ترامب يجدد تشكيكه بالتغير المناخي...وإخماد حرائق الأمازون تعيقه السياسة

27 اغسطس 2019
حرائق الأمازون من نتائج السياسة (ماريو تاما/Getty)
+ الخط -
قمة الدول السبع التي أنهت أعمالها أمس الاثنين، وكانت البيئة أحد أبرز محاورها، لا سيما مع سيطرة أخبار الحرائق المشتعلة في الأمازون وفي أفريقيا على ما عداها وتحولها إلى قضية عالمية، خلصت إلى التوافق على المساعدة بإخماد الحرائق، الأمر الذي رفضته البرازيل، كما انتهت بتأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً أنه لن يتخلى عن إنتاج النفط من أجل "أحلام وطواحين في الهواء" ويقصد بذلك حماية البيئة وتشكيكه بالتغير المناخي.


ولم تقدم البرازيل على الفور سببًا لرفض الأموال، ولكن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتبني عقلية "استعمارية" في قمة الدول المتقدمة في فرنسا. ومن هنا جاء طرح الأخير بشأن المساعدة التي تفيد البشرية جمعاء، والرفض المبني على قرار سياسي مركزي، دون الأخذ بالاعتبار صلاحيات الأقاليم الفديرالية في البرازيل.

التغير المناخي ...وطواحين الهواء

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين، أن الثروة الأميركية تستند إلى الطاقة، وأنه لن يخاطر بذلك من أجل أحلام وطواحين هواء. جاء ذلك ردا على سؤال عن التغير المناخي بعد أن تغيب عن حضور جلسة لمجموعة السبع حول تلك القضية.

وسعى ترامب، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة السبع في فرنسا أمس، لتصوير نفسه كمدافع عن البيئة. وكان الرئيس الأميركي قد انسحب في عام 2017 من اتفاقية باريس 2015 التاريخية بشأن التغير المناخي التي تضم قرابة 200 دولة ووصف ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بأنه "خدعة".

وقال ترامب للصحافيين ردا على سؤال عن آرائه في التغير المناخي "أشعر أن لدى الولايات المتحدة ثروة هائلة. الثروة تحت أقدامها. استطعت أن أعيد الحياة لتلك الثروة(...) نحن الآن منتج الطاقة الأول في العالم وقريبا سنتفوق بفارق كبير".

وأضاف "لن أخسر تلك الثروة، لن أخسرها من أجل أحلام أو طواحين هواء التي بصراحة لا تعمل بشكل جيد".


وسوّق ترامب في نهاية أعمال القمة السباعية لمنتجع ترامب ناشيونال دورال ميامي للغولف في فلوريدا، وقال بأنه يفكر في استضافة قمة G7 للعام المقبل. وتابع "مع دورال، لدينا مجموعة من المباني الرائعة، نسميها بناغل. كل منها يحتوى على 50 إلى 70 غرفة فاخرة جدا مع مناظر رائعة".

ترامب يغيب عن مناقشات المناخ
وتغيب ترامب عن جلسة بخصوص التغير المناخي والتنوع الحيوي في القمة، وعقد بدلا من ذلك اجتماعا ثنائيا مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وناقش قادة القمة قضايا التنوع البيولوجي والمناخ والمحيطات في إحدى الجلسات التي عقدت يوم الاثنين. وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيفًا في الجلسة. وأبرز جهود الهند على نطاق واسع بشأن تغير المناخ والبيئة.

وهون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من شأن تغيب ترامب. وقال "لم يكن في القاعة لكن فريقه كان متواجدا. الولايات المتحدة معنا في التنوع الحيوي ومبادرة الأمازون".

الأمم المتحدة والإرادة السياسية
اعتبرت منظمة الأمم المتحدة أن العالم "يشهد نداءً قوياً للمجتمع الدولي لدعم بلدان الأمازون لمحاربة الحرائق ومن ثم العمل على إعادة التحريج".

