السلطوية

تشير عملية شراء الملياردير إيلون ماسك منصّة توتير وفرضه بعض التغييرات عليها إلى أنّ صناعة الوحشية السلطوية ليست حكراً على دول العالم الثالث، الغارقة في أزماتها، بل إنها خصيصة كامنة، يمكن أن تتفجر لدى الإنسان في كل زمان ومكان!

فوز اليسار البرازيلي في الانتخابات الرئاسية يعني أنه استفاد من أخطاء تجربته السابقة، إذ بدا خطاب الرئيس المنتخب لولّا دا سيلفا أكثر تخفّفاً من الإرث الأيديولوجي والسلطوي، وأكثر توسُّلاً بالواقعية السياسية باستيعابه ميزان القوى داخلا وخارجا.

حينما يرى المرء عمّال مزارع الدواجن يرمون الكتاكيت الخضر في أكياس بالمئات تمهيدا لإعدامها، لنقص غدائها، يتذكر المجموعة القصصية "للكتاكيت أجنحة" للكاتب الراحل عبد العال الحمامصي و"حكايات قهوة كتكوت" لمحمود السعدني، في دولة تشتري الرافال بالمليارات!

ثلاث سنوات مرّت على انتفاضة 17 تشرين 2019 اللبنانية، لكن الحال اليوم من سيئ إلى أسوأ، انتصرت قوى النظام في مهاتراتها وألاعيبها على ضحالة قوى التغيير، ولبنان يتنقل بين مستويات الانهيار، من أدناها إلى أعلاها، وصولًا إلى انهيار كل مؤسسات الدولة.

فشلت أحزاب الموالاة في تونس تحشيد المواطنين حول مشروع الرئيس قيس سعيّد، فلم تنجح في تحفيزهم على المشاركة في الاستشارة الإلكترونيّة التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها نسبة 5% من التونسيين. كما لم تفلح في توعيتهم بأهمية المشاركة في الاستفتاء على الدستور

تعاني تونس من تصدّعات مؤلمة، طاولت تماسك مجتمعها ونخبتها السياسية والثقافية والإعلامية. ومؤكّد أن عوامل خارجية زادت الأزمة حدّة واحتداما، وأفرغت عليها مزيدا من الزيت، علما أن المحيط الإقليمي لتونس يوجد في أقصى درجات الاضطراب وعدم الاستقرار.

لن تكون الحادثة المروّعة على الحدود الإسبانية المغربية الأخيرة بل مرجّح تكرارها في دول أخرى جنوب المتوسط، طالما استمرّ حرص دول الاتحاد الأوروبي على عدم تقديم أي ثمن مالي وسياسي نظير مواجهة تدفق المهاجرين واللاجئين من جنوب المتوسط إلى أراضيها.

لا يجوز أن يمرّ إعلان القدس بين الولايات المتحدة وإسرائيل من دون ردّ عربي إسلامي واضح، وترسيم مختلف لما يحدث إقليمياً يغاير المنظور الأميركي المنحاز للكيان الإسرائيلي، فالمطلوب تدشين إعلان القدس بصيغته العربية والإسلامية، في مواجهة الموقف الأميركي.