غداً الأحد، عيد الأضحى المبارك، والاحتفال فيه له طقوس عدة في قطر. يقول المواطن عبد العزيز العبد الله، إنّها تبدأ بصلاة العيد في المصليات الخارجية أو المساجد المنتشرة في أنحاء البلاد ثم العودة إلى المجالس والبيوت واستقبال المهنئين، لافتاً إلى أنّ القطريين يحرصون في العيد على صلة الرحم وزيارة الأقارب والجيران.
مع ذلك، فإنّ هناك غصة كبيرة لدى القطريين، وفرحة منقوصة بعيد الأضحى، لعدم تمكنهم من أداء فريضة الحج، إذ ترفض السلطات السعودية للعام الثالث على التوالي، التعامل مع بعثة الحج القطرية الرسمية وحملات الحج القطرية، كما ترفض وصول حجاج دولة قطر مباشرة إلى الأراضي المقدسة أسوة بالحجاج الآخرين. وما زالت الرياض تغلق المنفذ البري الوحيد الذي يربط قطر بالسعودية، منذ الخامس من يونيو/ حزيران 2017، بعد قطعها العلاقات الدبلوماسية، وفرضها مع الإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً عليها. وقد أجرت حملات الحج القطرية، محاولات لإيجاد سبل لتخطي هذه العقبات، وذلك بأن يقدم الأشخاص طلباتهم للحج والعمرة من خلال حملات كويتية، لكنّ تعنت السلطات في السعودية أفشلها.
اقــرأ أيضاً
المتحدث الرسمي باسم حملات الحج القطرية، يوسف أحمد الكواري، أكد أنّ السلطات السعودية لا تتجاوب مع أي تواصل أو طلبات من قِبل حملات الحج، حتى الكويتية منها، لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين من أداء الفريضة. تابع أنّ "ما حدث هو إعادة الحجاج مرة أخرى لمجرد أنّ معهم إقامة قطرية، وهذا ما واجهته أسرة سودانية بالإضافة إلى أكثر من حالة موثقة، وأجبروهم على العودة من دون أداء مناسك الحج". وقال الكواري خلال طاولة مستديرة عقدها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مؤخراً: "السعودية التي تدعي أنّها لا تمنع القطريين من أداء الحج والعمرة، هي نفسها من تشترط ضرورة أن يتبع الحاج لحملة رسمية تنظيمية من قبل دولته". وأضاف: "من المعلوم أنّ لجنة شؤون الحج القطرية هي المسؤولة عن تنسيق رحلات الحج والعمرة والحصول على التأشيرات والموافقات المطلوبة والتصاريح، وتيسير جميع خدمات الحجاج والمعتمرين، ومن دون كلّ ذلك يستحيل أداء الحج". وأوضح أنّ "المواطن القطري يجري استغلاله في موضوع الحج استغلالاً سياسياً، فإن استطاع أحد القطريين الذهاب إلى الحج بصورة فردية وتخطي كلّ ما ذكر من عقبات، يجري تصويره كدليل على أنّ السلطات السعودية لا تمنع الحجاج، وهذا مخالف للحقيقة والواقع".
بدوره، يقول الخطيب في مسجد محمد بن عبد الوهاب، الداعية القطري محمد حسن المريخي، لـ"العربي الجديد": "في ظل الحصار المفروض على قطر منذ ثلاث سنوات، لا يفكر أيّ مواطن قطري في الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، لأنّ الوضع هناك غير آمن". يضيف: "في الأمس القريب اعتقلت السلطات السعودية مواطناً قطرياً تواجد على أراضي المملكة وكلّ ذنبه أنّه قطري. وهكذا، فما دام الوضع غير آمن فإنّ نيّة أداء ركن فريضة الحج غير موجودة، بسبب عدم توافر الأمن والأمان، إذ يقول الله تعالى: وللَّه على الناس حِجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً".
