عدد المصابين بكورونا يزداد مجدداً في الصين واجتماع لخبراء دوليين لبحث الأزمة

17 فبراير 2020
54228581-BA9B-41C2-9511-07A4FB959609
+ الخط -
ذكرت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، صباح اليوم الإثنين، أن عدد الوفيات بفيروس كورونا الجديد في بر الصين الرئيسي بلغ 1770 شخصا بنهاية أمس، الأحد، مرتفعا 105 حالات عن اليوم السابق. وزاد عدد الوفيات بالفيروس في إقليم هوبي، بوسط البلاد، مائة حالة، يوم الأحد. وسجلت الصين 2048 حالة إصابة جديدة بالفيروس في أنحاء البلاد، أمس، ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 70548 شخصا.

وأعلن الإقليم عن إجراءات جديدة مشددة لكبح انتشار الفيروس، يوم الأحد، منها إلزام المدن بمنع حركة كل المركبات الخاصة.

فيما قالت مسؤولة في لجنة الصحة الوطنية الصينية اليوم، إن فيروس كورونا الجديد قابل للعلاج ويمكن الوقاية منه.وأضافت قوه يان هونغ في تصريحات أدلت بها خلال مؤتمر صحفي يومي إن نسبة الحالات الحرجة بين المصابين بالفيروس في ووهان، مركز تفشي الفيروس، انخفضت إلى 18 بالمائة بعدما كانت 38 بالمائة في بداية التفشي، وفقا لما نقلت عنها "رويترز".

اجتماعات خبراء دوليين

من جانبهم، بدأ خبراء دوليون اجتماعات مع نظرائهم الصينيين لمناقشة كيفية التصدي لفيروس كورونا الذي يثير قلقا عالميا. وتتزامن الأرقام الجديدة مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن خبراء دوليين ضمن مهمة مشتركة بقيادة المنظمة وصلوا إلى بكين وأجروا أول اجتماع لهم مع نظرائهم الصينيين.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على تويتر: "نتطلع إلى هذا التعاون الحيوي المهم الذي يساهم في المعرفة الدولية بشأن تفشي فيروس كوفيد-19".

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الصينية مي فينغ: "يمكننا ملاحظة أثر إجراءات المراقبة والوقاية في مختلف أنحاء البلاد"، لكن تيدروس حذر من أنه "من المستحيل التنبؤ بأي اتجاه سيتطور الفيروس"، وطلبت هيئة الصحة الدولية من الصين أيضا مزيداً من التفاصيل حول كيفية تشخيص الإصابات.

قيود على الحركة 

سجل عدد الإصابات الجديدة ارتفاعا كبيرا بعدما قامت السلطات في هوبي بتعديل معايير إحصاء الحالات، وأضافت 14 ألف إصابة جديدة في يوم واحد. وفرضت السلطات الصينية الحجر الصحي على قرابة 56 مليون شخص في هوبي وعاصمتها ووهان، وعزلت فعليا المقاطعة عن باقي أنحاء البلاد في مسعى غير مسبوق لاحتواء الفيروس، وحتى مع إصرار الصين على أنه تمت السيطرة على الفيروس، أعلنت سلطات هوبي، الأحد، تشديد القيود على الحركة في أنحاء المقاطعة.

وتشمل تلك القيود تعليمات واسعة بأن يتم "عزل" مجمعات سكنية وقرى عن زائرين غير ضروريين، وفرض "إدارة صارمة" على خروج الأهالي من منازلهم. وطبقت السلطات المحلية في أماكن أخرى من الصين تدابير لمحاولة وقف انتشار الفيروس، وقامت حكومة بلدية بكين بتفعيل قرار يفرض على الناس القادمين إلى العاصمة الخضوع لحجر صحي ذاتي لـ14 يوما، وفق وسائل إعلام محلية.

وخارج الصين القارية، أفاد المسؤولون في تايبيه عن أول وفاة في الجزيرة بالفيروس، الأحد، بعد وفاة رجل عمره 61 عاما من وسط تايوان كان يعاني من مشكلات صحية ولكنه لم يسافر أخيرا إلى الخارج، في المستشفى، وهي خامس حالة وفاة خارج البر الصيني بالفيروس، إضافة إلى وفيات أخرى في الفيليبين وهونغ كونغ واليابان وفرنسا.

