واحدة من أهم تجليات التلويح بالقوة الناعمة فلسطينياً، بدت واضحة عقب إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، فتح تحقيق كامل بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أفضى لارتباك إسرائيلي.
غابت فلسطين من أجندة الاهتمام العربي والإسلامي رسمياً وشعبياً لحساب الثورات في السودان ولبنان والعراق وحراك الجزائر، وباتت أخبار الربيع العربي في موجته الجديدة تتقدم الاهتمامات، بينما لم تعد القضية الفلسطينية محل اهتمام.
مر مشروع التطبيع بين العرب وإسرائيل بمراحل عديدة، منها ما هو علني ومنها السري، منها ما قطع شوطاً كبيراً وبعضها ما زال قيد التشكل، وبالتالي لم يبدأ الأمر منذ لحظة الإعلان أو الاشتراك في ورشة المنامة.
إذا كان وعد بلفور قد أعطى لليهود حقاً في فلسطين ووطناً قومياً، إلا أنه أبقى للفلسطينيين بعض الحق في أرضهم، فإن الوثيقة التي سربتها صحيفة "إسرائيل اليوم" تُنهي ذاك الحق الذي تركه وعد بلفور.
تعرضت مسيرات العودة لعملية تحول متعدد الأبعاد، فقد بدأت كفرة شبابية سلمية، لكن التحاق الفصائل بها للحد الذي أصبحت فيه عناوين ومكونات مسيرة العودة هم قيادات الفصائل، أفضى لحالة من الجمع بين نقيضين، الأول النضال السلمي، والثاني المقاومة المسلحة.
أُسدل الستار عن مؤتمر وارسو، لكن الستار رفع عن مشهد آخر مختلف في ملامحه وتبعاته، ويبدو أن بعض العرب قد رفعوا برقع الحياء فمضوا بعيداً في اقترابهم من إسرائيل.
القول إن عام 2019 لن يشهد إحداث اختراق للمصالحة محكوم بمعطيات أهمها أن الرئيس عباس يمسك بكل مفاصل فتح والمنظمة والسلطة ويصر أن تقدم حماس تنازلات، بالمقابل تشترط حماس إلغاء العقوبات وما بين هذه وتلك يبقى التحدي الأكبر سلاح المقاومة
جاء إعلان استقلال فلسطين في الجزائر في بيئة عربية قابلة وموافقة على دولة فلسطينية على 23% من أرض فلسطين، وهو ما يعني التنازل عن الأراضي التي احتلت عام 1948 والتي قامت كل الحروب العربية من أجل تحريرها واستردادها
فلسطين قضية سياسية بامتياز وهي قضية أرض محتلة وشعب مهجر، والواقع الحاصل في قطاع غزة لم يعد يخفى على أحد، والسبب الرئيس في كل ما حدث هو الاحتلال الذي يبتز الفلسطينيين الآن من أجل تغليب الإنساني على حساب السياسي.