وطن مات بكثرة الطعنات الغادرة، ووري الثرى في مقبرة المنسيين، بعد أن تكفلوا بمراسيم دفن جثمانه، ومآثم عزائه. لكن أملنا كبير في صحوته، وإخبارنا بأنه أصيب فقط بسكتة قلبية، أثرت على وظائفه جزئيا، ولم يمت.
إنجازات الانتخابات في المغرب بادية بالملموس على قطاع الإدارة العمومية، القطاع العصي عن الترويض، نصف سكانه من كوكب الأشباح، لا يعرفون من هم، ولا أين يسكنون، وهل هم أحياء أم صاروا أموات!
أصبحت البرامج التي تتناول العلاقات العاطفية موضة الإذاعات والقنوات المغربية بامتياز، نظراً لما تجلبه من نسب مشاهدة مرتفعة، وما يتبع ذلك من جلب معلنين جدد، وأرباح كثيرة، فصارت مشكلات المواطنين في أعين المنتجين وأرباب الإذاعات مصدراً للثروة.
لا يمكن للقطب العمومي التطور والازدهار من دون إرادة سياسية حقيقية، لتجاوز العوائق، بإصلاح عميق تكون بدايته حواراً وطنياً يجمع جميع الساسة وفضلاء البلد للخروج بمشروع مجتمعي، يجيب على جميع إشكالات البلد، وليس المشهد الإعلامي فقط.
عندما يكون التوجه في بعض مراكز التأهيل في اتجاه تلقين المراقب آليات و"حيلاً" تمكنه من أخذ الجواب الذي يريد في أثناء قيامه بالإحصاء، لا الذي يوجد على أرض الواقع، فهذا يثير أسئلة عن علمية العملية وصدقيتها قبل أن تبدأ.
تأتي معركة العصف المأكول، في ظرفية إسرائيلية داخلية حساسة، ومعطيات عربية وإقليمية شديدة التعقيد، نتيجة ارتدادات ما بعد الربيع العربي، وفي خضم تشكل خريطة شرق أوسط جديد، مازال عصياً على الولادة، لتكمل ما بدأته المقاومة الفلسطينية في معارك السنوات السابقة.
التظاهرات العربية التي تخرج نصرةً لغزة وفلسطين شكل مطلوب من النضال لأجل فلسطين. لكن، هل تكفي هذه الأشكال الاحتجاجية؟ ألم يحن الوقت للتفكير بخطوات عملية تفكك معادلة هيمنة الصهاينة على المنطقة، وليس فلسطين فقط.
الفساد ليس أشخاصاً يعدّون على رؤوس الأصابع، وليس فلاناً وعلاناً هما كل الفساد والاستبداد، والدليل يفرض نفسه علينا للتفكّر وأخذ العبر من بلدان الربيع العربي، والتي أسقطت رأس النظام، وعلى الرغم من ذلك لم يسقط النظام.
مهرجان موازين في المغرب يُحتفي فوق منصاته بزواج غير شرعي بين السلطة والمال، منذ سنة 2006، عندما كانت الجمعية في ضائقة مالية، ثم ترتفع ميزانيته بشكل كبير جداً، ما يجعلنا نطرح عدة أسئلة عن جدلية السياسي والثقافي، وعلاقة المال بالمهرجانات.
حملة الاغتصاب الانتخابي على الأبواب، وسيعاد السيناريو، وسيخرج المواطن من جديد خاسراً، وننتج من جديد طبقة سياسية، تكسب الثروة وتربط العلاقات وتنهب ثروات وممتلكات البلاد، وهكذا دواليك، إلا أن نعزم عن تغير ما بأنفسنا لنستطيع تغيير واقعنا.