أكدت الأمم المتحدة أن المساعدات المالية الإضافية التي تلقتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للتعويض عن خفض الولايات المتحدة مساهمتها المالية للوكالة الأممية لا تزال دون المطلوب، إذ لا تزال بحاجة لأكثر من 200 مليون دولار لإكمال السنة.
وحذّر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ميروسلاف لايتشاك، خلال مؤتمر للمانحين في نيويورك، الاثنين، من أنه "إذا لم يتأمن المبلغ الناقص، فإن قسما من المدارس التي تديرها أونروا قد لا يفتح أبوابه مجددا في أغسطس/آب". مضيفاً أن "الأنشطة الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة على المحك".
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن "الفشل في تأمين موارد الحاجة إليها ماسة سيترتب عليه مزيد من المصاعب للمجتمعات ومزيد من اليأس للمنطقة ومزيد من انعدام الاستقرار للعالم".
وأضاف غوتيريس "لا يجدر بنا أن نتخلى" عن التلامذة، ويجب علينا أن "نفعل كل ما بإمكاننا من أجل أن نضمن استمرار وصول الغذاء، وبقاء المدارس مفتوحة، وعدم فقدان السكان الأمل".
بدوره، شكر المفوض العام لأونروا، بيير كرينبول، الدول الأعضاء على دعمهم، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين قدموا تبرعات إضافية بالفعل في عام 2018، وقال كرينبول، إنه "نظرا للعجز المالي الحالي، ليس لدينا ضمان أن المدارس ستفتح في موعدها في شهر أغسطس/آب".
وأضاف المفوض العام أنه "من الضروري أن نقوم بالبناء على نجاح النصف الأول من العام، وتأمين التمويل المطلوب لضمان أن يتم فتح المدارس في العام الدراسي القادم في الموعد، وأن تتم المحافظة على برامجنا الرئيسية".
وتواجه أونروا أزمة مالية حادة على أثر خفض الولايات المتحدة مساهمتها في موازنتها بمقدار 250 مليون دولار. ومؤتمر المانحين الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، هو ثاني مؤتمر يعقد في غضون ثلاثة أشهر بهدف إيجاد مصادر تمويل جديدة لأونروا.
وخلال مؤتمرات مشابهة سابقة في روما، وعمّان، حصلت الوكالة الأممية على تبرعات إضافية ناهزت 200 مليون دولار، لكنها ظلت بعيدة كل البعد عن هدفها المتمثل بجمع 446 مليون دولار تحتاج إليها لمواصلة نشاطاتها حتى نهاية العام.
وقال غوتيريس الاثنين، إنه "بفضل الـ200 مليون الجديدة، تمكنت أونروا من الإبقاء على خدماتها الحيوية، وفي الوقت نفسه أخذت تدابير جذرية لخفض نفقاتها بمقدار 92 مليون دولار إضافية".
وأطلقت دول عديدة وعودا بتقديم مساعدات إلى الوكالة الأممية، لكن المنظمة الدولية لم تعلن عن إجمالي قيمة هذه الوعود. ومن أبرز الدول التي أطلقت وعودا في مؤتمر نيويورك بلجيكا التي وعدت بتقديم 4 ملايين يورو إضافية، والمكسيك التي وعدت بمساهمة مالية قدرها 500 ألف دولار.
وأعلنت قطر خلال المؤتمر الوزاري الاستثنائي الذي عُقد في شهر مارس/آذار الماضي، تحت عنوان "المحافظة على الكرامة والتشارك بالمسؤولية- الحشد لعمل جماعي من أجل أونروا"، عن تقديم التعهد الأكبر لأونروا بمبلغ 50 مليون دولار أميركي.
وفي يناير/كانون الثاني، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنها ستخفض مساهمتها في الوكالة، مشيرة إلى أنها في حاجة إلى إصلاحات. وفي 2018 لم تقدم واشنطن للوكالة سوى 60 مليون دولار مقابل 360 مليونا في 2017، أي نحو 30 في المائة من مجمل تمويلها.
وتأسست "أونروا" في 1949، وهي وكالة أممية تقدم المساعدة لملايين الفلسطينيين المسجلين كلاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسورية، ويدرس أكثر من نصف مليون طفل في مدارسها التي يعمل فيها أكثر من 20 ألف شخص في الشرق الأوسط، معظمهم فلسطينيون.
(فرانس برس، قنا، العربي الجديد)