- يناقش فكي في منتدى الأمن العالمي بالدوحة قضايا مثل الصراع الفرنسي-الروسي في أفريقيا، تحديات الإرهاب، والحرب في السودان، مؤكدًا على أهمية التحدث بصوت واحد والحاجة إلى تمويل جديد لمكافحة الإرهاب.
- يتطرق إلى مشكلة الهجرة غير النظامية، داعيًا الدول الأوروبية لمعاملة المهاجرين بإنسانية ويشدد على ضرورة الإرادة السياسية لمواجهة تحديات الهجرة، مؤكدًا أن الانتظار للمساعدة الخارجية لن يحل مشاكل القارة.
دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، اليوم الثلاثاء، الحكومات الأفريقية إلى تطبيق "الحوكمة والعدالة والمساواة بين أفراد الشعب" لتجنب حصول انقلابات، موضحاً أن مواجهة هذه الظاهرة والتغيرات غير الدستورية في القارة الأفريقية على رأس أولويات مفوضية الاتحاد الأفريقي، التي سيظل على رأسها حتى مارس/ آذار 2025 بعد توليه المنصب ولايتين متتاليتين.
موسى فكي يتحدث عن الانقلابات في أفريقيا
وكشف موسى فكي، خلال مشاركته في جلسات اليوم الثاني لمنتدى الأمن العالمي الذي يعقد بالدوحة، أن هناك 6 دول علقت عضويتها في الاتحاد الأفريقي بسبب الانقلابات التي اعترف أن بعضها "يحظى بالرضا الشعبي"، لكنه قال: "لا نستطيع أن نقوم باستثناءات وعدم تطبيق القواعد نفسها على جميع الدول التي شهدت انقلابات، وإلا أوجدنا واقعاً خطيراً"، معتبراً في الآن نفسه "الدعم الشعبي لهذه التغييرات غير الدستورية فرصة للحكومات الأفريقية لتطبيق الحوكمة والسعي لنيل رضا الشعوب".
وانطلقت في الدوحة، أمس الاثنين، فعاليات منتدى الأمن العالمي التي تستمر حتى غد الأربعاء، تحت شعار "المنافسة الاستراتيجية: الترابط المعقد"، وذلك بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الدوليين وصناع القرار والسياسات، والخبراء في مجال الاستخبارات والشأن العسكري وإنفاذ القانون.
تعليق صفة إسرائيل (عضو مراقب) في الاتحاد الأفريقي
وفي معرض رده على سؤال حول تعليق عضوية إسرائيل باعتبارها عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي، قال موسى فكي "إن الأمر يعتمد على احترام إسرائيل القانون الدولي لعودتها إلى الاتحاد الأفريقي"، لافتاً إلى أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "بلا سلطة أو صلاحيات حقيقية". ودعا موسى فكي الدول الأفريقية بهذا الخصوص إلى إعطاء السلطة لمفوض الاتحاد الأفريقي، قائلاً: "الدول الأفريقية لا تريد إعطاء السلطة لمفوض الاتحاد الأفريقي، نحن بحاجة لمنح صلاحيات وسلطة واسعة وحقيقية لرئيس المفوضية للدفاع عن أفريقيا، كيف يمكن أن تعين شخصاً ولا تعطيه صلاحيات؟ هذا أمر محزن".
الصراع الفرنسي الروسي في أفريقيا
وحول تحول القارة الأفريقية لساحة صراع للنفوذ الفرنسي والروسي، قال موسى فكي: "علينا أن ننسق جهودنا والتحدث بصوت واحد للدفاع عن مصالح القارة"، مضيفاً: "لدينا العديد من الشراكات مع الصين وتركيا والعالم العربي، لكننا لسنا موحدين، وهناك دول تعمل بشكل فردي مع الدول الأخرى، وهذا أحد التحديات التي نواجهها".
وحول خطر الإرهاب الذي تواجهه الدول الأفريقية، شدد: "إننا نترك وحدنا لخوض هذه المعركة، ونحارب هذه الظاهرة منذ أكثر من عقد وحدنا وبتمويل ذاتي، ولم نحظ بأي دعم من مجلس الأمن الدولي"، مضيفاً "نحتاج إلى طريقة جديدة لتمويل حربنا ضد الإرهاب الذي لا حدود له، والذي يهدد بتحويل العديد من الدول الأفريقية إلى دول فاشلة".
الحرب في السودان
من جهة أخرى، تطرق موسى فكي إلى الدور الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي لحل النزاع في السودان، مشيراً إلى تنظيم اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وأعضاء مجلس الأمن في اليوم التالي للحرب في السودان، مشيراً إلى أنه جرى إطلاق مبادرة مع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في شرق أفريقيا للتفاوض ووقف الحرب. وتابع في هذا الصدد: "كما بدأت السعودية جهودها لوقف الحرب، وجلس الطرفان الحكومة وقوات الدعم السريع على طاولة التفاوض للتوصل الى حلول، وما زلنا نسعى مع "إيغاد" لتنظيم عملية تفاوضية جديدة، لكن التدخل الخارجي يعطل الأمور، وهذا الحال نواجهه في السودان وفي الكونغو وفي روندا".
هجرة الأفارقة
وبشأن الهجرة غير النظامية لأبناء أفريقيا الذين يتعرضون خلالها للموت عطشاً في الصحراء أو غرقاً بالبحار، رد بالقول: "نمد أيدينا إلى الشباب في أفريقيا، إلا أن انعدام الأمن والاستقرار في دول القارة وغياب الحوكمة وضعف التكامل الذي يخلق المزيد من الفرص، يساهم في تفاقم ظاهرة الهجرة." وطالب فكي الدول الأوروبية بالتعامل بإنسانية مع المهاجرين، وما سماها دول العبور، وخاصة ليبيا وتونس، بالتعامل باحترام ووقف المعاملة السيئة التي يواجهونها. وقال موسى فكي إن "أفريقيا تواجه تحدياً حقيقياً بهذا الشأن، وعلينا أن نتحرك بسرعة، حيث نحتاج إلى مزيد من الإرادة السياسية"، معتبراً أن "انتظار الآخرين لن يحل مشاكل أفريقيا".