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، قد دعت في مايو/ أيار الماضي، السلطات السعودية إلى "إزالة جميع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر لأداء العمرة، أو لتأدية فريضة الحجّ مع اقتراب موسمه". وأشارت إلى العراقيل التي تحول دون ذلك، وقالت إنّ "الرحلات الجوية المباشرة من الدوحة إلى جدة ما زالت غير مسموح بها، مع استمرار إغلاق السعودية المنفذ البري الوحيد أمام ذوي الدخل المحدود أو الذين يتعذّر عليهم السفر جوّاً ممن يريدون زيارة بيت الله الحرام". كذلك لفتت إلى أنّ "السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية بالدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى، ما يعني عدم قدرتها على تأمين سلامة وأمن وصحة المعتمرين والحجاج الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً، خصوصاً في حالة النساء وكبار السن والمرضى".
اقــرأ أيضاً
وحول حكم منع الحج والعمرة، يقول الباحث في الفكر الإسلامي عبد الله محمد علي، لـ"العربي الجديد": "على مدى التاريخ، كان الحجاج المستطيعون يحجون من دون إذن من الحكام فلا يمنعهم عن ذلك أحد، حتى جاء العصر الحديث وصارت الحدود بين الدول التي تستوجب أخذ الإذن بالسفر أو التأشيرة، ومن هذه الدول المملكة العربية السعودية التي نالت الشرف بوجود الحرمين الشريفين على أرضها، فصار لزاماً على من يحج أن يأخذ إذن دخول من السلطات السعودية التي تتولى تنظيم شؤون الحج بالاتفاق مع الدول الإسلامية". يضيف: "لكن، بعد الأزمة الخليجية أقحمت مسألة الحج في الخلافات السياسية وهذا ما لا يرضاه الشرع ولا تقتضيه المروءة والأخلاق، بل إنّ البيت الحرام ملك للمسلمين جميعاً، وليس ملكاً للدولة التي شُرّفت به على أرضها، لذلك، فمنع أيّ شخص في إطار التنظيم المتعارف عليه من أهل الحلّ والعقد من العلماء والساسة المسلمين، يعد مخالفة صريحة للشرع وهو من قبيل الصد عن المسجد الحرام. والخلاصة أنّ مسألة الحج دينية خالصة لا يجوز أن تقحم في أيّ خلاف سياسي، وهو حق شرعي لكلّ مسلم استوفى الشروط الشرعية والقانونية، ومن واجب من ينظم الحج توفير الأمن والسلامة وإذن الدخول لمن توافرت فيه هذه الشروط، وما غير ذلك يعدّ مخالفة لصريح الكتاب والسنّة، وعدم التزام بما تعارف عليه المسلمون واتفقوا عليه".
مع ذلك، فإنّ هناك غصة كبيرة لدى القطريين، وفرحة منقوصة بعيد الأضحى، لعدم تمكنهم من أداء فريضة الحج، إذ ترفض السلطات السعودية للعام الثالث على التوالي، التعامل مع بعثة الحج القطرية الرسمية وحملات الحج القطرية، كما ترفض وصول حجاج دولة قطر مباشرة إلى الأراضي المقدسة أسوة بالحجاج الآخرين. وما زالت الرياض تغلق المنفذ البري الوحيد الذي يربط قطر بالسعودية، منذ الخامس من يونيو/ حزيران 2017، بعد قطعها العلاقات الدبلوماسية، وفرضها مع الإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً عليها. وقد أجرت حملات الحج القطرية، محاولات لإيجاد سبل لتخطي هذه العقبات، وذلك بأن يقدم الأشخاص طلباتهم للحج والعمرة من خلال حملات كويتية، لكنّ تعنت السلطات في السعودية أفشلها.
المتحدث الرسمي باسم حملات الحج القطرية، يوسف أحمد الكواري، أكد أنّ السلطات السعودية لا تتجاوب مع أي تواصل أو طلبات من قِبل حملات الحج، حتى الكويتية منها، لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين من أداء الفريضة. تابع أنّ "ما حدث هو إعادة الحجاج مرة أخرى لمجرد أنّ معهم إقامة قطرية، وهذا ما واجهته أسرة سودانية بالإضافة إلى أكثر من حالة موثقة، وأجبروهم على العودة من دون أداء مناسك الحج". وقال الكواري خلال طاولة مستديرة عقدها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مؤخراً: "السعودية التي تدعي أنّها لا تمنع القطريين من أداء الحج والعمرة، هي نفسها من تشترط ضرورة أن يتبع الحاج لحملة رسمية تنظيمية من قبل دولته". وأضاف: "من المعلوم أنّ لجنة شؤون الحج القطرية هي المسؤولة عن تنسيق رحلات الحج والعمرة والحصول على التأشيرات والموافقات المطلوبة والتصاريح، وتيسير جميع خدمات الحجاج والمعتمرين، ومن دون كلّ ذلك يستحيل أداء الحج". وأوضح أنّ "المواطن القطري يجري استغلاله في موضوع الحج استغلالاً سياسياً، فإن استطاع أحد القطريين الذهاب إلى الحج بصورة فردية وتخطي كلّ ما ذكر من عقبات، يجري تصويره كدليل على أنّ السلطات السعودية لا تمنع الحجاج، وهذا مخالف للحقيقة والواقع".
