الانقلابات العسكرية

قيام مختلف الأنظمة السياسية الموجودة في الدول المغاربية، باستثناء المغربي، لم يكن من فعل ثورة شعبية ضد الاستعمار، ولا على أساس النظرية السياسية التي تطرح فكرة النظام للاستفتاء الديموقراطي، بل من دوافع الانقلابات العسكرية التي أمسكت بالسلطة.

عمدت فرنسا إلى جعل القارّة الإفريقية أسيرة لها وفرضت دمى تابعة لها للتغطية على ما سطت عليه من مناجم وموارد وخيرات، وغضت الطرف عن التجاوزات الصارخة لدماها المتحرّكة لحقوق الإنسان، إلى أن وصل الأمر إلى مرحلة الانفجار.

يرجّح أن يكون سبب تهافت القادة العرب إلى أفريقيا هو قطع الطريق على المحاولات الروسية لاستقطاب القارّة السوداء إليها، لأنه من المستبعد أن يحدُث العكس، على الأقل في المدى المنظور، لأنّ معظم الزعماء العرب لم يخرجوا بعد من العباءة الأميركية.

ليست موجة الانقلابات العسكرية التي تشهدها قارّة أفريقيا بدافع محاربة انتشار الفساد، بل لاحتواء آفاق الأزمة الاقتصادية وضيق الكعكة التي كان المستحوذون على السلطة، ومنهم الانقلابيون، يتقاسمونها فيما بينهم بمساعدة وتأييد من القوة الاستعمارية فرنسا.