وقد رأيت ما حصل لكثيرين اختاروا السفر عبر البحر. حتى لو وصلوا إلى برّ الأمان، يكفي كل ما عانوه. كانوا عرضة لخطر الغرق والقتل والمافيات التي لا تتردد في تهديدهم أو قتلهم. كثيرين من الذين سافروا وقعوا ضحية السماسرة. ومنهم من مات غرقاً، ومنهم من لم يستطع الوصول إلى المكان الذي أراده". أما من حالفه حظ بلوغ البلد الأوروبي الذي يريده، عدّ الأمر معجزة. كذلك، فإنّ الدول الأوروبية صارت حريصة على عدم دخول أي مهاجر إليها بطرق غير شرعية.

المساهمون