صراع تكتيكي من العيار الثقيل في البطولات الأوروبية

03 اغسطس 2014
مدربو أبرز الأندية الأوروبية سيحسمون هوية البطل (Getty)
+ الخط -

قبل بداية البطولات الأوروبية، بدأت تحضيرات الأندية للانطلاق في قطار الموسم الجديد، الذي سيلمع فيه نجوم شباب جدد على الساحة الأوروبية، لكن المنافسة ليست على أرض الملعب فقط، بل تكتيكية أيضاً، إذ أن هناك مدربين من العيار الثقيل في الملاعب الأوروبية سيكون لهم الكلمة الفصل في تحديد هوية البطل.

كارلو أنشيلوتي
يبدو أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أثبت في الموسم الماضي أنه من الأفضل في أوروبا، بعد أن حقق لقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، ليواصل زيادة حصيلة البطولات والنتائج الطيبة مع الأندية التي دربها، مقارنة بأبرز مدربي القارة الأوروبية، يُضاف إلى ذلك أن المدرب الإيطالي يسير بإيقاع تصاعدي منذ أن دخل السوق التدريبية.

ويمكن ملاحظة تطور المستوى التدريبي لأنشيلوتي حسب السنوات الطويلة من الخبرة التي بدأها مع بارما الإيطالي حين سجل نسبة فوز تصل إلى 48%، لترتفع هذه النسبة تدريجياً مع يوفنتوس إلى 55% ومع ميلان حتى 56%، لتصل مع تشيلسي الإنجليزي إلى 61 % ومع باريس سان جرمان وصلت إلى 63%، أما مع ريال مدريد فقد وصلت النسبة إلى رقم قياسي في تاريخه التدريبي بنحو 76%.

لويس فان جال
إنه الضيف الجديد على الدوري الإنجليزي المدرب الهولندي فان جال، الذي استلم مهمة تدريب وإعادة ترميم صورة مانشستر يونايتد، ويملك المدير الفني سجلاً جيداً في كرة القدم، حيث حقق سبعة ألقاب دوري مع أياكس وألكمار الهولنديين، وبرشلونة الإسباني بالإضافة إلى آخر ألقابه مع البايرن في موسم 2009-2010.

كما حصد فان جال بطولة الكأس في أربع مناسبات مع الأندية نفسها التي أشرف على تدريبها، في حين ظفر بلقب دوري أبطال أوروبا مع أياكس في العام 1995، ويملك المدرب الهولندي متوسط نسبة فوز تصل إلى نحو 61% مع كل الأندية التي دربها.

بيليجريني ومورينيو
أما مدرب مانشستر سيتي الحالي مانويل بيليجريني فيملك في جعبته ستة ألقاب دوري مع أندية من أميركا الجنوبية، كما حصد أربعة ألقاب بطولة  كأس دوري مع الأندية التي دربها، في وقت حقق فيه بطولة الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة في الموسم الماضي مع السيتيزنس.

في المقابل لم يحقق بيليجريني لقب دوري الأبطال بعد، ويملك نسبة فوز مع الأندية التي دربها تصل إلى معدل 50%، لكنه حقق مع "السيتي" نسبة 71% في الموسم الماضي، في وقت يملك مدرب تشيلسي جوزيه مورينيو سجلاً مرعباً بتحقيقه سبعة ألقاب بطولة دوري وثماني كؤوس محلية، وكان بطلاً لأوروبا في مناسبتين مع بورتو البرتغالي وإنتر الإيطالي، ويملك مورينيو معدل انتصارات يصل إلى نحو 67% مع كل الأندية التي دربها في مسيرته.

لويس إنريكي
لا يملك مدرب برشلونة الجديد لويس إنريكي تاريخاً تدريبياً كبيراً، حتى أنه لم يحقق أي لقب مع الأندية التي دربها خلال السنوات الأخيرة، لكنه يتميز بموهبة تدريبية تغير شكل الفريق ودائماً ما يكون قريباً من حجز مركز في بطولة أوروبية، ولا يمكن أن يكون الفريق الذي يدربه إنريكي إلا بين العشرة الأوائل.

