حافظ الأسد

خلط العسكر، ومن خلفهم التفكير الأمني العميق في سورية، كلّ أوراق التغيير والاحتجاج والمُعارَضة، حتّى تحوَّل المجتمع السوري برمّته أداةً بيد السلطة ضدّ الفرد.

ارتفع تهريج الأسد إلى مستوى السياسة الجادّة في زمنٍ سوريٍّ حَرِجٍ، فكان لسردياته الاجترارية أُحْجِيَات فَطِنة واستعارات غير متوقّعة ترصد خريفه المُتهالك.

ثمّة حديث عن مبادرة قدمتها أسماء الأسد، وفحواها أن تنتقل سورية من نظام الحكم الجمهوري إلى نظام الحكم المَلَكي، على أن تكون عائلة الأسد هي الأسرة المَلَكيّة!

الجماعات العسكرية والمدنية التي تعاقبت على حكم سورية، لم تكترث للجانب الوطني "السوري" في خطاباتها إلى الشعب، ما جعل كثير من السوريين لا يعرفون سورية جيّدًا.

افتقد بشّار ألأسد الكاريزما الملائمة لملء الفراغ في أعلى هرم السلطة الناجم عن موتِ أبيه، وتيقن استحالة ممارسة هذا الدور، ما زجّه داخل رهاب حقيقي.

من شأن نظام الحكم الديمقراطي أن يضع حدوداً يصعُب تجاوزها في وجه الأفراد ذوي الميول التسلّطية والفاسدة والإقصائية. إنّ نظام الحكم يصنع الفئة الحاكمة

ما أرادت دولة الغزو والعدو أن تذكّر به المواطنين العرب، إن كانوا قد نسوا، أنها ليست هي التي تجعل وصول مسيّرة من موقع ما في اليمن إلى تل أبيب، حدثاً عارضاً.