المدربون الإسبان يسيطرون على الدوريات الأوروبية القوية

08 ديسمبر 2023
المدربون الإسبان يصنعون ربيع الأندية (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

أكد المدربون الإسبان تميزهم في السنوات الأخيرة، إذ تشهد الدوريات الأوروبية، حضوراً إسبانياً قوياً، تجسد عبر احتلال صدارة الترتيب، ذلك أن القاسم المشترك بين الدوري الإنكليزي والألماني والفرنسي، هو وجود فريق في المركز الأول، بقيادة مدرب إسباني يصنع ربيعه.

هذا النجاح يعكس ارتفاع أسهم العديد من الأسماء، إذا بات المدربون الإسبان مطلباً في كلّ الأندية الأوروبية، والنتائج تؤكد تميزهم بشكل كبير للغاية في أهم البطولات.

وقد اشتد التنافس في الدوري الإنكليزي في بداية الموسم الجديد، إذ يبدو الصراع مشتعلاً بين أندية عديدة، حيث شهدت أولى المباريات تداول الكثير من الفرق على صدارة الترتيب، ولكن تبدو فرص كل من أرسنال المتصدر الحالي، ومانشستر سيتي بطل الموسم الماضي، الأوفر من أجل الفوز باللقب في نهاية الموسم.

ويبدو أن المدرب الإسباني ميكل أرتيتا قد تدارك أخطاء الموسم الماضي، التي كلفت "المدفعجية" خسارة اللقب في المباريات الأخيرة من الدوري، وقد نجح فريقه في المباريات الأولى في قلب الطاولة على المنافسين، وحقق نتائج مثيرة تثبت أن أرتيتا قادر على قيادة الفريق إلى حصد اللقب، بعد سنوات من الانتظار، عجز خلالها أرسنال عن إسعاد الجماهير، حيث اكتسب الفريق شخصية الأبطال حتى الآن، ولهذا فإنه سيدافع عن فرصه حتى المباريات الأخيرة، ويظهر أنه قادر على انتزاع اللقب من "السيتي".

ويحقق أستون فيلا بقيادة مدرب إسباني آخر، وهو أوناي إيمري، نتائج مثالية بما أنه يحتل المركز الثالث في الترتيب، وبات مرشحاً لصنع الحدث في الموسم الجديد، باعتبار أنه يهدد الفرق القوية بالحضور في الموسم القادم في أبطال أوروبا.

ورغم تراجع النتائج في المباريات الأخيرة، فإن المدرب بيب غوارديولا واثق من قدرة فريقه على قلب الطاولة والعودة في السباق بقوة، ذلك أن مانشستر سيتي فشل في مباريات كان يبدو خلالها مرشحاً لحصد النقاط، ولكن الرصيد البشري الذي يملكه "السيتي" يجعله الأقرب للحصول على الدوري، ومن المؤكد أن مدرباً إسبانياً ينطلق بفرص كبيرة للتتويج بالدوري هذا الموسم، إذ يبدو ليفربول وتوتنهام غير قادرين على السير على خُطا السيتي وأرسنال. ووجود ثلاثة إسبان على رأس أول 4 فرق في الترتيب مؤشر على نجاحهم.

وتعتبر نتائج باير ليفركوزن الألماني مفاجأة إلى حدّ الآن، بما أنه الفريق الوحيد الذي لم يعرف الخسارة في الدوريات الأوروبية القوية، حيث كانت بدايته قوية، وتصدر ترتيب الدوري لأسابيع طويلة، مستفيداً من تعثر بايرن، ورغم أن التعادل مع دورتموند في الأسبوع الأخير، يعتبر نكسة إلا أن الجميع يثني على أداء ليفركوزن في كل المباريات، والفضل يعود إلى مدربه الإسباني تشابي ألونسو، الذي كسب التحدي في تجربته الأولى، بل أصبح محل تنافس كبير بين كبار الأندية، والجميع يريد الحصول على خدماته، إذ يبدو المرشح الأول لتدريب فريق ريال مدريد الإسباني في حال رحل المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي بنهاية الموسم.

وإضافة إلى النتائج المميزة التي يحققها الفريق منذ بداية الموسم، فإن ليفركوزن يلعب بشكل جيد وممتع، وهو ما يفسّر إصرار الجماهير على متابعة مبارياته، لا سيما أنه فرض نفسه منافساً وحيداً لفريق بايرن ميونخ، ورغم أنه سيكون من الصعب عليه التتويج باللقب بالنظر إلى قوة بايرن في المباريات الحاسمة، إلا أن ليفركوزن سيكون خصماً قوياً لبايرن وقد ينجح في إنهاء سيطرة "البافاري" على الدوري منذ سنوات عديدة، ولم يقدر أي فريق على الصمود أمامه رغم تعدد المنافسين.

وفي الدوري الفرنسي، نجح ممثل المدربين الإسباني لويس إنريكي في تدارك بداية الموسم الصعبة لفريقه باريس سان جيرمان، حيث تصدر فريقه الترتيب منذ أسبوعين وهو بصدد رفع الفارق تدريجياً عن منافسيه، مستفيداً من قوة الهجوم، فبعد أن خسر الباريسي لاعبين مهمين في قيمة ليونيل ميسي وكذلك نيمار، إضافة إلى تأخر إضافة المنتدبين في الميركاتو الصيفي، فإن الباريسي نجح في فرض أسلوب لعبه في المباريات الأخيرة وحقق سلسلة من الانتصارات مكنته من تصدر الترتيب.

وواجه سان جيرمان العديد من الأزمات نتيجة الإصابات التي طاولت نجومه في العديد من المباريات، إضافة إلى كثرة الأخطاء التي ارتكبها نجومه مثل الحارس جانلويجي دوناروما، ورغم ذلك فإن الفريق وجد الحلول من أجل تدارك الموقف، وتحقيق انتصارات مثيرة على فرق كانت تعتقد أنها اقتربت من الإطاحة بالباريسي، ولهذا فإن النسخة الحالية من سان جيرمان تبدو الأكثر توازناً قياساً بالمواسم السابقة.

ويعتبر الوضع في الدوري الإسباني مختلفاً نسبياً، بما أن المركز الأول يحتلّه ريال مدريد بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بالاشتراك مع فريق جيرونا الذي يعتبر مفاجأة كل الدوريات، بما أنه لا يملك إمكانات مالية ضخمة مثل بقية الفرق، ولكنه حتى الآن يدافع عن طموحاته وفرصه في التتويج متقدماً في الترتيب على أندية قوية ولها تاريخ في المنافسات على التتويج مثل نادي برشلونة وأتلتيكو مدريد، وذلك بقيادة أحد المدربين الإسبان ميتشيل، الذي لا يملك تجارب عديدة في عالم التدريب، ولكنه نجح في تكوين مجموعة متماسكة وقوية، فرضت إيقاعها إلى حدّ الآن، وهو الفريق الوحيد الذي يسير على خُطا ريال مدريد.

ورغم أن كلّ التوقعات تؤكد أن جيرونا لن يصمد طويلاً وقد يخسر الصراع مع عودة قوية مرتقبة من برشلونة وحرص ريال مدريد على الدفاع عن الصدارة، ولكن ما يفعله جيرونا إلى حدّ الآن ممتع للغاية، وكسر الرتابة التي تسيطر على الدوري الإسباني بتنافس متواصل بين ثلاثة أندية على الحصول على اللقب في كل موسم، ولكن جيرونا انضم إلى قائمة عمالقة "الليغا".

المساهمون