تواصلت فصول قضية الحكم "نيغريرا" وبرشلونة، بعدما كشفت وسائل الإعلام الإسبانية هذه المرة عن التقارير التحكيمية التي كان النادي "الكتالوني" يحصل عليها قبل وبعد كل مباراة، وهي القضية التي تستحوذ على الإعلام الإسباني خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد الوثيقة التي ضبطتها الشرطة في منزل مسؤول سابق في الفريق.
ونشرت صحيفة "موندو ديبورتيفو"، الأربعاء، تفاصيل جديدة حول تلك التقارير التحكيمية التي كان يحصل عليها فريق برشلونة قبل وبعد المباريات، والتي تتضمن الإحصاءات الرقمية الخاصة بالقرارات التحكيمية سواء مع أو ضد النادي "الكتالوني"، لتحليلها ودراستها.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإن كل تقرير تضمن وجود 10 صفحات تدرس الحالات التحكيمية حالة بحالة مع الدقائق وتأثيرها على مجريات المباراة وتعليقات الحكم والحكام المساعدين أيضاً، كما وتعرض التقارير كل قرار تحكيمي إن كان يجب أن يكون لصالح برشلونة أو ضده وفقاً لما حصل على أرض الملعب.
كما وتضمنت الصفحات التي نشرتها أغلب الصحف الإسبانية بشكل عام، تفاصيل عن تصرفات الحكام خلال المباريات: إن تحدث كثيراً أو قليلاً، إن كان مُنحازاً في قراراته أو لا، إذا طبق مبدأ الأفضلية لحامل الكرة، إذا كان يتجاوز الاحتجاجات بهدوء، علاقته مع اللاعبين والمدربين خلال المباريات، والتقرير النهائي للتوازن بين المزايا والعيوب.
وفي المُجمل عرضت الصحيفة في تقريرها تفاصيل تعامل برشلونة مع هذه التقارير للاستفادة منها على صعيد الإحصاءات وشخصيات الحكام بشكل عام، وذلك من أجل فهم طريقة وكيفية التعامل مع كل حكم على حدة في المباريات، بالإضافة لمعرفة مدى صحة القرارات التي يتخذها إن كان مع أو ضد النادي "الكتالوني".
في المقابل نشرت وكالة "إفي" الإسبانية بعض المستندات الخاصة بهذه القضية، من بينها تلك التي تتعلق بالمهام التي كانت موكلة للنائب السابق لرئيس لجنة الحكام في إسبانيا خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، ونجله، وكانت المفاجأة أن من أبرزها "متابعة الحالات التحكيمية في مباريات فريق ريال مدريد".
ووفقاً للمستندات، يوجد توصية حملت تاريخ مايو/أيار من عام 2016 للنادي "الكتالوني" تضمنت "الاعتناء بشدة بعلاقته (النادي) مع الحكم، خيسوس مانزانو، بسبب سنه الصغير، ومستقبله في التحكيم الذي بموجبه سيدير مباريات مهمة كثيرة لعدة مواسم.
جاء ذلك في أحد التقارير عن الحكام والتي أعدها النائب السابق لرئيس لجنة الحكام، ونجله، مقابل مبالغ مالية كبيرة يدفعها برشلونة، ما شكل قضية فساد رياضي مزعوم يحقق فيها قاضي برشلونة مع النادي الكتالوني ورئيسيه السابقين، جوزيب ماريا بارتوميو وساندرو روسيل.
ومن بين الأوراق أيضا، ظهرت معلومات عن أحد "ديربيات" كتالونيا بين برشلونة وإسبانيول، وقد اختير في تلك المباراة الحكم خيل مانزانو لإدارتها، إذ أكد نيغريرا وفقاً للمعلومات أن الأمر كان يتعلق بالحكم صاحب المستقبل الأبرز في الكرة الإسبانية، على الرغم من أنه في ذلك الوقت كان يحظى بتقدير جيد، وكان مستواه جيداً.
وكانت النيابة العامة وجهت اتهامات للنادي "الكتالوني"، ورئيسيه السابقين جوسيب ماريا بارتوميو وساندرو روسيل خلال محاكمتهم لدفعهم ملايين مزعومة للحكم السابق خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا وذلك بتهم الفساد والإدارة غير الصحيحة وتزوير الوثائق.
يُذكر أن الاتهامات جاءت بعد التحقيقات التي أجرتها نيابة برشلونة منذ نحو عام في شبهة تقديم أموال لنيغريرا، تُقدر بحوالي 7 ملايين يورو من النادي "الكتالوني" للشركة المملوكة للأخير مقابل تقديم استشارات شفهية ربما تكون مشبوهة للنادي.