الولي الفقيه

يقدّم كتاب "الحوزة والدولة..." إضافة مهمة للمكتبة العربية في فهم الإسلام الشيعي، بعيداً عن الصورة النمطية الراكدة في العالم العربي تجاه إيران والشيعة، التي تأخذ الموضوع من زاوية أيديولوجية أو عقائدية، سواء مع هذا الطرف أو ذاك.

لم ينقلب الزعيم العراقي، مقتدى الصدر على الشيعة، كما تروج ماكينات الدعاية المضادة له، فهو الابن المخلص للمذهب، وكان يوما مصدر إلهام لقاعدته الشعبية، متعكّزا على تراث والده وعائلة آل الصدر، وهو يمتلك مليشيات تفوق عدةً وعتادا كل القوى الشيعية الأخرى.

يحتاج الشباب العربي اليوم أن يراجع بدقة مسار الردّة العنيفة في الموقف الذي يجتاح ضمير كتل كبرى من الشباب، فتندفع مع مفاصلة الروح الإسلامية الأخلاقية، نحو الفكرة المادية الشرسة الحديثة المستنسخة من الغرب، والموظفة للهجوم على المسلمين وحصارهم في أرضهم.

بفضل "بركات" الهيمنة الإيرانية على ما تسمّى دول الهلال الشيعي، وسيطرتها على المقاليد السياسية في أربع عواصم عربية، تعمّقت مظاهر الاستبداد والفساد وتعطيل المؤسسات والإدارات، وانهارت قيم العملات، تماماً على نحو ما تقصّه علينا المشاهد الآتية من لبنان.