مأساة تجمّع ديني في الهند: ناجون يتحدثون عن "فوضى" أودت بحياة 121 شخصاً

03 يوليو 2024
أقارب ضحايا التدافع يتجمعون خارج مستشفى في هاثراس، 2 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حادثة مأساوية في الهند خلال تجمع ديني بولاية أوتار براديش راح ضحيتها 121 شخصًا بسبب تدافع نتج عن تجاوز عدد الحضور للحد المسموح به بأكثر من ثلاثة أضعاف.
- شهود عيان ومن بينهم شرطية أصيبت خلال الحادث، وصفوا المشهد بالمروع مع تساقط الناس فوق بعضهم وفقدان الوعي تحت ضغط الحشد، معظم الضحايا من النساء.
- الحادث يعيد إلى الواجهة مشكلات إدارة الحشود وثغرات السلامة في التجمعات الدينية بالهند، مع إعلان رئيس الوزراء ورئيس وزراء الولاية عن تعويضات وتحقيقات لمعرفة أسباب الكارثة.

وصف ناجون من أسوأ تدافع شهده تجمّع ديني في الهند منذ أكثر من عقد، الأربعاء، فوضى عارمة رافقت الكارثة التي أودت بحياة 121 شخصاً خلال هذه المناسبة الدينية.

وتجمّع نحو 250 ألف شخص قرب مدينة هاثراس بولاية أوتار براديش (شمال) للاستماع إلى خطبة واعظ، بحسب تقرير للشرطة، ما يزيد بأكثر من ثلاث مرات على العدد المسموح به والبالغ 80 ألف شخص.

121 قتيلاً خلال تجمّع ديني في الهند

أصدرت سلطات إدارة الكوارث في ولاية أوتار براديش صباح الأربعاء، قائمة جديدة بأسماء الضحايا خلال تجمّع ديني في الهند أظهرت مصرع 121 شخصاً، بعد أن أفادت حصيلة سابقة عن 116 قتيلاً.

وصباح الأربعاء، بعد ساعات من التدافع، كانت الملابس والأحذية لا تزال متناثرة في الحقل الموحل الممتد على طول طريق سريع. وأوضح شهود أن العديد من الأشخاص سقط بعضهم فوق بعض في أثناء انزلاقهم على منحدر نحو خندق مغمور بالمياه.

وقالت شيلا موريا، وهي شرطية تبلغ 50 عاماً كانت تؤدي عملها خلال الكارثة: "الجميع، الحشد بأكمله، بمن فيهم النساء والأطفال، غادروا الموقع بآن واحد". وأضافت: "لم تكن هناك مساحة كافية وسقط الناس بعضهم فوق بعض". وفقد البعض الوعي تحت ضغط الحشد ودُهسوا. ومعظم الضحايا نساء. وقام عناصر من شرطة الطب الشرعي بتفتيش الموقع الأربعاء بحثاً عن أدلة.

وجرحت الشرطية التي كانت الثلاثاء في الخدمة خلال الحفل الذي جرى في حرّ خانق ورطوبة مرتفعة، وقالت: "حاولت مساعدة النساء، لكنني فقدت الوعي وسحقني الحشد... لا أعرف كيف، لكن أحدهم انتشلني، لا أذكر الكثير".

الصورة
أحد الأقارب ينعي ضحية للتدافع في الهند، في 2 يوليو 2024 (Getty)
أحد الأقارب ينعى ضحية للتدافع في الهند، في 2 يوليو 2024 (Getty)

والحوادث المميتة في أماكن العبادة خلال المهرجانات الدينية الكبرى في الهند شائعة ويدفع أكبرها ملايين المصلين إلى التوجه إلى الأماكن المقدسة.

وقال هوري لال (45 عاماً) الذي يعيش في قرية فولراي موغالغادي القريبة: "كان الطريق السريع الرئيسي الذي يمتد على طول الحقل مكتظاً بالناس والمركبات لأميال، وكان هناك عدد هائل من الناس". وأضاف: "ما إن بدأ الناس بالسقوط على حافة الطريق والتعرض للسحق حتى عمّت الفوضى".

وكانت شيترا في، مفوضة مدينة عليقار في ولاية أوتار براديش، قد أشارت في البداية إلى أن "المشاركين كانوا يهمون بمغادرة الموقع عندما ضربت عاصفة ترابية وحجبت رؤيتهم، ما أدى إلى حصول تدافع والحادث المأسوي الذي أعقب". وذكر تقرير للشرطة أن الحادث وقع عندما "بدأ المصلون بالتقاط حفنات من التراب" من تحت قدمي الواعظ في أثناء مغادرته الموقع.

عدد غير مسبوق 

وقالت الشرطية موريا: "لم يسبق أن شاهدت هذا العدد من الناس" خلال حدث، رغم أنها شاركت في توفير الأمن لعدد من التجمعات السياسية أو الدينية.

فجر الأربعاء، كانت أربع جثث مجهولة الهوية ممددة على أرضية مشرحة مرتجلة في مستشفى مدينة هاثراس. وقال رام نيفاس، وهو مزارع يبلغ 35 عاماً إنه يبحث عن زوجة أخيه المفقودة، روملا (54 عاماً). وأوضح قائلاً: "لم نتمكن من العثور عليها في أي مكان"، مشيراً إلى أنه زار جميع المستشفيات المجاورة في أثناء الليل. وأضاف بصوت منخفض: "نأمل أن تكون على قيد الحياة" وأنها "مفقودة فحسب".

الصورة
حزن أهالي الضحايا الذين لقوا حتفهم أثناء التدافع بالهند، 2 يوليو 2024 (Getty)
حزن أهالي الضحايا الذين لقوا حتفهم في أثناء التدافع بالهند، 2 يوليو 2024 (Getty)

في قسم الطوارئ بالمستشفى، يجلس سانديب كومار (29 عاماً) بجوار أخته المصابة شيخا (22 عاماً). وروى سانديب أنه "بعد انتهاء العظة، أراد الجميع المغادرة بسرعة، ما أدى إلى التدافع"، مضيفاً: "رأيت الناس يفقدون الوعي ويُسحقون".

وأعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي تخصيص تعويضات قدرها 2400 دولار لأقرباء الضحايا و600 دولار للمصابين في "الحادث المأسوي". ووقف مجلس الشيوخ دقيقة صمت الأربعاء.

وقدم يوغي أديتياناث، رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، وهو أيضاً راهب هندوسي، التعازي إلى أقارب القتلى، وأمر بإجراء تحقيق في سبب الحادث.

للتجمعات الدينية في الهند سجل قاتم من الحوادث المميتة الناجمة عن سوء إدارة الحشود وثغرات السلامة. وعام 2008 قُتل 224 شخصاً وأصيب أكثر من 400 آخرين في تدافع في معبد على قمة تل في مدينة جودبور الشمالية.

(فرانس برس)

المساهمون