زيادة التفاؤل في تونس رغم تفشي كورونا

21 ابريل 2020
يعتقد التونسيون أن بلادهم على الطريق الصحيح (جديدي وسيم/Getty)
+ الخط -

رغم انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجول والحجر الصحي الشامل، إلا أن نسبة التفاؤل لدى التونسيين ارتفعت خلال شهر إبريل/ نيسان، مقارنة بالشهرين السابقين، ويرى 55 في المائة من التونسيين أن بلادهم تسير على الطريق الصحيح، حسب "البارومتر السياسي" الذي أنجزته مؤسسة "سيغما كونساي".

وحسب الجهات، فإن ولاية صفاقس تصدرت الجهات الأكثر تفاؤلا بـ66.3 في المائة، في حين سجلت ولايات الوسط الشرقي سوسة والمنستير والمهدية نسبة 50 في المائة، وسجلت تونس الكبرى 45.6 في المائة، وكانت الجهة الأقل تفاؤلا. فيما بينت النتائج أن الفئة العمرية بين 18 إلى 25 سنة كانت الأكثر تفاؤلا بنسبة 62.3 في المائة، مقابل 48.2 في المائة لدى من يتجاوزون الستين.

وتقدّمت النساء في نسبة التفاؤل بـ59.6 في المائة، مقابل 50.5 في المائة للرجال، وكانت الطبقات المتوسطة هي الأكثر تفاؤلا بالمقارنة بالطبقة المرفهة والطبقة الشعبية.

وقال الباحث في علم الاجتماع، الهادي العلوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ النسب تبين أن شخصية التونسيين متوازنة، وغالبا ما تكون أنضج من النخبة السياسية، وزيادة نسبة التفاؤل تعود إلى انخفاض نسبة التناحر والمزايدات السياسية، والتركيز على مشكلة موحدة، وهو عادة ما تريده الشعوب".

وبين العلوي أنّ "التونسي بشكل عام لا يميل إلى التجاذبات والانفعالات، وعادة ما يميل إلى التركيز على المشكلات العامة للبلاد، وفي الفترة الأخيرة بات دعم الطاقم الطبي طاغيا على بقية التوجهات، وبرزت كفاءات الشباب في الابتكار، وحرفية الإعلام في التعاطي مع الأزمة، وهي صور تؤدي إلى أن يكون الرأي العام متفائلا".

وتابع أنّ "55 في المائة من التونسيين يعتقدون أن البلاد تسير في الطريق الصحيح لأن إجراءات الوقاية المتخذة في التعامل مع كورونا أنقذت البلاد من خسائر فادحة على مستوى الأرواح البشرية، وبين ما يبرز مدى نضج المجتمع واعتداله تقبل الرأي العام لإغلاق المساجد من دون مزايدات".

وأشار العلوي إلى أن "الاختلاف بين الجهات سببه تباين الضغوط الإجتماعية، فكلما زاد الضغط انتشر التشاؤم، وكلما اتسع فضاء الحرية والرحابة زاد التفاؤل، كما يؤثر الضغط السكاني على النفسية، لكن هذا لا يعني وجود بعض المتطرفين سلوكيا، وهؤلاء عادة يرفضهم المجتمع".

وأوضح أن "تونس راكمت خبرة تاريخية حضارية تجعل المواطن ينظر إلى الواقع بتفاؤل، وبشكل عام من تكون لديه رغبة في العمل والتغيير يكون أكثر تفاؤلا، وهذا ما يفسر تقدم النساء في التفاؤل على الرجال، لأن 75 في المائة من اليد العاملة من النساء، وهي عادة تعمل في البيت وخارجه".

المساهمون