هولندا في "يورو 2020"... المنتخب "المنحوس" من أجل لقب ثانٍ

03 يونيو 2021
هولندا يريد تقديم بطولة قوية (Getty)
+ الخط -

سيعود المنتخب الهولندي إلى منافسات بطولة "يورو" من جديد بعد غياب عن النسخة الأخيرة في فرنسا عام 2016، وهو اليوم يملك عناصر مُميزة قادرة على تقديم الكثير على أرض الملعب وقادرة على المنافسة على لقب "يورو 2020"، خصوصاً مع التجديد الكبير الذي شهدته تشكيلة "الطواحين" خلال السنوات الأخيرة.


لمحة وتاريخ  في "اليورو"

يملك المنتخب الهولندي تاريخاً جيداً في بطولات "اليورو"، لكنه كان دائماً يواجه سوء الحظ ويفشل في التتويج، وهو ما كان يحصل معه أيضاً في بطولات كأس العالم خلال السنوات، ولولا ذلك لكان منتخب هولندا مُتوجا اليوم بثلاثة ألقاب في المونديال وثلاثة ألقاب في "اليورو" على الأقل.

وشارك المنتخب الهولندي في أول نسخة له من "اليورو" في عام 1976، ونجح في تحقيق إنجاز تاريخي بتحقيق المركز الثالث، لكنه عاد إلى نسخة عام 1980، وخرج من الدور المجموعات دون تحقيق أي نتيجة تُذكر، ليعود ويغيب عن نسخة عام 1984.

وفي نسخة عام 1988، نجح المنتخب الهولندي في تأكيد أنه سيكون بين أفضل المنتخبات الأوروبية، وذلك بعد نجاحه في التتويج بأول لقب أوروبي في تاريخه. وفي تلك النسخة، وتأهل كوصيف من المجموعة الثانية خلف منتخب الاتحاد السوفياتي، ثم تفوق على منتخب ألمانيا الغربية في الدور نصف النهائي، ليعود ويتفوق على منتخب الاتحاد السوفياتي بهدفين نظيفين ويحصد اللقب.

وفي نسخة عام 1992، حقق المنتخب الهولندي بداية مُميزة ونتائج طيبة وأنهى المنافسة في المركز الثالث، وفي نسخة عام 1996 الإنكليزية، خرج المنتخب الهولندي من الدور ربع النهائي وكان قريباً من الوصول إلى المربع الذهبي مجدداً.

ونجح المنتخب الهولندي في متابعة العروض القوية في بطولات "اليورو"، وحل ثالثاً في نسختي 2000 و2004، وفي نسخة عام 2008، خرج من الدور ربع النهائي وحل سادساً، وفي نسخة عام 2012، ودع منتخب "الطواحين" من دور المجموعات، ثم غاب عن نسخة عام 2016.

 

التصفيات ونقاط القوة والضعف

تأهل المنتخب الهولندي إلى بطولة "يورو 2020"، بعد أن حل وصيفاً في المجموعة الثالثة خلف المنتخب الألماني المتصدر، وجمعت هولندا 19 نقطة من 6 انتصارات وتعادل وخسارة، وسجل المنتخب 24 هدفاً وتلقت الشباك 7 أهداف، وأثبت قوته الهجومية حتى الآن قبل المنافسة في البطولة الأوروبية.

وبالنسبة لنقاط القوة التي يتمتع بها المنتخب الهولندي، فهو يملك دفاعاً قوياً وصلباً يمكنه الدفاع عن مرماه أمام المنافسين، ورغم تلقيه ضربة قوية بغياب نجم الدفاع الأول، فيرجيل فان دايك، إلا أنه يبقى قويا في الدفاع، وهو ما أظهره في مباريات التصفيات الأوروبية.

ويملك المنخب الهولندي قوة ضاربة متصلة ببعضها بين الدفاع وخط الوسط، وهو ما يمنح هولندا قوة ضاربة في حال نجحت في الدفاع بقوة والسيطرة على خط الوسط، خصوصاً مع تواجد لاعب مثل، دي يونغ، "الدينامو" الذي يملك الكرة لاستلام الكرة من الخلف وبناء الهجمات وصناعة الفارق هجومياً.

