شهدت مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري عدة حوادث سير وحالات غرق، ما سبّب وفاة وإصابة عشرات المدنيين، وسط دعوات متكررة من فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) إلى التزام قوانين المرور وتجنّب البحيرات والسواقي المائية الخطرة وغير الصالحة للسباحة.
وتوفي فتى غرقاً في أثناء السباحة، أمس الجمعة، في ساقية مياه كمروك بريف عفرين شماليّ محافظة حلب، كذلك توفي طفل آخر غرقاً في بركة مياه داخل منشرة للرخام في بلدة بزاعة بمنطقة الباب، في ريف حلب الشرقي، ليرتفع عدد ضحايا الغرق منذ بداية العام الحالي إلى 41 حالة، بالإضافة إلى 34 حالة وفاة بسبب حوادث السير، وبين المتوفين أطفال ونساء.
من جهته، قال شادي الحسن، المتطوع في الخوذ البيضاء، لـ"العربي الجديد" إن "الحوادث المرورية خلال الفترة الماضية ازدادت شمال غربيّ سورية، وباتت ثقباً أسود يخطف أرواح المدنيين، وتسبب إعاقات دائمة للكثيرين"، موضحاً أن "الحوادث تضاعفت كثيراً خلال شهر رمضان المبارك".
واعتبر الحسن أنّ "من أهم الأسباب الرئيسية للحوادث، السرعة الزائدة، غياب قوانين المرور، قيادة الأطفال للسيارات والدراجات النارية، الحمولة الزائدة للسيارات والكثافة السكانية العالية في المنطقة، وكلها أسباب زادت كثيراً عدد حوادث السير أخيراً".
وأشار الحسن إلى أن "رداءة الطرقات التي تعرضت لقصف مكثف من قبل النظام وروسيا تعتبر أيضاً واحداً من أسباب تلك الحوادث، بالإضافة إلى الاعتماد كثيراً على الطرقات الفرعية والجبلية، ولا سيما بعد سيطرة النظام وروسيا على مناطق مختلفة وقطعهما طرقاً رئيسية، وهي طرق غير مجهزة لخدمة أعداد كبيرة من المدنيين".
وأكد الحسن أنه "منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى أمس الجمعة استجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 950 حادث سير في شمال غرب سورية، أدت إلى وفاة 34 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، فيما أُسعِف أكثر من 910 أشخاص، بينهم نساء وأطفال إلى النقاط الطبية والمشافي".
وأوضح الحسن أن "الحد من حوادث السير هو عملية متكاملة تبدأ بالدرجة الأولى من السائق والمدنيين والتزامهم إجراءات السلامة وتنتهي بجودة الطرقات"، مضيفاً: "العامل الرئيسي لتجنب وقوع حوادث السير، اتباع الإرشادات والإجراءات العامة للقيادة والقيام بها على أكمل وجه وعدم التقصير بها، وهي عدم الإسراع في أثناء القيادة، تجنب استخدام الهاتف، عدم الانشغال بالمشروبات والمأكولات خلال القيادة، المحافظة على وجود مسافة بين المركبة وغيرها من المركبات الأخرى في أثناء القيادة".
بدوره، قال ربيع جندية، المتطوع لدى الخوذ البيضاء، لـ"العربي الجديد" إن "حصيلة ضحايا الغرق في شمال غرب سورية منذ بداية العام الحالي وحتى أمس الجمعة بلغت 41 شخصاً بينهم أطفال"، لافتاً إلى أن "فرق الإنقاذ المائي المنتشرة في بحيرة ميدانكي وعين الزرقاء تمكنت من إنقاذ أكثر من 90 شخصاً بينهم أطفال ونساء منذ بداية انتشارها".
ولفت جندية إلى أن "أسباب الغرق تختلف من حالة لأخرى ومن مسطح مائي لآخر، ولكن يمكن أن نتحدث عن أسباب عامة ورئيسية، أهمها السباحة دون اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية والجهل بطبيعة تلك المسطحات، وخاصة أن أغلب حالات الغرق المسجلة هي لمهجرين يجهلون طبيعة هذه المسطحات المائية الخطرة، وترك الأطفال يسبحون بمفردهم"، موضحاً أن "المسطحات المائية الرئيسية في شمال غرب سورية هي بحيرة ميدانكي ونهر الفرات، وسواقي المياه في عفرين ونهر دير بلوط، ونهر العاصي، وعين الزرقاء، والحقيقة أنّ جميع هذه المسطحات غير صالحة للسباحة، وخطرة جداً على السباح المتمرس أو المنقذ".
وأشار جندية إلى أن "سبب خطورة السباحة في بحيرة ميدانكي عدم وجود شاطئ نهائياً على معظم ضفاف البحيرة، لأنها منطقة جبلية ذات منحدرات خطرة، بالإضافة إلى قيعانها الطينية التي تمنع الرؤية داخل الماء، وبرودة مياهها الشديدة التي قد تسبب تشنجات عضلية".
أما نهرا الفرات والعاصي، فهما خطران جداً بسبب برودة المياه والتيارات المائية وتفاوت أعماقهما المفاجئ، إضافة إلى وجود أعشاب في قيعانهما يعلق بها من يسبح، بحسب جندية، الذي أضاف: "في ما يخص سواقي المياه الموجودة في منطقة عفرين، فهي خطرة جداً وغير صالحة للسباحة أبداً، وخاصة أن حوافّ هذه السواقي تنمو عليها أعشاب تجعل عليها مادة لزجة تمنع القدرة على الخروج منها، كذلك توجد فيها تيارات مائية تشكل خطورة كبيرة".