شارل ديغول

أكبر خطأ ارتكبه الرئيس الفرنسي ماكرون اعتقاده أن خلفيته الاقتصادية مصرفيا استثماريًا سابقًا تغنيه عن كل الانتماءات السياسية، وأن برنامجًا مؤيدا للأعمال وخاليا من الإيديولوجيا قادر على إيجاد حلول للمشكلات التي كانت تتخبط فيها البلاد ولا زالت.

تدرك فرنسا أن السياسة العدوانية الروسية فرضت تحدّيين اثنين على الأوروبيين: الأول ردع روسيا عن مهاجمة أي دولة عضو في حلف الناتو بعد حرب أوكرانيا؛ والثاني الانتصار عليها في حرب شاملة إذا اندلعت. نوع من التحدّيات وحده "الناتو" يملك إمكانية الرد عليها.

بدلا من أن يجلس الرئيس الفرنسي ماكرون مقيّد الأيدي في ولايته الثانية، لأنه لا يمتلك أكثرية برلمانية، وجد لنفسه منافذ وحيلا قانونية تسمح له بممارسة السلطة المطلقة، بعيدا عن رأي المؤسّسة البرلمانية المنتخبة، بما يشير إلى مصادرة المشاركة الديمقراطية.

"أوكرانيا وما وراءها: التحدّي الأمني الاستراتيجي لأوروبا"، كتاب صدر عام 2016 بعد اقتطاع روسيا لإقليم القرم، وهو للنرويجيين جان هالاند ماتلاري وتورموند هايير، ويكتسب اليوم أهمية مضاعفة، لتنبؤه أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا قد يتكرّر.

"فرنسا/ أفريقيا" عبارة توصيفية ما زالت متداولة. بدأ اللجوء إلى استعمالها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد وضعت أسس إدارة سياساتها، إلى جانب بعض الدبلوماسيين، نخبة من منظّري الاستعمار الحديث الذي يعني، في ما يعنيه، عودة المُستَعمِر بحلّة مختلفة.

كان الأمل معقوداً على ثورات الربيع العربي في أن تأتي بأنظمةٍ تؤمن بالتداول السلمي للسلطة، لكنها أُجهضت وأُفشلت، وعادت منظومات الاستبداد إلى الحكم. ولا نملك سوى إثارة الأسئلة على هامش استقالةرئيسة وزراء نيوزيلندا أرديرن، وسيظل يحدونا الأمل بذلك اليوم.