أما بعض نقاط الضعف فتتمثل بتغيير المدرب الذي جعل المنتخب الهولندي يتعرض لبعض الهزات قبل أن يستعيد بعضا من توازنه مع المدرب الجديد، فراك دي بوير، خصوصاً أن هولندا عملت مع المدرب، رونالد كومان، لسنوات طويلة، وكان هناك استقرار.

أما نقطة الضعف الثانية فتتمثل بعمل فرانك دي بوير التكتيكي، الذي لا يعرف التعامل تحت الضغط، إذ عندما يضعط المنافس عليه، لا يعرف الفريق كيفية الخروج بالكرة، خصوصاً في حالة تواجد لاعب خط وسط أمام المدافعين، وهي نقطة ضعف ربما تؤثر سلباً على عملية بناء الهجمات.

أما نقطة الضعف الثالثة، فتتمثل بالاعتماد المبالغ فيه على الأطراف في صناعة اللعب والهجمات، ما يجعل هولندا تفشل في معظم الأحيان في هز الشباك بسبب نُدرة الابتكاء في صناعة الفرص. في وقت الضغط العالي الذي يصنعه المنتخب الهولندي فاشل ولا يتحرك كمجموعة، بل بعناصر منفردة، ما يجعل المنتخب يسقط أمام المنافس القوي في إخراج الكرة ويسقط أمام المرتدات طبعاً.


المجموعة والتشكيلة

سيلعب المنتخب الهولندي في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات أوكرانيا، النمسا ومقدونيا الشمالية، وسيبدأ مشواره في بطولة "يورو 2020" ضد المنتخب الأوكراني على ملعب "يوهان كرويف، ثم يلعب ضد منتخب النمسا على نفس الملعب، ويختتم مبارياته في المجموعة ضد منتخب مقدونيا الشمالية.

أما تشكيلة المنتخب الهولندي فستضم في حراسة المرمى (تيم كرول، كاسبر سيليسن، ماركو بيزوت)، وفي خط الدفاع هناك كل من ماتياس دي ليخت، جويل فيلتمان، كيني تيلي، باتريك فان أنهولت، دالي بيلند، ستيفان دي فريج، ناثان أكي، هانس هاتيبوير).

أما في خط الوسط فهناك (فرينكي دي يونغ، دايفي كلانسن، جورجينيو فينالدوم، مارتين دي روم، دوني فان دي بيك، توني فيلانها، كيفن ستروتمان، دايفي بروبر)، أما في خط الهجوم فهناك (ممفيس ديباي، ستيفين بيرغواين، لووك دي يونغ، كوينسي بروميس، راين بابل، كالفين ستينغس).

نجوم المنتخب

يملك المنتخب الهولندي الكثير من النجوم والأسماء البارزة التي تلعب في أفضل الدوريات الأوروبية، لكن يبقى نجم خط الوسط، فرينكي دي يونغ، النجم الأول لمنتخب "الطواحين" بشكل مؤكد. لاعب خط الوسط الشاب في فريق برشلونة، والذي صنع الفارق على أرض الملعب خلال المواسم الماضية، والذي يمكنه نقل الفريق من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بطريقة مُميزة وسهلة بسبب مهارته الفردية وعقليته الاحترافية. وخاض دي يونغ 25 مباراة مع المنتخب الهولندي حتى الآن وسجل هدفا.

المدرب

فرانك دي بوير هو مدرب منتخب هولندا منذ عام 2020، والذي يطمح لقيادة "الهولندي الطائر" إلى الأدوار المتقدمة وربما محاولة المنافسة على اللقب. ورغم أن المدرب واجه صعوبات كبيرة في بداية مشواره مع هولندا، إلا أنه يملك مجموعة من العناصر المُميزة القادرة على إنقاذ مسيرة المدرب في البطولة الأوروبية وربما لسنوات قادمة. وسبق للمدرب تدريب أندية أياكس الهولندي، إنتر ميلان الإيطالي، كريستال بالاس الإنكليزي، أتلانتا يونايتد الأميركي.

هولندا تعود إلى "اليورو" وحلمها التتويج باللقب
المساهمون