طاقة شمسية في الأمازون

16 أكتوبر 2017
ستكون الحياة أفضل (فرانس برس)
+ الخط -
على ضفاف نهري بوروس وإيتوكسي في منطقة الأمازون في البرازيل، تعمل منظمات على نشر أجهزة طاقة شمسية يمكن أن تساعد سكان القرى الأصليين في المنطقة الغربية من الغابات المطيرة الكبرى في العالم، وهم سكان متحضرون يسكنون على أطراف الغابات، وليسوا من القبائل المعزولة التي تعيش في قلب الغابات وتحافظ قوانين البلاد على نمط حياتها.

يعمل أوريليو سوزا في هذا المشروع، ويشير لموقع "ريو تايمز" إلى أنّ المنطقة تضم مليوني إنسان على الأقل (في المناطق البرازيلية دون الدول الأميركية الجنوبية الأخرى التي تشترك بحصص أصغر في الأمازون) لا يحصلون على أيّ نوع من الطاقة الحديثة.

سوزا المستشار في البرنامج المشترك بين "الصندوق العالمي للحياة البرية" والوكالة البيئية البرازيلية يؤكد أنّ توفير الطاقة لهذا العدد الكبير من السكان يعني الحفاظ على الغابات من التخريب بسبب الحاجة إلى وسائل الإنارة والتدفئة التقليدية. هذه الحاجة التي تتحالف مع القطع الجائر للتجار، بالإضافة إلى اعتداءات الفلاحين على الغابات لإنشاء أراض زراعية واستصلاحها وحصدها مع ما في ذلك من تلويث بمصادر طاقة تعمل على محروقات النفط.

بذلك، تستبدل أجهزة الطاقة الشمسية تلك ضجيج ودخان وأذى المحركات الكبيرة، ومعها توفر على السكان والفلاحين عبء الرحلات المتعبة إلى المدن البعيدة للحصول على الوقود، الذي يستغل البعض السكان في بيعه لهم بأسعار أعلى بكثير من سعره الأساسي.

هذا الاستبدال يساهم كذلك في عدم تعريض مياه النهرين للتلوث جراء وصول الوقود إليها، وهو ما يحمي كذلك كائناته ويحافظ على معيشة السكان من الصيد النهري. وعلى المستوى الأكبر، يشير سوزا إلى أنّ استخدام الطاقة الشمسية وحدها وتقليص استهلاك الديزل وغيره يوقف الغازات الدفيئة عند حدها ويقلص اعتماد المجتمعات المحلية على الوقود الأحفوري خصوصاً الفحم الحجري.

المشروع انطلق في يوليو/ تموز الماضي في محمية طبيعية أمازونية معروفة باسم ميديو بوروس، وهي موطن لستة آلاف شخص من السكان الأصليين الذين يعتمدون في تحصيل معيشتهم على صيد السمك والزراعة العائلية. والآن، مع التوقف عن استخدام المحركات ومولدات الكهرباء التي تشق سماء الغابة بالأصوات الصاخبة، وتملأ الأرض والهواء والمياه تلوثاً، تتغير الحياة في المحمية.

مثالان على ذلك يظهران من خلال الطاحونة التي تعمل على الطاقة الشمسية في محلة جوروكوا، ومن خلال ماريا فرانسيسكا دي سوزا التي تمكنت للمرة الأولى في حياتها من ضخ مياه النهر إلى منزلها، حتى باتت تحلم في إنشاء حمام فيه.
المساهمون