قد يقول أحدهم إن المسلسل اعتمد في ما اعتمد على وقائع، وأدلة حيّة، كثيرة. ولهذا ملئت مساحاته الدرامية بتسريبات المخابرات العامة والحربية والأمن الوطني، للإخوان المسلمين وعنهم وعن غيرهم. وهو أمر للوهلة الأولى صحيح
ألم يكن الاستبداد والدوغمائية والتحجّر الديني، ومحاصرة الاجتهاد والاختلاف والالتباس، وقتل المختلف وتكفيره هي تلك العوامل التي أدّت إلى ما أسماه مالك بن نبي "القابلية للاستعمار"، وقال عبد الكبير الخطيبي عنه "الهزيمة تأتي من الداخل دوماً".
ست صور فوتوغرافية ومواد فيلمية، يظهر فيها المفتي أمين الحسيني وبعض رفقته، ودبلوماسيون آخرون، مع أركان النظام النازي بصحبة قيادات من الرايخ، في زيارة ميدانية لمعسكرات الاعتقال في مدينة تريبين. ماذا نقرأ من هذه الصور؟ هل تشكل "بيّنة" ضد الحسيني؟
أثارت وفاة الكاتبة نوال السعداوي جدلا كبيرا بين الأوساط الشعبية والثقافية، نظرا لمواقفها، الأمر الذي أعطى صورة عن الانقسام الكبير وتشظي المواقف، بما يشير إلى هشاشة النقد في عالمنا العربي.
الخروج الجسدي للفلسطيني من مكانه الجغرافي والتاريخي، دفع به إلى استدعاء شكل تاريخي لوجوده الجماعي Gemeinschaft يقاوم به حالة التذرر التي تسببت بها النكبة.
ولدت ميلاد، ابنة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال، وليد دقة، وبولادتها تعيد ترسيم حدود الجسد الفلسطيني، ليس لأنها الحالة الأولى في الداخل المحتل لـ"أطفال النطف"، ولكن لأنها دليلٌ عتيدٌ على تهافت دولة الاحتلال وضعفها.
كشف مقتل الرئيس المصري، محمد مرسي، كثيرا من أزمات العقل السياسي العربي، ليس فقط من ناحية السؤال السياسي المستمر من حيث "ماذا جلبت الثورات؟!"، ولكن كذلك من ناحية السؤال الأخلاقي أيضًا، وكلاهما، لا يزال، يفرضه الحراك الثوري العربي.
الثورة التي انبنت أفقيًا بشكلٍ تشاركي/ تجاوري متجاوز للثنائيّات وحاوٍ لها في آن، وكانت أكثر مرونة/ سيولة في مواجهة الأيديولوجيا والمؤسساتيّة الحزبية، أصيبت بأمراض المأسسة، لتفتك بجسد الثورة، وبالتواطؤ مع أحزابٍ لايمكن أن تعرّف ذاتها وآخرها إلا من خلال الأيديولوجيا.
من تابع تفاصيل الهجوم على الباحث الفلسطيني، شفيق الغبرا، وكتابه "النكبة ونشأة الشتات الفلسطيني"، يمكن له بسهولة أن يرى أشكالًا مختلفة من أزمات الهوية في ما يتعلق بـتناول الذاكراتيّة "الكويتية" و"الفلسطينيّة" للكتاب.
كيف يمكن تدارك ما حدث من مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، طالما أن العنف أمرٌ ممأسس، وأن مديرها فعل ما فعل بغرض فرض رؤيته لمعنى أحادي عن "الإسلام السياسي" كما يراه هو ومن وراءه؟ هل يكفي اعتذار هذه المؤسسة؟