لا تُجادلني في حبّ ميلان

10 فبراير 2019
من نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2003 (Getty)
+ الخط -
لا تزال مشجعاً لميلان؟ كيف يُمكنك ذلك؟ لماذا لا تُبدل ميولك وتتجه نحو فريقٍ آخر قادرٍ على تحقيق الألقاب؟

تُصادفني هذه العبارات بشكلٍ يومي تقريباً، كلّما كنت في أحد مجالس كرة القدم، يسأل بعضهم عن هوية فريقي، وتبدو على وجهه علامات الاستغراب حين يسمع جوابي، فيما يهزُّ آخر برأسه ويبتسم أو حتى يضحك، وكأنني تفوهت لتوي بنكتة.

بعض من جيل كرة القدم الحالي يسمع فقط عن ميلان، حين يحاورك أحدهم يقول مباشرة: "كان لديكم كاكا ومالديني وسيدورف وإنزاغي و و و وتطول القائمة التي يُرددها"، وكلّ معلوماته بطبيعة الحال صحيحة، لكن تاريخ الفريق هذا لم يبدأ في الألفية، اسمحوا بالقول إن "ميلان الأنجح في الحقبات التاريخية" قاطبة.

سيأتي مشجعٌ لريال مدريد ويصف كلامي الآن بالتعصّب، على اعتبار أن الميرنغي أكثر من توج باللقب، لكن لا أوافق على ذلك.

أتحدث هنا عن نادٍ نجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في الستينيات ثم في الثمانينيات بطريقة أسطورية مع أريغو ساكي، وفعلها في التسعينيات ثم في الألفية الجديدة مرتين، لكن هل تعلمون أن الريال لم يفز بلقب الأبطال من عام 1966 حتى 1997.

بطبيعة الحال لست ضد ريال مدريد هنا أو أي فريقٍ آخر، كي لا أُفهم خطأً وبتفكيرٍ متسرع أنني أقلل من شأن نادٍ آخر عظيم، لكنني أقول رأيي والحقيقة التي أراها ملموسة.

على كلٍ لنعد إلى القصة الشهيرة "كيف تشجع ميلان"؟ لن أطيل الحديث في ما يخصُّ هذا الأمر، فحين تشبُّ على حبِّ شيءٍ ما، من المستحيل أن تغيّر ميولك نحوه، قد تهجر الوطن أحياناً، قد تغضب منه وتحزن من مشاكله، لكن كلّما رأيت بصيص أملٍ فيه، يخفق القلب وتعود نبضاته من جديد، تنتظر عودته بفارغ الصبر، فهو جزءٌ منك وأنت بطبيعة الحال جزءٌ أصغر منه.

سأترك عشق الوطن جانباً وأتحدث بلسان أبي تمام، الشاعر العربي الكبير الذي قال يوماً "نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى، ما الحب إلا للحبيب الأول"، سأختم هنا، يكفي مجادلةً، الحبُّ للألوان الحمراء والسوداء، الحب واحدٌ، والقلب واحد وميلان واحد لا غير سواه.
دلالات
المساهمون