بدورها قالت اليابان اليوم الإثنين إنها ستحد من التجمعات العامة في طوكيو لاحتواء تفشي فيروس كورونا بما يشمل إلغاء الاحتفالات بعيد ميلاد الإمبراطور وإلغاء مشاركة هواة في ماراثون طوكيو ليقتصر على نخبة من العدائين المحترفين فقط.

وأعلن مستشفى خارج العاصمة طوكيو أنه سيمتنع عن استقبال مرضى جدد بعد أن تأكدت إصابة أحد أفراد الطاقم الطبي بالفيروس عقب مشاركته في علاج مريض توفي بكورونا هذا الشهر.وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن خامس رحلة حكومية جوية خاصة وصلت إلى طوكيو وعلى متنها 65 يابانيا أعادتهم من مدينة ووهان في وسط الصين وهي بؤرة تفشي المرض. ويصل بذلك عدد من أعادتهم الحكومة من المدينة إلى 763.وقالت وزارة الصحة اليابانية إن مئات الركاب يستعدون لمغادرة السفينة السياحية دايموند برنسيس الخاضعة للحجر الصحي، مشيرة إلى أن فردا من فريق إجراء الاختبارات على الركاب من الوزارة تأكدت إصابته بالمرض.



حجر صحي وتعقب سفن

وإجراءات الحجر الصحي الأكبر خارج الصين، فرضت على السفينة السياحية دايموند برينسس الراسية قبالة سواحل اليابان وتم تأكيد وجود 355 إصابة على متنها. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، أن الفحوصات أثبتت إصابة 14 شخصا بفيروس كورونا المستجد بين حوالى 300 راكب أميركي وعائلاتهم تم إجلاؤهم عبر الطائرة من السفينة السياحية الخاضعة لحجر صحي في اليابان.

وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان، أن هؤلاء الأشخاص عزلوا عن الركاب الآخرين في الطائرة التي نقلتهم. وكان الركاب قد نزلوا من السفينة السياحية "دايموند برينسس" ويستعدون للعودة الى الولايات المتحدة على متن طائرة مستأجرة حين تم إبلاغ مسؤولين أميركيين بأن 14 منهم مصابون بالفيروس، كما أعلنت الخارجية الأميركية، في بيان مشترك مع وزارة الصحة، أنه "تم نقل هؤلاء الأشخاص بأكثر طريقة آمنة إلى منطقة متخصصة على متن طائرة الإجلاء لعزلهم بشكل يتوافق مع البروتوكولات المرعية". وأضافت "خلال الرحلات، سيتواصل عزل هؤلاء الأشخاص عن الركاب الآخرين".

فيما قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم الإثنين، إن بلاده ستجلي أكثر من 200 من مواطنيها من سفينة سياحية رهن الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما الياباني بسبب ظهور عدد كبير من الإصابات بفيروس كورونا الجديد على متنها. وأضاف موريسون أن الركاب سيغادرون السفينة السياحية يوم الأربعاء، وسينقلون إلى منطقة استوائية بشمال أستراليا حيث سيوضعون في الحجر الصحي لمدة 14 يوما أخرى.

وقال موريسون للصحافيين في ملبورن، إن بعض الأماكن على متن طائرة خطوط كانتاس الجوية ستُتاح لنقل عدد لم يحدده من مواطني نيوزيلندا من السفينة، مشيراً إلى إنهم سينقلون لبلادهم لدى وصولهم إلى أستراليا. وأجلت الولايات المتحدة، أمس الأحد، نحو 400 من مواطنيها من السفينة، كما أعلنت كندا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ خططا لاستعادة مواطنيها.

 من جهتها، قالت شركة هولاند أميركا لاين إنها تعمل مع حكومات وخبراء صحة لتعقب مسافرين غادروا سفينتها السياحية وستردام الراسية في كمبوديا وذلك بعد اكتشاف إصابة امرأة أميركية من ركابها بفيروس كورونا عقب وصولها إلى ماليزيا. وذكرت الشركة أن باقي ركاب السفينة وأعضاء الطاقم البالغ عددهم 2256 شخصا لم يبلغوا عن أي أعراض.

