الجماهير المصرية غاضبة: المنتخب في يد مدرب درجة ثانية!

12 ابريل 2022
عبّرت الجماهير المصرية عن غضبها من قرار الاتحاد المحلي (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

قابلت الجماهير المصرية القرار المفاجئ، بتعيين إيهاب جلال مديراً فنياً للمنتخب الأول، بحالة من عدم الرضا، بل والغضب والسخرية، حتى إن المنتج والمخرج محمد العدل كتب تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيها: "تأكدت نهاية علاقتي بالمنتخب لحين إشعار آخر أو مدير فني آخر".

وعبّرت الجملة التي كتبها العدل عن الحالة المعنوية للجماهير المصرية في أعقاب صدور قرار تعيين إيهاب جلال، قادماً من نادي بيراميدز، وبعد تلقيه الخسارة في مباراتي قمة متتاليتين أمام الأهلي (0-3)، ثم الزمالك (2-3)، في إطار منافسات الدوري المصري.

ويبدأ إيهاب جلال المنتظر أن يحتفل ببلوغه عامه الخامس والخمسين بعد أشهر قليلة، مهام منصبه في أجواء جماهيرية غاضبة من تعيينه، في ظل وجود آراء تراه الرجل غير المناسب لتولي المسؤولية الضخمة.

ولم يكن إيهاب جلال يتخيل أن يكون في يوم من الأيام مديراً فنياً للمنتخب المصري، خاصة أنه كان لاعباً مغموراً، وأفضل وجود له كلاعب، عندما لعب أساسياً في نادي الإسماعيلي، ثم نادي المصري خلال التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.

  • لاعب ومدرب بالصدفة

لعبت الصدفة دوراً كبيراً في حياة إيهاب جلال، حيث انضم إلى الإسماعيلي قادماً من نادي الشمس المغمور في بدايات التسعينيات، عندما كان الراحل شحتة المدير الفني للدراويش يبحث عن لاعبين في الدرجة الثانية في عام 1990 لأول مرة.

وكان من نتائجها بعدها بأعوام قليلة ظهور جلال، ثم لعبت الصدفة دوراً آخر في حياته التدريبية، فهو عاش سنوات يعمل في أندية مغمورة هي الحمام وكهرباء الإسماعيلية، حتى التقى المهندس أحمد تمساح، المشرف على الكرة في نادي التليفونات، والأخير تبنى موهبة جلال، وقدمه مدرباً للفريق الذي يلعب في الدوري الممتاز موسم 2013-2014. وحقق معه نتائج جيدة، لكنه هبط للقسم الثاني، وخلالها لمع جلال في عيون محمد عبد السلام، رئيس نادي مصر المقاصة، الذي قرر بدوره الدخول في مغامرة كبيرة بالتعاقد معه ليكون المدير الفني للفريق الفيومي في عام 2014، وكانت تلك أكبر نقطة تحول في حياة جلال.

وما يواجه إيهاب جلال الآن سبق أن تعرض له الرجل عندما طُرح اسمه مدرباً للمنتخب المصري في عام 2019، لكن حسم الصراع وقتها حسام البدري رئيس نادي بيراميدز بسبب مسيرته التدريبية المثيرة للجدل.

فالمدرب إيهاب جلال يتولى تدريب المنتخب المصري، وهو بلا إنجاز ولا بطولة حققها في مسيرته التدريبية التي تصل إلى 15 عاماً تنوعت بين العمل في الدرجة الثانية وأخيراً الدوري الممتاز في آخر 8 سنوات.

وتبدو مهمة إيهاب جلال بالغة التعقيد، فاختياره جاء ترشيداً للنفقات بعد ارتفاع سعر الدولار لنحو أكثر من 18 جنيهاً مصرياً، وعدم نجاح اتحاد الكرة في تجديد عقد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي كانت كل الطرق تؤدي إلى استمراره ثم انهارت المفاوضات.

ويخوض جلال في الفترة بين يونيو/ حزيران 2022 إلى مارس/ آذار 2023، مباريات في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، مطالباً فيها بتقديم كرة قدم جميلة وهجومية وممتعة بخلاف إظهار قدرته على السيطرة على اللاعبين الكبار، وعلى رأسهم محمد صلاح، نجم ليفربول الإنكليزي وهدافه، إلى جانب استكمال مشروع كيروش بتخفيض متوسط الأعمار وتجديد الدماء سريعاً.

  • مدرب بلا بطولات

في الوقت نفسه، تلاحقه لعنة مشواره التدريبي الذي لم يشهد حصده أية بطولة مطلقاً، وهو أمر سبّب وصف تجربته بالاختبار، لا الاختيار، فهو في خلال عام سيكون تحت الدراسة، سواء في التصفيات أو في نهائيات كأس الأمم الأفريقية حال التأهل إليها والمقرر لها صيف عام 2023 في ساحل العاج، ومطالب بضرورة إحراز اللقب للمرة الثامنة من أجل الاستمرار فيما بعد في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

ومن يتابع مسيرة الرجل، يجد أن أبرز الأرقام التي حققها في رحلته التدريبية، الحصول على وصافة الدوري المصري مع مصر المقاصة في موسم 2014-2015، وإنقاذ الاسماعيلي والمصري من الهبوط إلى الدرجة الثانية، وكذلك الحلول في المربع الذهبي برفقة بيراميدز وإنبي والمصري، ولم يحقق أي نجاح مع الزمالك عندما قاده في نصف موسم 2017-2018.

وتمثل تجربة إيهاب جلال مع الزمالك كارثة تدريبية، فهو خاض 17 مباراة خسر خلالها 7 مرات، وودع معه الزمالك منافسات بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية مبكراً من الدور الأول، ثم أخفق في الفوز بالبطولة نفسها مع المصري، وكذلك دوري أبطال أفريقيا مع مصر المقاصة في محاولات سابقة ولاحقة، كذلك يواجه أزمة كبيرة، تتمثل بعدم امتلاكه ظهيراً جماهيرياً، لعدم انتمائه إلى الأهلي أو الزمالك.

المساهمون