بدوره، يقول الخطيب في مسجد محمد بن عبد الوهاب، الداعية القطري محمد حسن المريخي، لـ"العربي الجديد": "في ظل الحصار المفروض على قطر منذ ثلاث سنوات، لا يفكر أيّ مواطن قطري في الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، لأنّ الوضع هناك غير آمن". يضيف: "في الأمس القريب اعتقلت السلطات السعودية مواطناً قطرياً تواجد على أراضي المملكة وكلّ ذنبه أنّه قطري. وهكذا، فما دام الوضع غير آمن فإنّ نيّة أداء ركن فريضة الحج غير موجودة، بسبب عدم توافر الأمن والأمان، إذ يقول الله تعالى: وللَّه على الناس حِجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً".
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، قد دعت في مايو/ أيار الماضي، السلطات السعودية إلى "إزالة جميع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر لأداء العمرة، أو لتأدية فريضة الحجّ مع اقتراب موسمه". وأشارت إلى العراقيل التي تحول دون ذلك، وقالت إنّ "الرحلات الجوية المباشرة من الدوحة إلى جدة ما زالت غير مسموح بها، مع استمرار إغلاق السعودية المنفذ البري الوحيد أمام ذوي الدخل المحدود أو الذين يتعذّر عليهم السفر جوّاً ممن يريدون زيارة بيت الله الحرام". كذلك لفتت إلى أنّ "السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية بالدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى، ما يعني عدم قدرتها على تأمين سلامة وأمن وصحة المعتمرين والحجاج الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً، خصوصاً في حالة النساء وكبار السن والمرضى".
وحول حكم منع الحج والعمرة، يقول الباحث في الفكر الإسلامي عبد الله محمد علي، لـ"العربي الجديد": "على مدى التاريخ، كان الحجاج المستطيعون يحجون من دون إذن من الحكام فلا يمنعهم عن ذلك أحد، حتى جاء العصر الحديث وصارت الحدود بين الدول التي تستوجب أخذ الإذن بالسفر أو التأشيرة، ومن هذه الدول المملكة العربية السعودية التي نالت الشرف بوجود الحرمين الشريفين على أرضها، فصار لزاماً على من يحج أن يأخذ إذن دخول من السلطات السعودية التي تتولى تنظيم شؤون الحج بالاتفاق مع الدول الإسلامية". يضيف: "لكن، بعد الأزمة الخليجية أقحمت مسألة الحج في الخلافات السياسية وهذا ما لا يرضاه الشرع ولا تقتضيه المروءة والأخلاق، بل إنّ البيت الحرام ملك للمسلمين جميعاً، وليس ملكاً للدولة التي شُرّفت به على أرضها، لذلك، فمنع أيّ شخص في إطار التنظيم المتعارف عليه من أهل الحلّ والعقد من العلماء والساسة المسلمين، يعد مخالفة صريحة للشرع وهو من قبيل الصد عن المسجد الحرام. والخلاصة أنّ مسألة الحج دينية خالصة لا يجوز أن تقحم في أيّ خلاف سياسي، وهو حق شرعي لكلّ مسلم استوفى الشروط الشرعية والقانونية، ومن واجب من ينظم الحج توفير الأمن والسلامة وإذن الدخول لمن توافرت فيه هذه الشروط، وما غير ذلك يعدّ مخالفة لصريح الكتاب والسنّة، وعدم التزام بما تعارف عليه المسلمون واتفقوا عليه".