أطفال فلسطينيون: القدس عاصمتنا الأبدية

08 ديسمبر 2017
شارك الأطفال بكثافة (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -
أطفال فلسطين ليسوا كغيرهم فقد تشرّبوا قضيّة وطنهم المحتل منذ ولادتهم. قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس على أنّها عاصمة لإسرائيل أغضبتهم كما أغضبت أهلهم. فعندما يسمع الأطفال اسم مدينة القدس يصغون باهتمام، فهي المدينة المقدسة الجميلة، العاصمة الأبدية التي لا تتغير صورتها أبداً.

سلمى ياسين (12 عاماً) من قرية عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، تردّ عند سؤالها عن سبب عدم ذهابها إلى المدرسة أمس الخميس: "لأنّ أميركا أصدرت قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، ونحن نرفض هذا القرار، وعبرنا عنه من خلال الإضراب عن المدارس".

تقول سلمى في حديث مع "العربي الجديد": "القدس عاصمة فلسطين التي لا يمكن أن نبدلها بأي مكان آخر، وإسرائيل لا عاصمة لها، لأنه لا يوجد دولة اسمها إسرائيل". تشير سلمى إلى أنّ والدها إبراهيم ياسين هو من أوضح لها قضية نقل السفارة من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وأنّ أميركا اعترفت بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، عدا عن متابعتها الأخبار عبر التلفزيون. تضيف سلمى: "الولايات المتحدة دولة غير إنسانية وتقف مع الاحتلال، وعلينا -نحن الفلسطينيين- أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا ونتوحد حتى نقاوم الاحتلال وندمره، ومن المستحيل أن نقبل بأيّ مكان أو بلد آخر بدلاً عن مدينة القدس عاصمة لفلسطين".

الطفلة سلمى إبراهيم ياسين (العربي الجديد) 



تشير سلمى إلى أنّها ستلقي يوم الأحد المقبل كلمة في الإذاعة المدرسية لتحكي عن مدينة القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، ولتعرّف التلاميذ بما لا يعرفون عما يجري في القدس. زارت سلمى مدينة القدس ثلاث مرات، كان آخرها قبل شهر عندما كان والدها في مستشفى المقاصد يتلقى العلاج. تجولت في المدينة حتى وصلت إلى المسجد الأقصى، والتقطت الكثير من الصور هناك، مشيرة إلى أنّها ستذهب في أيّ فرصة تلوح لها في الأيام المقبلة.
الطفل مصطفى شفيق الحلبي (العربي الجديد) 



كذلك، يبدو الطفل معتز زبون (12 عاماً) منهمكاً في متابعة ما يجري من أحداث بالقرب من مخيم العزة للاجئين الذي يعيش فيه، شمال مدينة بيت لحم، وسط أصوات انفجارات قنابل الصوت ورائحة الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال نحو الشبان المحتجين. ما يعرفه معتز الذي يقف على باب المخيم القريب من منزله أنّ "القدس ضاعت" وفق ما يقول لـ"العربي الجديد" ويتابع: "أميركا أعطتها لليهود، ونحن صار مستحيلاً علينا أن نذهب إليها". هذا ما يفهمه الطفل الذي يحاول أن يعرف ما يجري من حوله، وفي المقابل، يدرك أنّ القرار لا أهمية له أمام إرادة الفلسطيني الذي يصر على عروبة القدس: "لكنّ القدس فلسطينية، وعربية، والصهاينة سيرحلون". هذا ما تعلمه من أزقة المخيم، التي اعتاد أطفالها أن يصدوا جنود الاحتلال عنه بالحجارة.

الطفل ركان باسل سلوادي (العربي الجديد) 



تعرف بشرى عمارين (10 أعوام) وهي من المخيم نفسه أنّ القدس تبعد عنها أمتاراً قليلة، وجدار الفصل العنصري وجنود الاحتلال هم المانع الوحيد من وصولها إليها. تردّ على ترامب بعبارات فيها نوع من التحدي: "القدس لنا ولن نستسلم". الطفولة التي تعيش في داخل بشرى لا تهتم بما يقوله ترامب، وهي تبحث عن العروبة في القدس وتردد العبارات التي سمعتها بالأمس على شاشة التلفزيون من معلقين ومحللين وأهالي: "القدس عربية".

هذا ما تردده أيضا الطفلة سجى النجار (12 عاماً) وتقول لـ"العربي الجديد" ما سمعته من والدها: "أميركا تقرر كما تشاء، لكنّ القدس ستبقى فلسطينية، وعربية، وإسلامية، والمهم أن الاحتلال سيرحل". تضيف: "نحن هنا وسنبقى، وسنستمر في القول للعالم إنّ القدس عاصمة فلسطين، وليس كما يكذب رئيس أميركا. العالم سيصدقنا نحن".

كذلك، جاء الطفل ركان باسل سوادي (13 عاماً) من بلدة سلواد شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وهو تلميذ في الصف الثامن الأساسي، للمشاركة في مسيرة دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية بمدينة رام الله. هو لم يلتحق بمدرسته بعدما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن تعطيل المدراس لهذا اليوم احتجاجاً على قرار ترامب. يؤكد ركان لـ"العربي الجديد" أنّه جاء ليشارك في المسيرة "لأنّ القدس لنا، وهي ليست إسرائيلية". يتابع: "قرار ترامب خاطئ وفلسطين ليست عاصمة لإسرائيل لأنّ القدس فلسطينية عربية وترامب ليس عربياً أو فلسطينياً، وليس من حقه أن يقرر بأنّ القدس عاصمة لإسرائيل".

الطفل قصي فضل عمر مع شقيقته (العربي الجديد) 


أما الطفل قصي فضل عمر (7 سنوات) من جنين ويعمل والداه في مدينة رام الله، وهو تلميذ في الصف الثاني الأساسي فقد جاء مع والدته للمشاركة بمسيرة ضد قرار ترامب انطلقت في مدينة رام الله. يقول لـ"العربي الجديد": "جئت لأشارك لأنّ الأميركيين قالوا إنّ القدس للجيش (جيش الاحتلال). القدس للفلسطينيين وهي عاصمة دولة فلسطين". ينشد بعدها قصيدة "يا فلسطين الأبية... أيتها الأم الوفية، يا رعاك الله دوماً حرة تأبى الدنيّة... في فلسطين انتفضنا وإلى الموت سرنا... لم نعد نخشى المنيّة".

الطفل مصطفى شفيق الحلبي (12 عاماً) شقيق الشهيد مهند الحلبي جاء مع والديه ليشارك بمسيرة رام الله ضد قرار ترامب ويقول لـ"العربي الجديد": "هم اعتدوا علينا، وهذه أرضنا، وهي أرض واحدة فلا قدس شرقية ولا قدس غربية، هذه أرضنا فيجب ألاّ يعتدوا عليها وسنظل محافظين عليها حتى تحريرها".