جورج كعدي

لا يحسم الطيران الحربيّ المُدمِّر حرباً أو معركةً، وأسطع مثالين في التاريخ المعاصر ستالينغراد وفيتنام الشمالية، واليوم تأتي غزّة لتؤكد ذلك أيضاً.

يضاهي خطر مروان البرغوثي على إسرائيل خطر زعماء ومناضلين كبار من أمثال ياسر عرفات ويحيى السنوار، بل يتفوّق بأنّه محطّ إجماعٍ فلسطيني.

لا يملك الكيان الصهيوني المحتل عمقاً استراتيجيّاً في المنطقة، ولا خيار أمام الجبهة الداخلية مع اشتداد أوار الحرب سوى الفرار من أرض فلسطين.

قبل انجلاء غبار المعركة وتكشّف نتائجها في فلسطين ولبنان وعموم المنطقة العربية، يستعجل نتنياهو واهما إعلان النصر، غير مدرك أن خداع المرابي لا يصح على الدوام.

المصاب عظيم يتجاوز بكثير القدرة على توصيف المأساة التي يعيشها شهداء غزّة الأحياء، وهم في معركة بقاء وتعايش مرير مع إعاقاتهم، شديدة الإيلام لهم ولذويهم.

تعبت الشعوب العربية من القضية الفلسطينية التي لم تعد أولويّة بالنسبة إليها، إذ ثمّة مناخٌ اشتغلت عليه النظم الحاكمة بمساعدة وتوجيه من الغرب لتحييد القضية.

رواية "الشوك والقرنفل" ليحيى السنوار، مكتوبة بعنفوانٍ مقاوِمٍ، وبتقنيَّةِ سرد تتقاطع فيها الأصوات والرؤى والمفاهيم، لتضعنا في صورة العذاب والقهر الفلسطينيّن.

اخترقت القضية الفلسطينية حُجُبَ التعمية لتتوغّل في وجدان العالم، الذي رأى بالمشهد المباشر إبادةً وحشيةً تُسقِط كلّ المبادئ والقوانين والقيم الإنسانية.

يدرك بنيامين نتنياهو أنّه من خلال تصعيد خطر "الكارثة الكامنة" يستطيع الحفاظ على وعي سياسي يهودي جماعي، مثل صمغ يَشدُّ وحدة الكيان السياسي اليهودي