خالد وأحمد ومينا وجيكا وهالة.. أسماء من بين أخرى كثيرة قضى أصحابها في مراحل مختلفة من سنوات عمر مصر الأخيرة. اختلفت انتماءاتهم الفكريّة، لكن الحلم جمعهم إلى جانب الموت. هو حلم العيش في دولة حرّة وبكرامة، أما الموت فبرصاص قوى الأمن أو تعذيباً في أقسام الشرطة أو دهساً تحت مدرّعات الجيش.
خالد سعيد هو "أيقونة الثورة". على الرغم من وفاته إثر التعذيب الذي لقيه على أيدي رجال الشرطة في وزارة الداخليّة في السادس من يونيو/حزيران 2010، إلا أن أسرته رحّبت بمشاركة ضباط الشرطة في ما أسمته "الموجة الثوريّة" الثانية في 30 يونيو/حزيران 2013. وقالت شقيقته زهرة: "ثمّة رجال شرفاء من بينهم".
وكان حضورها ووالدتها المؤتمر الذي دعا فيه الرئيس المؤقت عدلي منصور للاستفتاء على التعديلات الدستوريّة، قد أثار انتقادات ناشطين تبنوا قضيّة مقتل شقيقها (28 عاماً) قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. وسألوا: كيف يدعمون دستوراً يعادي الثورة التي كان تعذيب خالد من أسباب اندلاعها؟
وكانت محكمة جنايات الإسكندريّة قد حكمت في 26 مارس/آذار 2014 بالسجن المشدّد لمدّة عشر سنوات بحقّ اثنَين من أفراد الشرطة في قسم سيدي جابر. هما أدينا بتوقيفه من دون وجه حق وتعذيبه بطريقة أسفرت عن مصرعه.
فنان الثورة
أحمد بسيوني هو "فنان الثورة". في 28 يناير/كانون الثاني 2011 يوم "جمعة الشهداء" المعروف إعلامياً بـ "جمعة الغضب"، قُتل دهساً بمدرّعة للأمن المركزي من دون أن يتمكن أصدقاؤه وتلاميذه من إنقاذه. وقد أشار التقرير الطبي إلى أن سبب الوفاه هو "إصابته بالرصاص الحيّ وتهتك في الذراع والصدر والرجل، نتيجة دهسه بمدرّعة أمن مركزي".
إلى ذلك، أُجبر أهله على توقيع تنازل عن جميع حقوقه ومستحقاته، في مقابل استلام جثته. بسيوني (31 عاماً) كان مدرساً في كليّة التربية الفنيّة في جامعة حلوان، وأب لطفلين هما آدم وسلمى.
بعد رحيله، عكفت مجموعة من الفنانين المصريّين على تنظيم حفل جمعت في خلاله كل المشاريع الفنيّة التي قدمها في حياته القصيرة.
مينا دانيال
مينا دانيال هو أحد أشهر شهداء مذبحة ماسبيرو التي وقعت في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2011. هو كان ناشطاً في حركة شباب من أجل العدالة والحريّة إحدى الحركات التي مهّدت لثورة يناير، ونجا من الموت مرتين. لكنه قضى في الثالثة برصاصة اخترقت صدره لتخرج من ظهره.
ودانيال (23 عاماً) يُعدّ من أبرز وجوه اعتصام ميدان التحرير. وقد أسّس رفاقه وأسرته بعد وفاته حركة الشهيد مينا دانيال التي قادت تحركات مطالبة بالقصاص للشهداء، وشاركت في معظم الفعاليات السياسيّة اللاحقة وصولاً إلى تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013.
ارتبط اسم مينا دانيال بعدد كبير من الهتافات الحماسيّة في التحركات التي أعقبت أحداث ماسبيرو، ومنها: "مينا دانيال مات مقتول.. والمجلس هو المسؤول" في إشارة إلى المجلس العسكري و"اقتل خالد اقتل مينا.. كل رصاصة بتقوّينا".
جيكا
جابر صلاح جابر المعروف بلقب "جيكا". هو "شهيد الداخليّة في عهد مرسي"، إذ أصيب بطلقة ناريّة في الرأس في أثناء مشاركته في فعاليات إحياء ذكرى أحداث محمد محمود في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
ولأنه أول شهيد برصاص وزارة الداخليّة في عهد الرئيس محمد مرسي، تحوّل أيضاً إلى أيقونة ثوريّة ورفعت صوره في الميادين خلال تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013. وتجدر الإشارة إلى أن حلم جيكا الذي لم يكن قد أنهى 17 عاماً عند وفاته، كان الالتحاق بالكليّة الحربيّة.
شهيدة الانقلاب
هالة أبو شعيشع عُرفت بـ "شهيدة الانقلاب"، هي التي رافقها حلم الحريّة منذ ثورة 25 يناير وإلى حين لفظها أنفاسها الأخيرة بعد إصابتها بثلاث رصاصات اخترقت ظهرها لتخرج من صدرها في 19 يوليو/تموز 2013. حينها كانت ابنة السادسة عشرة تشارك في مسيرة مناهضة للانقلاب في المنصورة.
وكانت الشابة قد شاركت في تظاهرات أيام الثورة الأولى في ميدان التحرير. تخبر والدتها أنها كانت تحكي عن وحدة المعتصمين. بالنسبة إليها "الوحدة هي الطريق إلى النصر"، وقد تألمت عندما تفرّق الثوار. فهي كانت تناصر الحق دائماً، وقد "تألمت عندما قُتل الشباب في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، إذ بالنسبة إليها الدم واحد وهؤلاء أبرياء لم يرتكبوا أي جريمة ليُقتلوا بهذه الطريقة".
تابعونا #ثورات_تتجدد