وتظهر أرقام إنريكي أنه حقق نحو 48% نسبة فوز مع فريق برشلونة الثاني في موسم 2008-2009، وبعد ذلك بدأ يشهد تراجعاً في هذه النسبة التي وصلت إلى 42% مع روما الإيطالي في العام 2011، وحوالي 36% مع سيلتا فيجو الإسباني في الموسم الماضي، لكن نتائجه دائماً متوازنة بين الخسارة والفوز، حيثُ حصد مع روما المركز السابع، ومع سيلتا فيجو المركز التاسع.

أرسين فينجر
يملك أرسين فينجر سجلاً حافلاً مع أرسنال الإنجليزي، وحتى اليوم ما زال مشرفاً على "الجانرز"، والذي دربه في 1011 مباراة، يُذكر أنه ما زال يحافظ على معدل فوز يصل إلى حوالي 57% مع الفريق نفسه، في وقت نجح فينجر في الحفاظ على مركز مؤهل إلى دوري الأبطال، ولم يخرج أرسنال من المربع الذهبي محليا منذ العام 1996.

وحقق فينجر خمسة ألقاب دوري مع أرسنال وموناكو الفرنسي مقابل ثمانية بطولات كأس محلية، في وقت فشل في كل السنوات بالظفر بلقب دوري أبطال أوروبا، لكنه عوّد الجميع على أسلوب تدريبي مُحنك، لكنه متذبذب إذ يبدأ الموسم بقوة ويتصدر لأسابيع طويلة، وقبل خط النهاية يبدأ في التقهقر.

دييجو سيميوني
لا يملك دييجو سيميوني سجلاً تدريبياً عريضاً في أوروبا، لكنه أظهر في الموسم الماضي أنه من أكثر المدربين الذين يعرفون كيف يديرون المباريات تكتيكياً على أرض الملعب، حيثُ قدم فريقاً خيالياً بلاعبين متواضعين، وحولهم إلى محاربين حتى خطف لقب الدوري الإسباني من برشلونة وريال مدريد لأول مرة منذ 24 سنة.

وتظهر إحصاءات سيميوني في عالم التدريب أن معدل نسبة الفوز مع الأندية الأرجنتينية التي دربها يصل إلى نحو 53%، في حين أن هذه النسبة وصلت إلى نحو 64% مع أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي، في وقت أثبت سيميوني أنه قادر على صناعة فريق قوي من دون وجود الكثير من النجوم.

بيب جوارديولا
عندما يتم تداول اسم جوارديولا في عالم التدريب، لا يمكن إغفال ما فعله مع برشلونة الإسباني خلال خمس سنوات تاريخية للفريق الكتالوني، وحتى مع بايرن ميونيخ الألماني الذي يدربه حالياً، ورغم أن مسيرته التدريبية لا يمكن مقارنتها بمسيرة أنشيلوتي أو مورينيو، لكنه فعل المستحيل خلال سنوات.

ويبدو أن جوارديولا أكثر من حقق نسبة فوز في مشواره التدريبي حتى الآن، بمعدل وصل إلى نحو 73%، إذ حقق مع برشلونة الإسباني نسبة 72%، بينما مع بايرن ميونيخ 78% وهذه نسبة قياسية، كما أن تكتيكه على أرض الملعب من الأقوى فنياً، وهو المشهور بخطة "التيكي تاكا".

لذلك ستتحول المنافسة في هذا الموسم إلى معركة مدربين محنكين يعرفون كيف يديرون اللاعبين في الملعب، ويملكون سجلاً حافلاً في عالم التدريب، خصوصاً أن نسبة الفوز التي يمتلكها معظمهم لا تقل عن نحو 60% في جميع مباريات الموسم الكروي الأوروبي. 

المساهمون