بين عمان وباريس: أسعار الفنادق صدمة سياحية

14 مارس 2016
السياحة الأردنية تحتاج إلى خطط تنموية(خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
الأمر لا يحتاج سوى إلى نقرة زر في موقع إلكتروني عالمي لحجز الفنادق. نقرة يقوم بها ملايين السياح حول العالم لاختيار وجهتهم للترفيه. النقرة الأولى كانت للبحث عن فنادق أكثر المدن زيارة في العالم في العام 2015، وهي باريس، والنقرة الثانية استهدفت فنادق العاصمة الأردنية عمان. البحث يطاول فنادق بتصنيف ثلاثة نجوم حصراً، لسائح يريد التعرف إلى ثقافة البلدين، ولا يهمه الكثير من البذخ والإنفاق على الإقامة الفندقية. النتائج جاءت مذهلة: يوجد 845 فندقاً بتصنيف ثلاثة نجوم تسوق لنفسها على الموقع في باريس، في مقابل 40 فندقاً في عمان. يبدأ سعر الإقامة لليلة واحدة في 14 آذار/مارس الحالي، في باريس بـ 47 دولاراً، في حين يبدأ السعر في عمان بـ 32 دولاراً. في مقابل هذه المفارقة، التي تواجه كل سائح يبحث عن فنادق عمان، تتزايد التصريحات من قبل المسؤولين عن قطاع الفنادق، أن الأسعار في العاصمة الأردنية ليست مرتفعة!
لا شك في أن هناك شبه إقرار بأن الأردن ما زال يواجه صعوبة في تحسين واقعه السياحي. حيث شهد مدخول القطاع انخفاضاً في العام الماضي بلغت نسبته %7.1. كما تراجع طبقاً للمصدر ذاته عدد السياح وليالي المبيت السياحية من 443.226 سائحاً في عام 2014 إلى 300.970 سائحاً في عام 2015 ومن 2.019.287 ليلة في عام 2014 إلى 1.125.159 ليلة في عام 2015.

غياب التنافسية 

ارتفاع التكاليف، حسب رأي الخبير بشؤون الترويج السياحي أسعد الحيطات، معضلة تحول دون تنافسية الأردن مع البلدان السياحية الأخرى، يضيف لـ "العربي الجديد": "فحتى الآن لاتزال عمان وفق التصنيفات العالمية تحتل مراتب متقدمة جداً بين عواصم الشرق الأوسط على مستوى الغلاء. وإذا ما أضفنا إلى ذلك ارتفاع أجور الفنادق ووسائط النقل من المطار إلى وسط المدينة أو إلى أي مكان آخر، فسنكتشف أن من الصعب على أي سائح أن يفضل الأردن في الوقت الذي تقدم له الدول الأخرى عروضاً وتسهيلات تفوق ما نقدمه له في كثير من الأحيان".
وعلى مستوى المملكة يوجد نحو 320 فندقاً مصنفا بين النجمة الواحدة والخمس نجوم، ويقدر متوسط تكلفة إقامة شخص واحد وليوم واحد في غرفة مستقلة بفندق خمس نجوم حسب الأسعار الرائجة بنحو 150 دولاراً، تنخفض إلى 40 دولاراً في فنادق النجمتين.

أما بيت الشباب في منطقة وادي موسى، فتبلغ كلفة الإقامة اليومية فيه نحو 30 دولاراً بالمتوسط، فيما تقدر التكلفة الوسطية للإقامة اليومية لشخص واحد في فنادق البحر الميت بنحو 110 دولارات. وهناك 6 فنادق داخل العاصمة عمان، تصنف على أنها الأرخص، حيث تبلغ تكلفة الإقامة اليومية فيها لشخص واحد بنحو 8.5 دولارات، لكنها تفتقر إلى كثير من المحفزات والمزايا.
وفي الآونة الأخيرة اضطرت الفنادق إلى تقديم حسومات تشجيعية متفاوتة، خفضت من خلالها كلف الإقامة، بهدف إنقاذ موسمها، لكن حسوماتها في المحصلة لم تكن على المستوى المطلوب، حتى بالنسبة للأردنيين المقيمين في دول الخليج.
ويرى الخبير الاقتصادي إبراهيم القبيلات أن "تميز المملكة بموقع جغرافي متوسط واستراتيجي، وتراث ثقافي وحضاري، ومواقع أثرية، يتصدر مقومات نجاح أي نشاط ترويجي لمختلف أنواع السياحات المعروفة. ولكن هذه المقومات لم تستثمر بالطريقة المثلى، وخسرت الفنادق في المملكة منافستها مع الفنادق المماثلة على الشواطئ الشمالية للمتوسط في استقطاب أعداد إضافية من الوافدين. وحين قررت تخفيض أسعارها، كان القطار قد فاتها".
ويضيف لـ "العربي الجديد": "صحيح أن الخطة التسويقية الطارئة، التي نفذتها هيئة تنشيط السياحة منذ عامين، قد منحت القطاع فرصة لرأب الصدع الذي تعرض له على خلفية الاضطرابات التي تعيشها المنطقة، لكن تكاليف المبيت والإقامة في فنادق العاصمة والمناطق السياحية الأخرى بقيت على حالها، خارج أية منافسة".

اقرأ أيضاً:الأردنيون يشكون اقتصادهم: "أخبرونا من أين نصرف؟"
المساهمون