معاناة يومية لآلاف المهجرين من ريف دمشق في مخيمات عفرين

04 مايو 2018
مخيمات عفرين بلا خدمات (فيسبوك)
+ الخط -

لا يزال الطقس متقلباً في منطقة عفرين، حيث يأوي آلاف المهجرين إلى مخيمات قيد التشييد، بدأ العمل فيها استجابة لاحتياجات المهجرين من الغوطة الشرقية والقلمون، ما يزيد من معاناة النازحين.

وقال المهجر من القلمون الشرقي، أبو مأمون قاضي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في المخيمات  صعب للغاية، فالخيام صغيرة وليست ذات جدوى، وهي لا تقينا حرارة النهار ولا برد الليل".
وتابع: "يبدأ يومنا في المخيم باكرا بسبب حرارة الشمس داخل الخيمة، أنطلق مع ابني لجلب المياه، فالكمية محدودة، وإذا لم نؤمنها باكرا سنمضي يومنا بلا ماء، ومن ثم تأتي مهمة دخول الحمام، وهناك حمامات للرجال وأخرى للنساء، نقف في طوابير طويلة ليصلنا الدور. بعدها نمضي النهار في الهرب من أشعة الشمس إلى أن تصل وجبة الطعام الوحيدة في الساعة الثانية ظهرا، وغالبا ما تتكون من بعض المعلبات".

يبدو أبو محمد، المهجر من القلمون الشرقي، متململا من الحياة الرتيبة بلا عمل في ظل أجواء حارة، ونقص في المياه والمواد الغذائية، يقول: "أمضيت آخر خمس سنوات على الجبهة ويدي على الزناد، كدت عدة مرات أخسر حياتي، لكن الله نجّاني، أشعر اليوم بقلق دائم وفراغ كبير، وكثير من الأحيان يسيطر عليّ شعور أن عليّ الذهاب إلى الجبهة مجددا، ولا أعتقد أنني سأستطيع البقاء طويلا على هذا الوضع".
وأضاف: "المخيم ليس مؤهلا ليكون مكانا للعيش الدائم، ما زلنا في بداية الصيف والحرارة لا تطاق، فكيف سيكون حالنا مع اشتداد درجات الحرارة خلال الشهور المقبلة؟ وكيف سنعيش في فصل الشتاء مع المطر والبرد؟ لن تصمد هذه الخيام بكل تأكيد. تأمين منزل للعائلة وعمل لي يشغلني كثيرا".

يعيش أبو أحمد، المهجر من مدينة الرحيب، نفس المعاناة، إلا أنه منشغل أكثر بتعليم أبنائه، يقول لـ"العربي الجديد": "حلمي أن يتعلم أبنائي الخمسة، أربعة منهم في المدارس حاليا، كان أصعب ما في التهجير أن أبنائي قد لا يتمكنون من إكمال عامهم الدراسي".

وأضاف: "لا يمكننا أن نعيش في المخيم لفترة طويلة، فلا فارق كبيرا بين الخيمة والعراء، ففي النهار لا يمكن البقاء داخلها بسبب الحرارة، وفي الليل برد شديد، وهي بالكاد تتسع لنا، ولا يوجد أي شكل من أشكال الخصوصية، فالخيام قريبة من بعضها، ويمكن أن أسمع أي حديث بخيمة جاري وكأنه يدور في خيمتي".

وقال الناشط الإعلامي مروان القاضي، المهجر من القلمون الشرقي، لـ"العربي الجديد"، إن المخيم يضم خياما شتوية تحتوي على أربع فرشات وبطانيات، ولا يوجد كهرباء بعد، "هناك وعود بتأمين ألواح طاقة، وإنجاز الصرف الصحي، وتأمين وجبات مطبوخة بدلاً من المعلبات، العمل جارٍ من المنظمات لكن الاحتياجات أكبر من الإمكانيات".

ولفت إلى أن "الأطفال ليس لديهم مجال للعب بسبب ظروف المخيم والحرارة المرتفعة، هناك مبادرة في المخيم لافتتاح ناد للأطفال. غالبية الأحاديث بين المهجرين تدور حول تأمين المنازل والعمل والاحتياجات".
المساهمون