من تشافي إلى بيرلو... أسماء نثرت سحرها في خط الوسط

برشلونة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
24 مارس 2021
شهد عالم كرة القدم نخبة من المبدعين في خط الوسط
+ الخط -

يتصدر مبدأ "كرة القدم أهداف" المشهد في اللعبة الشعبية الأولى بالعالم، لكن قد لا تكمن كل المتعة في اللمسة الأخيرة واهتزاز الشباك، بل ربما يكون السحر في اللمسة قبل الأخيرة أو في عملية بناء الهجمة.

 وعرفت الساحرة المستديرة نخبة من المبدعين في هذه المهام رغم قلة أهدافهم، وعلى رأسهم تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وأندريا بيرلو، ومن خطايا كرة القدم عدم حصول أي منهم على الكرة الذهبية، رغم أنهم من الأسماء الثابتة في أي تشكيلة مثالية.

تشافي

كان رمزا لأسلوب "تيكي تاكا" المبهر، وعبقريته في سلاسته، كان أنيقا في تسليم الكرات، وبارعا في اختراق أي دفاع بتمريراته "الفتاكة"، شكل ثنائيا أسطوريا مع أندريس إنييستا في برشلونة ومنتخب إسبانيا، وهما الأفضل في تاريخ البلاد بالتأكيد، وربما أفضل ثنائي بخط الوسط في العالم على مر العصور.

ولم تكن سنواته الأولى مبهرة في الملاعب، لكنه تحول من لاعب عادي إلى ساحر لا مثيل له في الفترة الذهبية للبرسا تحت قيادة بيب غوارديولا، ولعب دورا فعالا في الفوز بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، من إجمالي خمسة ألقاب في تاريخ البرسا، وثمانية ألقاب في الدوري الإسباني، فضلا عن لقبين لليورو وكأس العالم مع إسبانيا.

وحاول كثيرون تشبيه وظيفته في الملعب بالمهندس أو الفنان، للتعبير عن مدى براعته ودقته وإبداعه، فقد كان حالة فريدة من نوعها، وكان قادرا على إيقاف الزمن وخلق أفضل حل لنقل الكرة للأمام، وكان صاحب رؤية مبهرة أغنته عن افتقاد السرعة والقوة البدنية، فأسلوبه يعتمد كليا على العقل وليس الجسد.

وتحول تشافي إلى ظاهرة ونال تقدير الجميع رغم ندرة أهدافه، فقد كانت إنجازاته أكبر من الألقاب أو الوفاء لفريق واحد خلال 25 عاما، لأنه كان مبتكرا لأسلوب خاص، وقدم أفضل خدمة توصيل للكرات، ونادرا ما كان يفقدها تحت أي ضغط. وقال عنه إنييستا "لاعب استثنائي لا يتكرر"، وقال الأسطورة كرويف "إذا مر تشافي بيوم سيئ لا يصل البرسا إلى نصف قوته، هو المتحكم الأول في إيقاع اللعب"، وكان غوارديولا محقا حين قال "من الصعب تعويضه"، فيما قال الأسطورة بيليه "تشافي هو من يستحق الثناء، أحببت برشلونة لأجله".

إنييستا

العبقري الآخر للكرة الإسبانية، والمظلوم في زمن ميسي ورونالدو، لكن أنصفته كرة القدم بمنحه شرف تسجيل هدف تتويج إسبانيا بلقبها الوحيد في المونديال. وكما فتن الجميع بسحره في الملاعب، نال الاحترام والتقدير بسبب شخصيته المتواضعة والوفاء للنادي نفسه خلال 22 عاما.

ولم يسجل إنييستا الكثير من الأهداف، لكن القليل منها كان مؤثرا جدا، فبجانب هدفه التاريخي أمام هولندا في الوقت القاتل بنهائي مونديال 2010، سجل هدفا حاسما أمام تشيلسي ساهم في فوز البرسا بلقب دوري الأبطال 2009.

وسحر إنييستا كان يكمن في براعته بفك أي حصار حوله بالمراوغات السلسة، والتحكم بالكرة تحت أي تهديد قبل أن يمرر إلى زميل غير مراقب، لذا كان تشبيهه دائما بالمسلسل الكارتوني "كابتن ماجد"، فكان لا يخشى وجود دائرة حوله من المدافعين وكان يجد الحلول دائما.

