جزائريون: منافسات كأس أفريقيا لن تصرفنا عن مطالب الحراك الشعبي

12 يوليو 2019
الحراك الشعبي الجزائري لم يتأثر بأمم أفريقيا (العربي الجديد)
+ الخط -

يتابع قطاع كبير من الجزائريين مباريات كرة القدم بشغف كبير، فهي التي وحدتهم قبل أن يوحدهم الحراك الشعبي، وشهدت مسيرات الجمعة الـ21 اليوم، تعبيرا عن ذلك، إذ جاءت بعد ساعات من تأهل المنتخب الجزائري إلى نصف نهائي بطولة كأس أفريقيا المقامة في مصر.
لكن المشاركين في الحراك لم تلههم نشوة التأهل عن الموضوع المركزي، وهو استكمال الثورة السلمية وتحقيق مطالبها، رافضين أن تكون كرة القدم سببا في إلهاء الشعب عن مطالبه السياسية.
ولم تخل المسيرات الشعبية اليوم، في شوراع العاصمة الجزائرية من شعارات لها علاقة بتأهل المنتخب الجزائري بعد تغلبه على نظيره الإيفواري مساء الخميس، بضربات الترجيح، ففي ساحة أودان في قلب العاصمة، رفعت لافتة كبيرة كتب عليها أن "التتويج الحقيقي يكون يوم انتخاب رئيس جمهورية في انتخابات نزيهة".
وقال مصطفى الذي كان يرفع اللافتة، لـ"العربي الجديد"، إن "متابعة الكأس الأفريقية المشتعلة، وسعادة الجزائريين بفوز منتخبهم لن ينسيهم مطالبهم التي يواصلون تكرارها على مدار 21 أسبوعا متصلة من التظاهرات والمسيرات الشعبية".
وتتصاعد خلال الفترة الأخيرة دعوات الناشطين للانتباه إلى محاولة السلطة استغلال البطولة الكروية في إلهاء الشارع عن مطالبه، أو شغله عن ثورته السلمية، وقالت الناشطة سهيلة بن عودة لـ"العربي الجديد"، إنها كغيرها من الجزائريين "تابعت المقابلة الأخيرة للمنتخب، لكن الجزائر تحتاج إلى أكثر من فرحة فوز في مقابلة كروية، أو حتى الفوز بالبطولة الأفريقية. الأهم أن يختار الجزائريون رئيسا عبر صناديق اقتراع شفافة ونزيهة".




وأضافت بن عودة: "أنا سعيدة بفرحة الجزائريين المستقطعة من هموم السياسة ومصاعب الحراك الشعبي المستمر لأكثر من أربعة أشهر، لكن علينا أن نعيد للحراك وهجه بالإصرار على المطالب الشعبية".

في شارع الشهيدة حسيبة بن بوعلي بقلب العاصمة، تعالت الأصوات بـ"وان تو تري. فيفا لالجيري"، وهو الشعار المعتاد في المناسبات الرياضية المهمة، واستنبط المتظاهرون اليوم من الرياضة عنوانا جديدا يجمع بين متناقضات سياسية ورياضية، إذ هتف مشاركون: "في سجن الحراش منتخب اللصوص، وفي مصر منتخب المحاربين"، في إشارة إلى الوزراء ورؤساء الحكومات وكبار رجال الأعمال الموقوفين في قضايا فساد.
ولفت بعضهم إلى بكاء اللاعب بغداد بونجاح بسبب تضييعه ضربة جزاء أمس، وقال الشاب حسام واعلي لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم أنها لعبة فيها الفائز والخاسر، غير أن اللاعبين حاربوا من أجل الفوز، ومنهم من بكى خوفا من تضييع فرصة التتويج، وفي المقابل رموز النظام المتورطين في قضايا الفساد لم يذرفوا الدموع على نهب مقدرات الشعب وإضاعة مقدرات البلاد".

المساهمون