الفلسطيني حسان التميمي اجتاز الثانوية العامة رغم فقدان بصره بسجون الاحتلال

18 يوليو 2019
اجتاز حسان التميمي الثانوية رغم فقدان بصره (العربي الجديد)
+ الخط -

يستقبل الطالب الفلسطيني حسان التميمي المهنئين بنجاحه في الثانوية العامة، لكنه لا يراهم، ويبدي سعادته باجتياز امتحانات الثانوية العامة التي كانت شاقة عليه وعلى عائلته التي تسكن في قرية دير نظام شمال غرب رام الله.

لم يكن التميمي (19 سنة) فاقداً للبصر منذ صغره، بل فقده العام الماضي، خلال اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي لعدة أشهر، انتهت بنقله إلى المستشفى بعد دخوله غيبوبة، قبل أن يفرج عنه في يونيو/حزيران 2018.
يقول حسان لـ"العربي الجديد": "كانت لحظة صاعقة علي وعلى أهلي، فحين استيقظت من الغيبوبة، لم أر شيئاً. دخلت السجن بكامل قواي البصرية، وخرجت لا أتمكن من الرؤية".

وتؤكد العائلة أن السبب هو الإهمال الطبي، فالفتى يعاني منذ صغره من زيادة البروتين والحموضة في الدم، ما يعني حاجته لرعاية متواصلة، وتوفير طعام خاص بلا بروتين، وعلاج بشكل دائم، وهو ما افتقره داخل سجون الاحتلال.

وأضاف حسان: "العودة للدراسة لم تكن أمراً يسيراً، فأنا أصبحت بحاجة لمن يلقنني الدروس سماعياً، وكنت أطلب من شقيقتي الكبرى بشكل يومي أن تقوم بإعداد الحاسوب الناطق لي ليتسنى لي سماع الدروس، وفي قاعة الامتحان كنت أنطق بما أستطيع حفظه ليقوم الكاتب بتدوينه في ورقة الامتحان".

شعر الفتى الفلسطيني بفرحة كبيرة حين علم بنجاحه، رغم أن معدل درجاته متوسط، أما والدته ابتسام التميمي فقالت لـ"العربي الجديد": "كنت متخوفة من عدم تمكنه من النجاح في الثانوية العامة، فقد تغيرت حياته كلياً بعد الاعتقال، وفجأة أصبح مضطراً للدراسة سماعياً بدلاً من القراءة".

وأوضحت أن "حسان بات بحاجة إلى رعاية دائمة منذ استيقاظه من نومه، مروراً بطعامه الخاص، ودراسته، وخروجه مع أصدقائه الذي يتضمن الحديث فقط بعد أن كان يمارس هوايات مثل كرة القدم والبلياردو سابقاً".

وقال حسان: "أصدقائي يحاولون دائماً توصيل المعلومات لي في المدرسة، وكذلك كانت عائلتي تساعدني، وهو ما أثر إيجاباً على حالتي النفسية والدراسية".

وتؤكد والدة حسان أنه ينوي دراسة الصحافة أو الشريعة الإسلامية. "وصلتنا وعود بتوفير منحة له للدراسة في الخارج"، وهو لا يخفي حماسه للسفر لاستكمال الدراسة.

وقال والده عبد الخالق التميمي لـ"العربي الجديد": "كان المنزل في حالة استنفار قبل وخلال فترة الامتحانات، لأن حسان بحاجة لعناية شديدة، وبحاجة لمساعدته في الوصول إلى قاعة الامتحان، والعودة منها، لكن معنوياته العالية ساعدت على تخطي كل ذلك".

المساهمون