الشوفينية

تشبه حالة الملك شارل السادس ووهمه بأنّ جسده مصنوع من زجاج حالة شعوبٍ كثيرة تشعر بأنها مميزة ومختلفة عن الآخرين، لمجرّد أن بلادهم شهدت حضارات قديمة أو حديثة، فيتعالون على الآخرين، ويعيّرونهم بأن لا تاريخ لهم وأنهم منحلون!

فرح بعض العرب والمسلمين بمحاولة اغتيال الروائي سلمان رشدي، يخفي في طياته أمورا مخيفة، ويكشف عن مستوى كبير من الجهل والكراهية والشوفينية، والناجمة بدورها عن شعور متزايد بالعجز عن التغيير والعجز عن العيش بكرامة ونيل أقلّ الحقوق المستحقة.

.الوطن هو الإنسان نفسُه، وكلّما كنتَ رؤوفاً بالإنسان حولك كنت وطنيّا، وكلما كنت رحيماً بالأرض حولك كنت وطنياً، وكلما أدّيت عملك بضمير وعلى أحسن ما يمكن أن يكون، كنت وطنياً. وما نحتاجه، إدراك أقوى بأهمّية العالم المشترك: السّماء والأرض والبحار.

اللغة معرّضة للتطور ولاستقبالها مفردات جديدة تتناسب مع حراك الزمن، ومع التطوّر التقني، أو نتيجة التداخل والتمازج اللغوي الذي تتركه الكولونيالية أو هيمنة لغة ما بسبب نشاطها التكنولوجي. تتعرض اللغة لنبذ مفردات أو مصطلحات قديمة تحولت إلى مفردات قاموسية

إشعال معارك الهوية طريقًا لاستثارة النزعات الشوفينية العربية لا يحدث إلا في فترات الانحطاط السياسي والتردّي الثقافي، ليكون وسيلة سهلة ومريحة في متناول كل طاغية مستبد يحاصره الفشل والارتباك في القضايا الكبرى، وهذا ما يفعله عبد الفتاح السيسي اليوم.

لا يُمكن لأحد النجاة من لبنان منفرداً، بل عليه التعاون مع الغارقين معه في هذه الرمال للبقاء على قيد الحياة. في لبنان، لا نحتاج إلى حقوق طوائف، ولا إلى تأجيج مظلومية طائفية، بل إلى النظر إلى خارج دائرتنا، لفهم جوهر الإنسان، لا الطوائف.