استمع إلى الملخص
- تحقيقات شرطة البصرة تجري لكشف ملابسات الحادث في ظل تكرار حوادث الغرق بالمحافظة، وسط تأثيرات سلبية للحفر النفطية على البيئة ومنع السباحة بالقرب منها لتجنب المخاطر.
- ناشطون حقوقيون يحملون الحكومة المحلية مسؤولية الحادث، مطالبين بتحسين الإجراءات الأمنية حول الحفر النفطية وتوعية الشباب بمخاطر السباحة فيها، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتسجيل حوادث غرق متكررة.
غرق أربعة شبان من أهالي محافظة البصرة، أقصى جنوبي العراق، في حفرة نفطية، مساء أمس الثلاثاء. ووفقا لقائمقام قضاء الزبير في المحافظة عباس ماهر، فإن "أربعة أشخاص بينهم ثلاثة إخوة، اخترقوا سياجا حول إحدى الحفر النفطية بمنطقة البرجسية بالمحافظة، وسبحوا في الماء الذي يتم حقن الحفرة به، وبعدما استمروا بالسباحة وصلوا إلى إحدى الحفر النفطية ولم يستطيعوا الخروج، ما أسفر عن وفاتهم"، مؤكدا في تصريح صحافي، مساء أمس الثلاثاء، أنه "تم انتشال الجثث ونقلت إلى الطب العدلي".
حوادث غرق متكررة في مياه الخليج العربي
من جهته، أكد ضابط في شرطة البصرة فتح تحقيق بالحادث لمعرفة ملابساته، وقال الرائد جبار المياحي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوة من الشرطة وصلت الى موقع الحادث وانتشلت الجثث"، مؤكدا أنه "تم فتح تحقيق بالحادث لمعرفة ما إذا كان حادثا متعمدا أم لا"، مضيفا أن "الجثث لم تبد عليها أي آثار ضرب أو كدمات، إلا أننا ننتظر تقرير الطب العدلي، بالتوازي مع نتائج التحقيق الذي يجري لكشف أي ملابسات".
وتنتشر الحفر النفطية بمحافظة البصرة بسبب نشاط الاستخراج النفطي، ولها تأثيرات سلبية على الواقع البيئي والمعيشي في المحافظة، وتمنع إدارة محافظة البصرة الشبان من السباحة بقربها تجنبا للمخاطر، حيث تسجل المحافظة المطلة على مياه الخليج العربي، أقصى جنوبي العراق، على نحو متصاعد حالات غرق متكررة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ولجوء المواطنين إلى الأنهار والبرك للسباحة، وسجلت خلال الأيام الماضية عدة حالات غرق متفرقة.
البصرة تحت الصدمة: تاسع حالة غرق في عشرة أيامhttps://t.co/ADbbx3hbKb pic.twitter.com/En2bJf2EZN
— azzaman (@azzamannews) June 27, 2024
الناشط في مجال حقوق الإنسان في المحافظة علي المسعودي حمل الحكومة المحلية الجزء الأكبر من المسؤولية عن الحادث، قائلا لـ"العربي الجديد"، إن "البصرة محافظة نفطية، وتلك الجفر تنتشر في عدد من مناطقها، لذلك يجب أن تكون تلك المناطق محرمة على الشباب ويمنع وصولهم إليها"، مؤكدا أنه "يجب أن تمنع السباحة منعا باتا بالأنهر القريبة من تلك الجفر، لذا فهي تحتاج إلى حراسة أمنية تمنع حتى الاقتراب لمسافات معينة من تلك الجفر"، مشيرا إلى أن "الشباب يلجأون في هذه الفترة ومع اشتداد الحر إلى السباحة في الأنهر، وهم لا يعون خطورة تلك الجفر"، داعيا الأهالي أيضا إلى "منع أبنائهم من الاقتراب من تلك الجفر حفاظا على سلامتهم".
وسجلت محافظات عراقية عدة، منها نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وبابل، حوادث غرق متكررة في الشهر الأخير الذي شهد ارتفاعا في درجات الحرارة، التي تصل أحيانا الى نصف درجة الغليان، إذ يلجأ أطفال وشبان إلى السباحة في الأنهر هربا من حرارة الجو.
ويُعرف موسم الصيف في العراق بـ"موسم الغرق"، الذي يتسبب في حوادث تصيب أفراداً من عائلات كثيرة خلال ممارستهم السباحة في أنهر أو بحيرات أو سواقٍ لريّ المزارع، فيما لا تلبي المسابح الخاصة احتياجات مواجهة تجاوز الحرارة 50 درجة مئوية أحياناً، لأنها غير مجانية. ويعتبر الأطفال والشباب وحتى الشيوخ أن لا مفرَّ من موجات الحرّ وانقطاع التيّار الكهربائي إلّا عبر قضاء ساعات الظهيرة في مياه الأنهر.