ورغم خطف ميسي الأضواء دائما، حافظ إنييستا على مكانته، لذا كان يحظى بالتصفيق في ملاعب المنافسين دائما، واعترف ميسي بأنه كان شريكا مميزا في نجاحاته، قائلا "كنا نتفاهم بالنظرات، ما يفعله في الملعب لا يمكن لشخص آخر فعله".

بيرلو

ساحر إيطالي دخل في مقارنات مع الثنائي الإسباني في عبقرية الأداء وهدوء الأعصاب والذكاء باللعب بالعقل قبل القدم، لكنه تميز عنهما بالتألق في فرق مختلفة، حيث أبدع مع الثلاثي الكبير في الكالتشو إنتر وميلان ويوفنتوس، كما وضع اسمه بين أفضل مسددي الركلات الحرة في التاريخ. كان رمزا للأناقة في الملعب، ووصف "المايسترو" كان يليق به، بسبب قدرته على التحكم في الإيقاع وتحريك اللعب بأقل جهد، وكان نموذجا للرؤية المثالية وصاحب قدم يمنى ذهبية.

اعتماده على عقله جعله يمدد عمره في الملاعب لأقصى حد، وبعدما استغنى ميلان عن بطل العالم 2006 لتقدمه في السن، عقب لقبين في الدوري الإيطالي ومثلهما في دوري الأبطال، صنع مجدا جديدا مع يوفنتوس بالفوز بأربعة ألقاب في الكالتشيو والوصول معه لنهائي دوري الأبطال مرتين. وكان يمكن تخيل حال خط وسط البرسا في وجود بيرلو بجوار تشافي وإنييستا، حيث أراد غوارديولا ضمه في 2010، لكن ميلان رفض رحيله آنذاك.

ريكيلمي

كان من أمتع صناع اللعب في العالم، وعند بزوغ موهبته اعتبره كثيرون "مارادونا الجديد"، قبل أن يطغى عليه ميسي بسحره، وربما لم يكن محظوظا باللعب في برشلونة قبل سنوات قليلة من ظهور الجيل الذهبي.

ولم يحقق ريكيلمي نجاحات مارادونا وميسي نفسها، لكنه كان من أبرز من ارتدوا القميص 10، وجعل مركز صانع اللعب أكثر إمتاعا بالمراوغات والتمريرات الحريرية.

وكان من الصعب أن ينتزع لاعب مكانة مارادونا نفسها في قلوب مشجعي بوكا جونيورز، لكنه حقق ذلك بالفعل بعد الفوز بأربعة ألقاب بالدوري الأرجنتيني وثلاثة بكأس ليبرتادوريس. عرقل المدرب فان غال نجاحه في برشلونة، ليصنع حقبة مبهرة مع فياريال قبل العودة للأرجنتين، لكن لمساته السحرية ظلت محل إعجاب من الجميع، حتى في البرازيل، الغريمة التقليدية للأرجنتين، حيث انتشر اسمه بين المواليد الجدد في بلاد السامبا في إحدى الفترات تقديرا لعبقريته.

ذات صلة

الصورة
جولي من أساطير برشلونة (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يُعتبر النجم الفرنسي لودوفيك جيولي من أبرز اللاعبين في تاريخ نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، وقد حل اللاعب السابق لمنتخب الديوك ضيفا على "العربي الجديد".

الصورة

رياضة

ساءت علاقة النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي بناديه باريس سان جيرمان على ضوء تصرفاته في الفترة الأخيرة، إضافة للخروج من دوري أبطال أوروبا وسلسلة نتائج سلبية بالدوري المحلي.

الصورة
Iturralde Gonzalez

رياضة

كشف الحكم الإسباني السابق إدواردو إيتورالدي غونزاليس، في حديثه مع "العربي الجديد"، عن مواضيع عديدة، بينها أحداث دارت في الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، وكذلك أصعب مواجهة قادها.

الصورة

سياسة

أعلنت رئيسة بلدية برشلونة، أدا كولاو، قطع العلاقات الرسمية للمدينة مع الاحتلال الإسرائيلي، متهمة إياها بارتكاب "جريمة الفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني".
المساهمون