شيماء الصباغ.. أرادت إحياء ذكرى الشهداء فانضمت إليهم

24 يناير 2015
التظاهرة قبل قتل شيماء (مواقع التواصل)
+ الخط -
لم تنتظر وزارة الداخلية عيدها يوم 25 يناير، والذي أراد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاحتفال به، بدلاً من ذكرى الثورة التي يعترف بها الدستور الحالي، لتمارس هوايتها في قتل الثوار على اختلاف انتماءاتهم مبكراً.

أمس الجمعة قتلت الطالبة، سندس رضا، في الإسكندرية، وقبل ساعات من ذكرى ثورة يناير، اغتال خرطوش الداخلية عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، شيماء الصباغ.

لو أن سندس مؤيدة للشرعية يحل ذلك دمها، فإن شيماء عضو أحد الأحزاب المعارضة لحكم الإخوان، وجزء من انقلاب 30 يونيو.

الأم الشابة اعتقدت أنها ورفاقها سيكونون بمنأى عن الرصاص لعدم انتمائهم إلى الإخوان "الإرهابيين"، لكن الداخلية صدمتها بالإعلان صراحة أن رصاصها يطال الجميع بغض النظر عن انتمائهم، أو سلمية التظاهرة من عدمها.
كانت شيماء ونفر قليل من أعضاء حزب التحالف في وقفة في وسط القاهرة تحمل الزهور تأبيناً لشهداء الثورة، عدد المشاركين في الوقفة كان يمكن إحصاؤه على أصابع اليدين، لكن ذلك لم يمنع الشرطة من الاعتداء عليهم، فالتظاهر ممنوع.

خبر مقتل شيماء الصباغ انتشر كالنار في الهشيم، وتداول كثيرون صورتها وعدداً من أصدقائها يحاولون إنقاذها بعدما أصابتها الشرطة في الرأس بطلقات خرطوش قاتلة كونها من مسافة قريبة.



وقفز اسم شيماء الصباغ ليسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تدشين هاشتاغ باسمها #شيماء_الصباغ، وانتشرت التغريدات في تأبين الشهيدة، وبث الصور الأخيرة لمشهد مقتلها، واعتداء الداخلية عليها.
وهاجم الناشطون الداخلية، واتهموها بالاستمرار في قتل الثوار، إخواناً وغيرهم، فالكل دمه مباح إن فكر في معارضة "الباشوات" وحكمهم، حسب الناشطين.

حزب التحالف من جانبه علق: "الأمن قتل شيماء الصباغ قبل وضعها إكليل زهور في ميدان التحرير تذكيراً بشهداء الثورة"، وتساءل محمد عبد العزيز أحد مؤسسي حركة "تمرد": "هل شيماء التي شاركت في 30 يونيو إرهابية؟".

الفنان محمد عطية تعجب قائلا: "وطبعاً مفيش حداد على شيماء 7 أيام ولا نص يوم حتى. عشان إحنا شعب رخيص. طول ما الدم المصري رخيص. يسقط يسقط أي رئيس"، وأضاف: "السيسي أقسم بالله أنه أحرص واحد على حقوق الإنسان. صادق، حتى اسألوا شيماء الصباغ".
وحاول أحدهم رثاءها ببعض الكلمات فقال: "لم أكن أتحرك قرب مضاجعهم، لم أكن أحمل سيفاً ضدهم، لم أكن غازياً، فقط كنت أحمل وروداً من أجل الشهداء، فكان دوري في الشهادة. أنا شيماء الصباغ".
ولم ينس أنصار السلطة الحاكمة ترديد وقوف الإخوان وراء قتل شيماء لإلصاق التهمة بالداخلية، فقال أحدهم: "وليه ميكونش المستفيد من موت شباب تاني في مظاهرة عشان يتاجر بيهم هو اللي قتلها؟ احنا مابقيناش نثق في كلام حد".