عراقيات البرلمان... مثقفات أنيقات في مجلس النواب

24 مايو 2018
صور المرشحات نافست الرجال (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
تحققت رغبة عدد كبير من العراقيين بوجود نساء مختلفات في البرلمان، خصوصاً أنّ المرشحات اللواتي فزن في الانتخابات التي أعلنت نتائجها، السبت 19 مايو/أيار الجاري، مثقفات أنيقات ومن حملة الشهادات العليا، ويطمح البعض إلى أن يراهن يتبوأن مناصب أعلى

حدد الدستور العراقي الذي أقر بعد غزو البلاد عام 2003، حصة النساء من مقاعد البرلمان بـ 25 في المائة، ما يعني وصول 83 امرأة إلى مجلس النواب. لكنّ المختلف في الانتخابات الأخيرة التي جرت، في الثاني عشر من مايو/أيار الجاري، وأعلنت نتائجها بعد أسبوع واحد، كان وصول وجوه نسائية جديدة أسعدت العراقيين. هذا الفوز عبّر كثيرون عن سعادتهم به، إذ تغيرت الوجوه النسوية المألوفة في المجلس بشابات مثقفات وأنيقات.

أكثر الفائزات نيلاً لإعجاب العراقيين هي الفائزة عن محافظة ذي قار، ضمن قائمة "سائرون"، هيفاء الأمين، التي حصلت على أكثر من 12 ألف صوت، فحلت في المركز الثالث في محافظتها التي فاز عنها 19 نائباً. وقد وصل تفاؤل مواطنين بالوجوه النسوية الجديدة، إلى حدّ الاعتقاد أنّ رئاسة الحكومة المقبلة ستناط بامرأة، وهي هيفاء الأمين بالتحديد. اعتقاد يذهب إليه الناشط في الحراك المدني، سالم الحمداني، الذي يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "المرحلة المقبلة تبشر بالخير. هيفاء الأمين ابنة التظاهرات والاحتجاجات ورفض الواقع المزري والتكتلات والعنصرية، إنّها امرأة متحررة تحمل همّ شعبها، وهي على درجة عالية من الثقافة والوعي".



يضيف: "فوز عدد جيد من النائبات المثقفات فأل حسن للمرحلة المقبلة. سئمنا النائبات البعيدات عن الطموح ورغبات الشارع، وهمّهن رغبة الأحزاب التي ينتمين إليها".
من بين البرلمانيات الجديدات نساء معروفات بثقافتهن الواسعة، وقد دخلن بقوة في الانتخابات، في سعي منهن ومن حلفائهن الرجال لوضع حد لهيمنة الفاسدين في المواقع الحكومية، والعمل على تحقيق عدالة اجتماعية وتحسين الخدمات للمواطنين، بحسب ما أشارت برامج قوائمهم الانتخابية. فضلاً عن هذه الشريحة التي زرعت بفوزها ارتياحاً بين الجماهير المتطلعة إلى تغيير الواقع عبر برلمانيين وبرلمانيات على مستوى كبير من الوعي، هناك شريحة نسوية أخرى زادت من هذا الارتياح. فبعض الفائزات معروفات في الأوساط العلمية، أبرزهن الدكتورة ندى شوكت جودت، الأستاذة في جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم الجغرافيا، التي فازت عن مدينة بغداد، ضمن قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته، حيدر العبادي. ومن بين البرلمانيات الجديدات من حملة الشهادات العليا، اللواتي ينلن شعبية واسعة، الدكتورة رفاه خضير جياد، الأستاذة في جامعة المثنى، كلية القانون، التي فازت عن محافظة المثنى.

في المقابل، فإنّ الأكثر أهمية عند شريحة واسعة من العراقيين، هو تغيير عضوات مجلس النواب السابقات بعضوات جديدات جميلات. فهؤلاء ولا سيما الشباب، لطالما عاشوا أمنية حصول مثل هذا التغيير الذي يشهدون على واقعه في البرلمانات الأوروبية، ولطالما قارنوا بين الأوروبيات والعراقيات على مستوى الجمال الخارجي فحسب، قبل التحدث عن مزايا كلّ نائبة وما تتمتع به من رصيد علمي ومهني وحقوقي وسياسي.