واجتمع غوتيريس على مدار اليومين الماضيين مع زعماء مجموعة السبع لتعبئة العمل قبل انعقاد قمة العمل المناخي الشهر المقبل في نيويورك. وقال في حديثه إلى الصحافيين إن قمة الأمم المتحدة تأتي على خلفية "حالة طوارئ مناخية هائلة"، حيث أبلغت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن رصد الفترة من 2015 إلى 2019 أشار إلى تسجيل أكثر خمس سنوات حرارة على الإطلاق، مع تركيزات عالية من C02 في الغلاف الجوي في الأقوى تاريخياً. ومع ذوبان الجليد القطبي والحرائق، قال الأمين العام: "نحن أسوأ بكثير مما كنا عليه خلال مؤتمر المناخ في باريس" عام 2015.

وتابع "نريد دولاً تكون قادرة على الالتزام بالحياد الكربوني في عام 2050، وأن تزيد مساهماتها بالعمل المناخي الذي يتعين مراجعته في عام 2020"، الأمر الذي يحتاج إلى إرادة سياسية.


الحوكمة الجيدة لإنقاذ البيئة

حاول الرئيس الفرنسي خلال القمة، بعد احتدام الجدال عبر التصريحات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي بينه وبين الرئيس البرازيلي على خلفية الحرائق، أن يشرح كيفية مساعدة بعض الدول بإخماد حرائقها من دون المساس بسيادتها، خصوصاً البرازيل التي أعلنت رفضها للدعم العسكري في عمليات الإطفاء.

وقال: "كل بلد له من الناحية القانونية سيادته، فثمة بلدان فدرالية تتمتع الأقاليم فيها بدور كبير"، لافتاً إلى أنه خلال زيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان للبرازيل، التقى بعدد من حكام المناطق، المنخرطين بشدة في حماية الغابات، مثل الجيش البرازيلي".

وتابع ماكرون "ما يجب علينا فعله من الآن حتى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مبادرة تهدف إلى إعادة تشجير الأمازون، وهي عملية تحترم سيادة الجميع، وتحترم دور الأقاليم، وأيضا دور الشعوب المحلية، والذين لا يمكن استثناؤهم من هذه المرحلة ومن الدور الأساسي الذي يلعبونه". وإذن "علينا العثور على الحوكمة الجيدة".

وتساءل الرئيس الفرنسي عن احتمال لجوء بلد ذي سيادة ما لاتخاذ قرار واضح وملموس يتعارض مع مصالح مجموع البشرية، معتبراً أنه في هذه الحالة، يتوجب إنجاز عمل قانوني وسياسي.

والجدير بالذكر، أن دول مجموعة السبع بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، وافقت على تمويل فوري بقيمة 22 مليون دولار لمساعدة بلدان الأمازون في مكافحة حرائق غاباتها المطيرة، تلك المبادرة التي رفضها الرئيس البرازيلي وفق ما أعلنه كبير موظفي إدارته أونيكس لورنزوني، متحدثاً لموقع "جي 1" الإخباري: "نقدّر (العرض) لكنّ هذه الموارد قد تكون مفيدة أكثر لإعادة تشجير أوروبا"، وهو تصريح أكدته الرئاسة البرازيلية لوكالة "فرانس برس".

كما أعلنت المجموعة عن مبادرة عالمية طويلة الأجل لحماية الغابات المطيرة، سيتم إطلاقها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر سبتمبر/أيلول المقبل. وأعلن ماكرون أن القادة درسوا إمكانية توجيه دعم مماثل في أفريقيا، التي تعاني أيضا من حرائق في غاباتها المطيرة.

وسجلت الأقمار الصناعية أكثر من 41 ألف حريق في منطقة الأمازون حتى الآن هذا العام - وكان أكثر من نصف هذا العدد من الحرائق قد حدث هذا الشهر وحده. ويقول الخبراء إن معظم الحرائق أشعلها مزارعون أو مربو الماشية.

(وكالات، العربي الجديد)

المساهمون