الاكتئاب... مرض يصعب شرحه

18 نوفمبر 2017
مكتئبة... (جيف جاي ميتشل/ Getty)
+ الخط -

تشير إحصاءات حديثة صادرة عن مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن ما بين 20 إلى 26 في المائة من النساء، وما بين 8 إلى 12 في المائة من الرجال، سيعانون من الاضطراب الاكتئابي الحاد في مرحلة ما في حياتهم. أكثر من ذلك، تُسجّل 40 ألف حالة انتحار نتيجة الاكتئاب سنوياً، وهو رقم أعلى من الموت الناتج عن حوادث السير أو جرائم القتل.

يصعب شرح الاكتئاب لشخص لم يختبره في حياته، بحسب مجلة "سايكولوجي توداي". بكلام آخر، الاكتئاب حالة لا يمكن وصفها. على سبيل المثال، كيف يمكنك وصف طعم الشوكولاتة لشخص لم يتذوقها في حياته؟ أو كيف يمكن وصف مشاعر الحبّ القوية لشخص لم يختبرها؟

بطبيعة الحال، يعرف معظم الناس الحزن. إلّا أنّ من يشبّه الاضطراب الاكتئابي الحاد بالحزن أو الإحباط هو كمن يشبّه الالتهاب الرئوي الذي يهدد الحياة بالسعال على سبيل المثال.

حين يكون الشخص مكتئباً، يفقد التوازن. لا يعمل دماغه بشكل جيد، ويفرز هورمونات القلق، ما يؤثر على جسده. ومن الأعراض المرافقة للاكتئاب على سبيل المثال، الاضطراب في الشهية، عدم الرغبة في ممارسة الجنس، التعب، ضعف التركيز، الرغبة في النوم، فقدان الاهتمام بأمور كثيرة، التفكير في الانتحار، الاحساس بالذنب، فقدان الثقة في النفس، إضافة إلى التشاؤم واليأس. وكثيراً ما نُقابل أشخاصاً يشكون من التعب الدائم والإجهاد، من دون أن يكون هناك سبب حقيقي.

ربّما يُدرك كثيرون أنّ الاكتئاب يؤثّر على الأفكار والمشاعر، إلا أن قلّة يعرفون أن الاكتئاب مرض حقيقي، وليس ضعفاً في الشخصية أو فشلاً. كذلك، يؤدي إلى آلام في الجسد.

ففي حال كنت تعرف شخصاً يُعاني من الاكتئاب الحاد، حاول أن تفهم أن الأمر ليس مجرّد مزاح أو حالة حزن عابرة. على العكس، يُمكن أن يكون الاكتئاب مدمّراً. أولئك الذين يعانون من الاكتئاب الحاد قد يشعرون بأنهم محطّمون ومكسورون ولا قيمة لهم، عدا عن شعورهم الدائم بعدم الراحة.

الخبر السار هو أنه تمكن مساعدة غالبية الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب من خلال الأدوية والعلاجات الأخرى، إضافة إلى العلاج النفسي. وفي حال كان الاكتئاب حاداً، قد يختار الأطباء أكثر من وسيلة علاج. ويمكن أن تكون العلاجات فعالة إلى درجة كبيرة. تذكر: فكّر بشكل جيد، وتصرّف بشكل جيّد، ثمّ ستشعر بأنك على ما يرام.

دلالات
المساهمون