غزة قبل عام.. فرحة الأطفال والشيوخ بالمونديال حوّلها الاحتلال إلى نار وإبادة

20 نوفمبر 2023
مجموعة مشجعين بغزة خلال افتتاح كأس العالم بين قطر والإكوادور (محمود الهمص/فرانس برس)
+ الخط -

تعود الذاكرة بنا في مثل هذه الأيام إلى مونديال قطر 2022، الذي لقي نجاحاً كبيراً، وتفاعلاً استثنائياً من الجميع، حتى أن الصور التي كانت تصل من قطاع غزة حينها، كان لكلّ منها حكاية ورواية.

في ذلك الوقت وتزامناً مع كأس العالم، عاش قطاع غزة والضفة الغربية وكلّ فلسطين من النهر إلى البحر، على وقع متابعة المونديال بكلّ شغف، فهم كبقية شعوب هذه المعمورة، يحبون الحياة ولديهم شغف بلعبة كرة القدم، التي استمروا دائماً في ممارستها، رغم كلّ الظروف التي يعيشونها من قمع وتضييق واعتاداءات من قوات الاحتلال الإسرائيلية.

قبل عام وخلال مونديال قطر، كانت الصور القادمة من فلسطين وتحديداً قطاع غزة، تحكي فرحة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، تجمعاتٌ هنا وهناك، ولقاءات عند بداية المباريات، ودقائق حبست الأنفاس، لا سيما حين دعموا المغرب بعد الأداء البطولي، إن كان في دور المجموعات وحتى في مواجهة إسبانيا والبرتغال ومن ثم فرنسا، وكذلك حين دعموا بقية المنتخبات العربية، بينها قطر في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور على ملعب البيت.

(Photo by Mustafa Hassona/Anadolu Agency via Getty Images)
الشيوخ والشباب والأطفال معاً في غزة خلال مونديال 2022 (مصطفى حسونة/الأناضول)

تبدّل الحال في غزة الآن، كلّ شيء بات مختلفاً، حرب الإبادة مستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يحاول الاحتلال هناك قتل الضحكات من خلال تدمير وحشي للمباني وقصف المدنيين دون هوادة دون التفريق بين الطفل والسيدة والشيخ والشاب، بعيداً عن كلّ القيم الإنسانية، غير المعترفٍ بها كعادته.

لم يعد هناك فرحٌ في غزة، وتبدل صخب الاحتفالات بوقع ضربات القنابل، وتبدل مشهد الفرح والتشجيع بمشهد الصراخ والبكاء والدمّ مع سقوط الشهيد تلو الشهيد، ولولا حرب الإبادة لكان العديد من الفلسطينيين الآن يتحضرون للذهاب إلى كأس آسيا 2023 التي ستقام في قطر مطلع عام 2024.

 (Photo by MAHMUD HAMS/AFP via Getty Images)
غزة يوم 20 نوفمبر 2022 (محمود الهمص/ فرانس برس)

في غزة المحاصرة كان هناك أملٌ دائماً وهذا ما كان واضحاً على وجوه الجميع، هم كغيرهم لا يختلفون في أي شيء، يهوون كرة القدم، وكان المونديال متنفسهم، أما الآن فتلك الصور باتت للذكرى، ربما الوجوه التي التقطتها عدسات الكاميرات حينها فرحة، قد باتت تحت التراب الآن والبقية الأخرى تعاني ألم الفراق والحزن.

Photo by Mustafa Hassona/Anadolu Agency via Getty Images)
في غزة يعشقون كرة القدم أيضاً كسائر بلدان العالم (مصطفى حسونة/ الأناضول)
Photo by Sameh Rahmi/NurPhoto via Getty Images)
مجسم لمونديال قطر على رمال شاطئ غزة عام 2022 (سامح رحمي/Getty)
(Photo by Ali Jadallah/Anadolu Agency via Getty Images)
دعم المشجعين في غزة كان كبيراً للمغرب بعد الإنجاز الكبير (علي جاد الله/ الأناضول)
المساهمون