ميسي بين باريس والرياض وميامي

28 يناير 2023
هل يغادر ميسي النادي الباريسي في نهاية هذا الموسم؟ (Getty)
+ الخط -

مع اقتراب انتهاء عقد ليونيل ميسي الذي يربطه بالنادي الباريسي، يتزايد حجم التسريبات والتوقعات بشأن مصير بطل العالم الذي قرر مواصلة اللعب مع المنتخب الأرجنتيني إلى غاية مونديال 2026، في حين لم يتضح مصيره ومستقبله مع الأندية التي تتهافت على خدماته، بين التمديد مع باريس سان جرمان الذي يسعى لتجديد عقده، أو الالتحاق برونالدو في السعودية ليلعب في الهلال أو الاتحاد، وبين الانتقال إلى الدوري الأميركي واللعب في صفوف إنتر ميامي، مقابل عروض ومزايا كبيرة مغرية لميسي وعائلته التي تعودت على الحياة الباريسية، لكن الإغراءات المادية السعودية والأميركية قد تفعل فعلها رغم البند الذي يتضمنه عقده الحالي، والذي يتضمن أولوية التجديد لموسم إضافي مع باريس سان جيرمان، في ظل تضارب الأخبار حول رغبة ميسي التي لا يعرفها سوى ميسي وعائلته.

إدارة "الباريسي" شرعت في التفاوض مع نجمها بعد مونديال قطر مباشرة، ولا تريد التخلي عن ميسي اللاعب ولا ميسي الاسم الذي يدر عليها مداخيل كبيرة جعلت من صفقته رابحة مادياً خلال الموسمين الماضيين، في انتظار تحقيق الربح الفني الكبير من خلال التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا والاحتفاظ بنجمها على الأقل موسمين إضافيين.

وحتى ولو اقتضى الأمر الاستغناء عن نيمار المرتبط بعقد طويل إلى غاية 2027، أو تطّلب الأمر بذل مجهود مادي أكبر مع ميسي، الذي يريد من جهته الاستمرار في المستوى الأوروبي العالي بعد أن قرر مواصلة اللعب دولياً مع منتخب بلاده إلى غاية مونديال 2026، وهو الأمر الذي يبقى في صالح النادي "الباريسي" الذي تصعب منافسته على ميسي من طرف الأندية الأوروبية الأخرى.

مشكلة "الباريسي" مع ميسي لا تكمن في المقابل المادي ولا في مدة العقد الجديد، لأن ذلك مقدور عليه، بل في التهديد القادم من صندوق الاستثمار السعودي الذي فتح أبواب الدوري على مصراعيه، وفتح خزائنه لأجل استقطاب نجوم الكرة العالميين، خصوصاً بعد أن تمكن من ضم رونالدو إلى النصر السعودي، ويريد تحقيق صفقة القرن باستقدام ميسي إلى الهلال أو الاتحاد مهما كان الثمن، وحينها تصبح السعودية قبلة عشاق الكرة العالمية من دون منازع في إطار استثماراتها في الرياضة، التي لم تعد تقل شأنا عن باقي الاستثمارات في مجالات اقتصادية وتجارية، وحتى على صعيد الأنشطة الفنية والثقافية التي تزايدت في الفترة الأخيرة وساهمت في تغيير الصورة النمطية التي لازمت المملكة عقوداً طويلة، يراد لها أن تنسجم مع متطلبات السعي لتنظيم مونديال 2030، الذي سيشكل نقطة تحول كبيرة في البلد.

التنافس على استقدام ميسي ونجوم الكرة لا يقتصر على القطريين والسعوديين، بل تعداهم إلى الأميركيين، الذين من خلال إنتر ميامي، الذي تأسس قبل 5 سنوات فقط، ويملك جزءاً من أسهمه النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام، الذي يدرك قيمة انتداب ميسي من طرف فريقه مادياً وفنياً وإعلامياً وجماهيرياً في بلد سيكون بعد 4 سنوات واحداً من منظمي المونديال برفقة كندا والمكسيك، ما يساهم في زيادة حجم الدعاية للدوري الأميركي وكرة القدم الأميركية والشبان الذين يزداد شغفهم بالكرة، وترتفع بالتالي مداخيل الإعلانات والإشهار وحقوق البث التلفزيوني التي تصبح مصدراً إضافياً لتطوير اللعبة وانتشارها مقارنة برياضات البيسبول وكرة السلة والملاكمة وألعاب القوى التي تبقى الرياضات الأكثر انتشاراً وممارسة.

في المقابل، أشارت تسريبات إعلامية أخرى إلى إمكانية عودة برشلونة للاهتمام بنجمها السابق بالتعاون مع الأميركيين وزوجة ميسي، وذلك من خلال اقتراحها عليه عقداً لمدة 10 سنوات، يلعب فيها موسمين مع النادي الكتالوني، ثم موسمين آخرين مع إنتر ميامي، ثم يعود إلى برشلونة سفيراً لمدة 6 سنوات، وهو السيناريو الأقرب للحصول في حالة فشل النادي الباريسي في الاحتفاظ به.

المساهمون