جمال الشريف يوضح فكرة قانون التسلل بعد لائحة فينغر

04 يوليو 2023
قدم الحكم الدولي السابق جمال الشريف قراءته الجديدة لقانون التسلل (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تعتبر مادةُ التسلّل واحدةً من أهمِّ موادِ قانون لعبة كرة القدم، وأكثرِها تعقيداً، لأنها تتعلق بالأهداف، التي تلعب دور مؤثراً في تحديد نتائج المباريات، وحصدِ البطولات، وقد أتت صعوبتُها من كثرة ودقة تفاصيلها، وتعدد تفسيراتها.

وشهِدت مادة التسلُّل، منذ عام 1990، بعضاً من التعديلات، بغيةَ زيادة عدد الأهداف، ثم تلتها عام 2017 عملية مراجعة كبيرة للقانون، أُدخِلت من خلالها العديدُ من التغييرات والإيضاحات التي جعلت النصَّ أكثر وضوحًا، وكان لا بدَّ، بين الفينة والأخرى، من قراءاتٍ جديدة للنصوص، لتعزيز عدالة اللعبة ونزاهتها.

وقد كان ذلك بعد حادثة هدف الفوز لمنتخب فرنسا على نظيره الإسباني، قبل النهاية بعشر دقائق، في المباراة الختامية لدوري الأمم الأوربية 2021، والذي أحرزه (مبابي) الموجود في موقف تسلُّلٍ لحظة تمرير الكرة إليه، بعد محاولة من المدافع الإسباني (غارسيا)، وذلك بمدِّ قدمه باتجاه الكرة وملامستها، والذي أثار جدلًا واسعًا في الميدان، ونقاشات متعمقة بعدها، أسفرت، في 27 تموز 2022، عن قراءات وتوضيحات جديدة، للتمييز بين اللعب المتعمَّد للكرة من قِبل المدافع، وانحراف الكرة عنه.

ولم يكن يُعتبر أن اللاعب الموجود في موقف التسلُّل سابقا قد حصل على فائدة إذا استلم الكرة من اللاعب المنافس، الذي قام بلعبها متعمِّداً، لمجرد تحركه باتجاه الكرة ولمسَها، ما يعطي المهاجم شرعية ويجنبه العقوبة، طبعاً باستثناء ما إذا كان قد تعمَّد إنقاذ مرماهُ من الكرة المتجهة إليه.

لتولد قراءة جديدة، جرى العمل بها في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، واليوم، أُدخِلت كتعديل جديد على مادة التسلُّل التي تقول: "لا يُعتبر اللاعب الموجود في موقف تسلُّل، والذي يتلقى الكرة من منافس يلعبها عمداً، بما في ذلك اللمسُ المتعمًّد للكرة باليد، ما لم يكن إنقاذًا متعمَّداً من اللاعب المدافع، لمنع الكرة من دخول مرماه"، بحسب ما ذكره الخبير التحكيمي الخاص بـ"العربي الجديد".

وأكد جمال الشريف أنه يُقصد هنا اللعب المتعمَّد، (باستثناء لمسة اليد المتعمَّدةِ) أي؛ قدرة اللاعب على التحكم بالكرة وليس لمسها فقط مع إمكانية ما يلي: (تمرير الكرة إلى زميله بالفريق، الاستحواذ أو السيطرة على الكرة، إبعاد الكرة بركلها أو لعبها بالرأس).

وأوضح الحكم الدولي السابق أنه إذا كانت التمريرة، أو محاولة السيطرة، أو إبعاد الكرة، من قِبل اللاعب الذي يسيطر على الكرة، غير دقيقة أو غير ناجحة، فهذ لا ينفي حقيقة أنَّ اللاعب قد لعب الكرة بشكل متعمَّد.

واعتبر الشريف أن هذا "يقودنا إلى ضرورة استخدام معاييرَ، كمؤشرات إلى أنَّ اللاعب يتحكم بالكرة، وبالتالي يُمكن اعتباره قد لعب الكرة "متعمًّدًا" وهي (أن تكون الكرة قد قطعت مسافة معينة، ويمكن للَّاعب رؤيتها بوضوح. لم تكن الكرة تتحرك بسرعة. لم يكن اتجاه الكرة غير متوقع. كان لدى اللاعب الوقت لتنسيق حركات جسمه، أي أنه لم تكن لديه حالةَ تمدُّد، أو قفز عفويٍّ، أو حركة حققت لمسًا أو سيطرة محدودةً على الكرة. الكرة التي تتحرك على الأرض، أسهل في اللعب من الكرة في الهواء، التي تحتاج إلى الارتقاء إلى الأعلى لإمكانية التعامل معها)".

كما اختتم الشريف حديثه بقوله: "بناء عليه، أعتقد أنًّ القراءةَ، أو التعديل الجديد، قد أوضحت الفارق بين اللعب المتعمًّد للكرة وانحرافها، لعدم وجود سيطرةٍ عليها، وهذا ما جعل النصَّ القانونيَّ أكثر واقعيةً وعدالة من ذي قبل. وهذا بالتأكيد سيصبُّ في مصلحة اللعبة وواقعيتها".

المساهمون