تطلق "دارة الفنون" عند الواحدة والنصف من بعد ظهر غدٍ، السبت، في عمّان كتاباَ بعنوان "فلسطين الحضارة عبر التاريخ"، والذي يوثّق برنامج دارة الفنون لعام 2017 من معارض فنيّة ومحاضرات وورش تعكس استمراريّة الثقافة الفلسطينيّة حتى في أرض اللجوء، وهو برنامج تزامن مع مرور 100 سنة على ما يسمى بـ وعد بلفور، وسبعين على قرار الأمم المتحدة بـ"تقسيم فلسطين"، وخمسين عاماً على حرب 1967.
يتضمّن الكتاب المحاضرات والندوات التي تناولت الآثار والعمارة والصحافة والإذاعة المبكّرة، والكتّاب الفلسطينيين، والتصوير وتاريخ الموسيقى والثقافة الشعبيّة قبل النكبة. إضافة إلى ذلك، يستعرض الكتاب المعارض الفنيّة التي أقيمت على مدار العام، حيث عرضت أعمال لفنانين روّاد عرباً وأوروبيين من بدايات القرن العشرين إلى جانب فنانين معاصرين، إضافة إلى صور فوتوغرافية لمدينة القدس المحتلة ومعالم فلسطينية قديمة.
محتويات الكتاب تأتي بمثابة محاولة لإبراز دور المدوّنة التاريخية والبصرية في تكذيب السردية الاستعمارية الإسرائيلية، من خلال النسيج الذي تمثّله الرواية العربية بوحدة الأرض الفلسطينية التاريخية وهويتها الحضارية العربية.
يحتوي الكتاب أيضاً الخريطة التي وضعها محمد الادريسي (1099 – 1165) وتشتمل على تخطيط لمنطقة سورية وفلسطين وسيناء في القرن الثاني عشر الميلادي.
من التجارب المتضمنة أيضاً تجربة وداد قعوار التي تتحدّث عن رحلتها التي بدأت من بيت لحم، لجمع ذاكرة الأزياء والأثاث والبيت في فلسطين، إلى جانب محاضرة للباحثة عايدة النجار بعنوان "تاريخ الصحافة الفلسطينية (1900 – 1948)"، وأخرى للأكاديمي عصام نصّار حول بدايات التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، ومحاضرة حول المصوِّرة كريمة عبود، والمكتبة الخالدية في القدس، وسلسلة حوارات حول المشهد الموسيقي الفلسطيني خلال عصر النهضة الموسيقية بداية القرن الماضي.
وتحت عنوان "الممالك الكنعانية في الأردن وفلسطين"، يضمّن الكتاب محاضرة الباحث معاوية إبراهيم التي ألقى فيها الضوء على التأثيرات الكنعانية المحلية على المنطقة من خلال أسماء آلهتهم ومن خلال عمارتهم وحياتهم الدينية. إضافة إلى محاضرة أخرى له حول "الأردن وفلسطين: بداية الاستقرار وأولى المدن".
من الأعمال الفنية المعاصرة الحاضرة في الكتاب تجربة التشكيلية والمصممة نور بشوتي آليات إنتاج الهوية من خلال مفهوم الوطنية وعلاقة ذلك بالتنقل بين الأمكنة والمدن ثم كيف يمكن تجسيد ذلك من خلال المقتنيات الشخصية، حيث أعادت الفنانة النظر إلى قوالب لمجّمسات، كان والدها قد كلّف بها أحد متاجر التحف في عمّان أثناء إقامته فيها في التسعينيات.
كما تحضر أعمال لورا سروجي التي شاركت خلال التظاهرة بمععرض "الاستهلاك الوطني ونزع الحساسية" أعادت فيها إنتاج صور لمنتجات صنعت في فلسطين لا تزال قائمةً عبر عشرات ومئات السنين، وتُستخدم بشكل يومي، لكنها استقرّت في الوعي والممارسة بوصفها "تذكارات".