حرب مفتوحة ضد مهربي المخدرات في الجزائر

28 يونيو 2016
الترويج والتهريب يسهلان تعاطي المخدرات (فرانس برس)
+ الخط -


تزايدت عمليات الأمن والجيش الجزائري المتعلقة بضبط المخدرات واعتقال شبكات تنشط في تهريبها وتسويقها في الجزائر، في الأسابيع الأخيرة، إذ لم تعد بيانات الجيش والأمن اليومية تخلو من معلومات وتقارير عن حجز كميات متباينة من المخدرات واعتقال مهربين.

وكشفت الأجهزة الأمنية عن كميات المخدرات التي ضبطت عبر ولايات الجزائر، إذ أعلن الديوان الجزائري لمكافحة المخدرات والإدمان عن حجز أكثر من 38 طناً من المخدرات (القنب الهندي) ما بين شهري يناير/كانون الثاني ومايو/أيار من العام الجاري.


وأكد تقرير نشره الديوان الحكومي أن السلطات الأمنية والمتخصصة حجزت أكثر من 109 أطنان من القنب الهندي حتى نهاية 2015، في حين أن أكثر من 60 في المائة من تلك الكمية ضبطت في منطقة غرب الوطن قرب الحدود مع المغرب.

وكان الجيش الجزائري قد أعلن قبل يومين عن ضبط أزيد من 17 قنطاراً من حشيش الكيف المعالج في مدن تلمسان والشلف وبشار غربي الجزائر، وتوقيف ستة مهربين وتاجر مخدرات، فضلاً عن حجز طن من المخدرات كانت على متن شاحنة في منطقة تلمسان غرب الجزائر.

وتتزايد عمليات حجز المخدرات بعد تشديد رقابة الجيش على الحدود مع المغرب، التي تدخل منها كميات كبيرة من المخدرات وتسوّق في الجزائر، والتي بلغت في السنوات الأخيرة مستويات مخيفة، وتسببت بالتالي في ارتفاع نسبة الجريمة، خاصة في مدن وهران غرب الجزائر وعنابة شرق البلاد، وفي العاصمة الجزائرية، التي ارتفعت فيها نسبة الجريمة بنحو 14 في المائة.

وتشير الدراسات الاجتماعية إلى أن 27 في المائة من الجرائم المرتكبة في الجزائر ذات علاقة بتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها، مما يوضح العلاقة بين تهريب المخدرات في الجزائر وارتفاع مستويات الجريمة، إلى حد بات يهدد السلم الاجتماعي.
ودخلت الجزائر منطقة الخطر، إذ باتت المخدرات تشكل هاجساً مقلقاً بالنسبة للسلطات الجزائرية.

كما وجهت اتهامات للمغرب بالتساهل مع شبكات تهريب المخدرات وإغراق الجزائر بأطنان منها.

واعتبر المسؤول الحكومي، فاروق قسنطيني، الذي يترأس الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان، والتي تتبع رئاسة الجمهورية، أن "تهريب المخدرات بمثابة حرب غير معلنة من المغرب على الجزائر".

ومن جانب آخر، دعا رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل (ندى)، عبد الرحمن عرعار، إلى تأسيس تحالف يضم مختلف الجهات ومنظمات المجتمع المدني في الجزائر لمكافحة ظاهرة المخدرات بالجزائر وتفعيل الوقاية منها في أوساط الشباب.

وحذر عرعار في تصريح لـ "العربي الجديد" من تهديد المخدرات للأسر الجزائرية، لافتاً إلى انتشار تعاطي المخدرات في أوساط الشباب والمراهقين.

كما أكد ضرورة توفير مراكز طبية ومتابعة صحية لضحايا "الأفيون" وكل أنواع المخدرات، التي تسبب حسب قوله تفشي الجريمة في المجتمع الجزائري.


المساهمون