وجاء في بيان للشركة أن "إدارات الصحة المحلية ستتواصل مع الضيوف الذين عادوا بالفعل إلى منازلهم وستزودهم بمزيد من المعلومات". وسمحت السلطات الكمبودية للركاب بالسفر بعد إخضاعهم لفحوص عقب رسو السفينة، يوم الخميس. وأمضت وستردام أسبوعين في البحر بعدما رفضت اليابان وتايوان وغوام والفيليبين وتايلاند استقبالها، وقالت ماليزيا، يوم السبت، إن امرأة أميركية وصلت إلى كوالالمبور يوم الجمعة، مصابة بالفيروس. وقال مسؤولون تايلانديون إن العشرات من ركاب وستردام سافروا جوا إلى دول أخرى مرورا بتايلاند.




انتقادات للحكومة الصينية

انتشر الفيروس الشهر الماضي مع سفر الملايين في أنحاء الصين للاحتفال بعطلة نهاية السنة القمرية التي تم تمديدها سعيا للحد من الإصابات، وعاد الأهالي شيئا فشيئا إلى أعمالهم في الأسبوعين الماضيين، علماً أن عدداً كبيراً منهم يزاولون أعمالهم من منازلهم فيما لا تزال المدارس مغلقة. وفيما تواجه الحكومة الصينية انتقادات إزاء طريقة تعاطيها مع الأزمة، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن على الحكومة "زيادة استخدام قوة الشرطة" خلال الأزمة. وجاءت تصريحاته في خطاب بتاريخ 3 فبراير/ شباط نشرته وسائل الإعلام الرسمية السبت. وأقيل عدد من المسؤولين المحليين للتقصير في تعاملهم مع الأزمة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وقد ترجئ الصين الدورة السنوية لبرلمانها، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، الإثنين، فيما تبذل السلطات جهودا للسيطرة على انتشار فيروس كورونا.

الجرائم في زمن الفيروس

قالت شرطة هونغ كونغ، اليوم الإثنين، إن عصابة من اللصوص المسلحين بالسكاكين سرقت 50 عبوة من لفائف ورق التواليت من أحد عمال خدمة التوصيل للمنازل، في مؤشر على قلق المدينة إزاء تفشي فيروس كورونا الجديد في بر الصين الرئيسي القريب. وتمكنت الشرطة من القبض على اثنين من أفراد العصابة واستعادة كل ورق التواليت المسروق الذي يبلغ ثمنه نحو 1700 دولار هونغ كونغ (220 دولارا أميركيا)، لكن الشرطة ما زالت تطارد لصا ثالثا. ولم ترد تفاصيل أخرى. ونتيجة للخوف الشديد من فيروس كورونا في هونغ كونغ، خلت أرفف المتاجر، إذ يكدس السكان منتجات التنظيف وورق التواليت والسلع الغذائية الأساسية.

(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال قطاع غزة - 24 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها فيما وصفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الوضع بأنّه كارثي.
الصورة
الاحتلال يقصف مبان قرب مستشفى الزهراء في بيروت 1 أكتوبر 2024 (مراد سنجول/الأناضول)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في إغلاق خمسة مشافٍ و100 مركز للرعاية الصحية في لبنان أي نحو ثلث المراكز الصحية
الصورة
سفينة تنتظر شحن البضائع في مقاطعة شاندونغ الصينية، 29 سبتمبر 2023 (Getty)

اقتصاد

يتصاعد جنون الارتياب عالمياً حيال سلاسل التوريد، بعد تفجير الاحتلال الإسرائيلي أجهزة النداء الآلي المحمولة "البيجر" في لبنان، ما يؤرخ لمرحلة تجارية جديدة.
الصورة
طفلة جريحة في دير البلح - وسط قطاع غزة - 6 سبتمبر 2024 (إبراهيم نوفل/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ 25% من جرحى غزة على الأقل، الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم".
المساهمون