بعد ادلائها بصوتها (مرتضى سوداني/ الأناضول) 


يقول فوزي عبد القادر، وهو رسام شاب، إنّ "الجمال قد لا يكون له أهمية إن كانت النائبة تعمل بإخلاص، لكن عندما لا يجتمع الاثنان؛ الجمال والعمل بإخلاص، فهو أمر مؤلم، وهذا ما شهدنا عليه في الدورات النيابية السابقة". يقول لـ"العربي الجديد" إنّه متفائل بالدورة النيابية الجديدة، موضحاً: "هناك عدد من النائبات الجميلات... يكفي أن يشاهدهن المواطن وهن يتحدثن للإعلام حتى يتحسّن الوضع. عضوات البرلمان الجديدات يرحن العين والنفس معاً، هذا لم نكن نعرفه في الدورات النيابية السابقة، إذ إنّ أغلب النائبات السابقات لم يكنّ بهذا الجمال، كما كن يتحدثن بلسان طائفي، وبعيدات عن الثقافة واهتمامات الناس". عبد القادر يقول إنّه اطلع على قائمة النساء الفائزات بعضوية مجلس النواب الجديد، مبيناً أنّ "البرلمان سيكون جميلاً. ومن الجيد أن يختار المواطن نساء جديدات في البرلمان، هذا دليل على الملل الذي أصاب المواطنين من الوجوه السابقة" مشيراً إلى أنّه أعجب بعدد من البرلمانيات الجديدات "أبرزهن ريحان حنا أيوب، فهي محامية وشابة جميلة، وأيضاً زينب عبد الحميد الهيتي".

يشارك عبد القادر هذا الموقف صديقه الرسام حيدر نبيل، الذي يذكر عدداً من أسماء النساء الفائزات في مجلس النواب، مشدداً على صفة الجمال فيهن قبل كلّ شيء، ومنهن "داليا فرهاد، وألماس فاضل، وإيناس ناجي، ولبنى رحيم، وإخلاص صباح، وفيان صبري"، لكنّه يعقب: "بالإضافة إلى الجمال هن شابات يتمتعن بقدر جيد من الثقافة، ويملكن قبولاً جيداً في الأوساط الثقافية والمجتمعية". يضيف: "في هذه الدورة البرلمانية تحققت على أقل تقدير رغبة المواطنين في وصول نساء مختلفات إلى المجلس".



صور عديدة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لعراقيين يُقبلون صوراً دعائية وضعت في الشوارع لمرشحات جميلات في أثناء الحملات الدعائية بانتخابات سابقة، متمنين فوزهن، بينما تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع فيديو مركبة، يقارن فيها مصمموها بين نائبات عراقيات يرتدين العباءة السوداء، ويتميزن بكونهن من أعمار تجاوزت الخمسين عاماً في مقابل شابات جميلات عضوات في مجالس برلمانية أوروبية.

يشار إلى أن عدد المرشحين الكلي للانتخابات بلغ 7018، من 88 حزباً وتحالفاً انتخابياً، تنافسوا على 329 مقعداً في مجلس النواب. وبلغ عدد النساء المرشحات 1983، من بينهن 8 ترأسن قوائم وتحالفات انتخابية في بغداد وجنوب وشمال العراق. تتوزع المقاعد على المحافظات بحسب الكثافة السكانية. وتأتي العاصمة بغداد في المركز الأول لناحية عدد المرشحين والمقاعد المتنافس عليها، وقد بلغ عدد المرشحين 1985 من 40 حزباً وتحالفاً انتخابياً تنافسوا على 71 مقعداً.

الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في 12 مايو الجاري، وسبقتها بيومين انتخابات العراقيين في خارج البلاد، هي رابع انتخابات منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003. كذلك، كانت الانتخابات الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.
دلالات
المساهمون