أصبح الإسباني لويس إنريكي مدرباً لنادي باريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي حتى عام 2025، بعدما أعلنت الإدارة في مؤتمر صحافي، عن تعيينه في منصب الجهاز الفني خلفاً لكريستوف غالتييه، الذي أقيل من منصبه بشكل رسمي.
ويعلم لويس إنريكي حجم صعوبة المهمة مع باريس سان جيرمان، لأنه يعد أحد أكبر الأندية في العالم، ما سيشكل ضغطاً إضافياً على المدير الفني الإسباني، الذي سيواجه 5 امتحانات صعبة في موسم 2023-2024.
مشروع باريس سان جيرمان
وسيباشر لويس إنريكي عمله في الجهاز الفني، لكنه سيخوض أول امتحان حقيقي، وهو الحفاظ على مشروع نادي باريس سان جيرمان، حيث سيكون مطالباً بضرورة العمل على الاحتفاظ بجميع المكتسبات، التي حصلت خلال السنوات الماضية (الألقاب المحلية).
وسيكون مشروع باريس سان جيرمان في موسم 2023-2024، امتحانا كبيرا للمدرب لويس إنريكي، إذ يتعين على المدرب الاحتفاظ بلقب الدوري الفرنسي، بالإضافة إلى العمل على تحقيق لقب كأس فرنسا، الذي حققه فريق تولوز في الموسم الماضي، والدخول كمرشح قوي وجدي في سبيل الصعود إلى منصة التتويج في دوري أبطال أوروبا.
أسلوب اللعب
تلقى المدرب السابق، كريستوف غالتييه، انتقادات لاذعة من قبل وسائل الإعلام الفرنسية في الموسم الماضي، بسبب طريقة لعبه، وعدم قدرته على تحقيق نتائج جيدة في المواجهات الكبرى، بعد الخسارة في 7 مواجهات، والتعادل في 4 مناسبات.
ويبرز الامتحان الثاني بالنسبة إلى المدرب الجديد لنادي باريس سان جيرمان، خاصة أن لويس إنريكي اشتهر بطريقة لعب مميزة طبقها سواء مع فريقه السابق برشلونة أو منتخب إسبانيا، وهي الكرة الشاملة (تيكي تاكا)، التي ستكون مفتاح الحلول للعديد من المشاكل.
ويعلم المدرب الإسباني لويس إنريكي أنه يمتلك مفاتيح النجاح في باريس سان جيرمان، وطريقة لعبه لن يكون من الصعب تطبيقها، بسبب امتلاك بطل الدوري الفرنسي كوكبة من النجوم القادرين على صناعة الفارق في أي بطولة يخوضونها.
دوري أبطال أوروبا
عبّر لويس إنريكي بشكل صريح، بأن هدفه الأساسي في تجربته الجديدة في عالم التدريب، مع باريس سان جيرمان، هو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي فشل جميع المديرين الفنيين، الذين تعاقبوا على بطل الدوري الفرنسي، في التتويج بها (كارلو أنشيلوتي، توماس توخيل، ماوريسيو بوتشيتينو، كريستوف غالتييه).
إنه الامتحان الثالث والأصعب بالنسبة للمدرب لويس إنريكي، الذي قال: "أنا مستعد للتحدي"، إذ سيكون مطالباً الآن بعد تصريحاته حول دوري أبطال أوروبا، بالوصول إلى المواجهة النهائية، وإحراز اللقب، الذي استعصى على فريق باريس سان جيرمان خلال السنوات الماضية.
وأصبح لقب دوري أبطال أوروبا مطلباً أساسياً بالنسبة لجماهير نادي باريس سان جيرمان، التي شنت حملة كبرى ضد نجومها في الموسم الماضي، بسبب الطريقة التي خرج بها الفريق من المسابقة القارية، رغم أنهم كانوا مرشحين لنيل اللقب، الذي استطاع مانشستر سيتي الإنكليزي تحقيقه، عقب التغلب على إنتر ميلانو الإيطالي في المواجهة النهائية، التي أقيمت على استاد "أتاتورك الأولمبي" في مدينة إسطنبول التركية، بفضل الهدف الوحيد، الذي سجله الإسباني رودري.
معاملة النجوم
يعد باريس سان جيرمان أحد الأندية الكبرى في العالم، التي تمتلك الكثير من النجوم، الذين يجب أن يكون المدرب الجديد لويس إنريكي قادراً على التعامل معهم بطريقة ذكية للغاية، من أجل الحصول على أقصى المجهودات الفنية والبدنية في المواجهات التي سيخوضونها في الموسم القادم.
الامتحان الرابع أمام لويس إنريكي هو قدرته على بسط نفوذه في غرف خلع الملابس، وعدم جعل المشاكل تتسلل إلى النجوم في موسم 2023-2024، خاصة أن المدرب الإسباني اشتهر بشخصيته القوية، وقدرته على مواجهة جميع من أشرف على تدريبهم خلال مسيرته الاحترافية في عالم التدريب.
وسيكون لويس إنريكي مطالباً في الموسم الجديد، بتنظيم العلاقة بين النجوم والجهاز الفني، وعدم ترك الحرية للاعبين بإثارة المشاكل سواء في غرف خلع الملابس أو التدريبات أو المواجهات، وهو ما سيعمل عليه في المعسكر التحضيري، قبل انطلاق المنافسات في موسم 2023-2024.
الجماهير
أما الامتحان الخامس والأخير بالنسبة للمدرب الإسباني، لويس إنريكي، فهو قدرته على كسب رضا ومحبة جماهير نادي باريس سان جيرمان، التي شكلت في الموسم الماضي صداعاً حقيقياً بالنسبة للمدير الفني المقال كريستوف غالتييه، ونجوم الفريق، وعلى رأسهم ليونيل ميسي، الذي قرر الرحيل صوب تجربة احترافية جديدة مع فريق إنتر ميامي الأميركي.
واشتهرت جماهير باريس سان جيرمان في الموسم الماضي، بتنظيم الاحتجاجات ضد عدد من النجوم، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار، إذ فشل بطل مونديال قطر 2022، بكسب ودهم ومحبتهم، بسبب عدم قدرته على تقديم الإضافة المرجوة منه في دوري أبطال أوروبا، فيما نال مهاجم منتخب "السامبا" انتقادات لاذعة من المشجعين، نتيجة الإصابات المتكررة التي يعاني منها في وقت حرج من الموسم.
وتبدو مهمة لويس إنريكي معقدة لغاية مع باريس سان جيرمان، لأن المدرب الإسباني بات مطالباً بتجاوز الامتحانات الخمسة، حتى يحقق النجاح مع بطل الدوري الفرنسي، لكن أهمها بالنسبة لصاحب الـ 53 سنة، هو كسب رضا ومحبة جماهير الفريق، التي ستكون داعمة له في حال استطاع الوفاء بوعده، عبر تحقيق دوري أبطال أوروبا، والفوز بالبطولة التي أدارت ظهرها لرفاق الموهبة كيليان مبابي خلال السنوات الماضية.