من سيفوز بمونديال قطر رونالدو أم ميسي؟

09 يناير 2021
ميسي ورونالدو يحلمان بلقب مونديال قطر (لورنس غريفذيس/فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال هواة كرة القدم العالمية يفاضلون ويقارنون بين النجمين العالميين رونالدو وميسي، ويخوضون في الجدل الذي لم يتوقف طيلة العقد الأخير حول الأحسن والأجدر بلقب أفضل لاعب في العالم حالياً، رغم مغادرة رونالدو الدوري الإسباني وانتقاله إلى اليوفي في إيطاليا، ولا يزال عشاقهما يحسبون التتويجات والألقاب والأهداف وركلات الجزاء المسجلة، والتمريرات الحاسمة كلّ أسبوع، ويخوضون في لغة الأرقام التي يحطمها النجمان باستمرار، لكن يبدو أن نهاية المشوار ستكون الفاصلة بين النجمين لتحديد الأفضل في سباق ثنائي دام طويلاً، سينتهي يوماً لا محالة، وستميل الكفة لمن سيتوج بكأس مونديال قطر 2022 مع منتخب بلاده، في موعد يصادف نهاية مشواريهما الكرويين على الأقل على الصعيد الدولي في سن الـ37 بالنسبة لرونالدو والـ35 لميسي.

اللاعبان تقاسما طيلة عشرية كاملة ألقاب أفضل لاعب في العالم وأوروبا بالنظر لإنجازاتهما مع فريقيهما، وتقاسما الألقاب المحلية والأوروبية مع البرسا والريال بالدرجة الأولى، وكانت الغلبة قارياً مع المنتخب لرونالدو المتوج بلقب كأس أمم أوروبا ودوري الأمم الأوروبية، من دون أن يتمكنا من التتويج بلقب كأس العالم مع منتخبيهما، لترجيح كفة واحد منهما على الآخر باعتبار التتويج باللقب العالمي عاملاً مهماً في تحديد الأحسن عالمياً، مثل ما حدث مع البرازيلي بيليه سنوات 58 و66 و70، والأرجنتيني مارادونا سنة 1986، ثم الظاهرة البرازيلية رونالدو عندما صنع الفارق في تتويج البرازيل بلقب كأس العالم 2002، وهو الأمر الذي لم يحققه نجوم كبار قبلهم وبعدهم رغم تميزهم وتتويجهم بألقاب فردية وجماعية مع نواديهم، ولم يحققه رونالدو وميسي لحد الآن.   

تصريحات رونالدو الأخيرة التي عبّر فيها عن شغفه بمواصلة اللعب في المستوى العالي، ورغبته في الفوز بلقب كأس العالم بعدما توج بالتاج الأوروبي سنة 2016، وظهور جيل جديد مبدع في البرتغال، كلّها عوامل ترجح كفة نجم يوفنتوس لكي يكون مرشحاً أكثر للفوز بكأس العالم المقبلة، مقارنة بالأرجنتيني ميسي الذي يمرّ بفترة صعبة مع ناديه برشلونة ومنتخب بلاده الذي تراجع مستواه كثيراً في السنوات القليلة الماضية، ولم يقدر نجمه على قيادته حتى للفوز بكوبا أميركا، لذلك بقي الراحل مارادونا إلى الآن في نظر الأرجنتينيين الأفضل لأنه نال معه لقب كأس العالم سنة 1986، الذي لم يتمكن ميسي من التتويج به رغم بلوغه النهائي سنة 2014 في البرازيل أمام ألمانيا.

قبل مونديال قطر، سيكون رونالدو وميسي على موعد مع بطولتي كأس أوروبا للأمم، ومسابقة كوبا أميركا صيف 2021، من دون أن ننسى تحديات التتويج بالدوري المحلي في إسبانيا وإيطاليا، والفوز بلقب دوري الأبطال مع فريقيهما في صراع ثنائي لا يبدو أنه سينتهي إلا باعتزال أحدهما أو كليهما، ولن يحسم إلا لصالح المتوج بكأس العالم في آخر مسابقة دولية يشارك فيها النجمان، التي لن تكون الأخيرة على مستوى الدوريات الأوروبية، لأن الكثير من الأندية لا تزال تسعى لضمّهما إلى صفوفها على غرار باريس سان جيرمان، القادر والراغب في الجمع بينهما بعد نهاية هذا الموسم، لأن ميسي سيكون حراً، ورونالدو فتح الباب أمام إمكانية الرحيل عن اليوفي قبل سنة من نهاية عقده في تصريحاته الأخيرة، ما يفسح المجال أمام تحقيق حلم يراود الكثير من عشاق الكرة العالمية.  

أما إذا التقى رونالدو وميسي في نهائي دوري الأبطال لهذا الموسم بين يوفنتوس والبرسا، وهو أمر وارد رغم صعوبته، فسيكون بمثابة علامة فارقة بينهما تمنح الأفضلية لأحدهما، لكن في حالة التقائهما في نهائي مونديال قطر 2022، فسنكون من دون شك على موعد مع آخر معركة مباشرة بينهما، بعدما ابتعدا عن اللعب في نفس الدوري، من دون أن يغيبا عن أنظار هواة المقاربات والمقارنات في الأرقام والإنجازات، وأنظار أولئك الذين يتمنون نهائي الحلم بين الأرجنتين والبرتغال.

بطل العالم في قطر بين ميسي ورونالدو، سيكون أفضل لاعب في العالم لكل الأوقات من دون منازع، حينها ستفصل كأس العالم في الجدل القائم لحد الآن، ويمر العالم نحو مقاربات ومقارنات جديدة بين جيل آخر من اللاعبين المبدعين، لكن، أكيد ليس بنفس إبداعات ميسي ورونالدو.

المساهمون