العراق: نازحون يصارعون من أجل البقاء في المخيمات

11 ديسمبر 2016
ينقصهم الماء والغذاء والتدفئة(توماس كويكس- فرانس برس)
+ الخط -
يصارع النازحون في مخيمات النزوح للبقاء، يعانون بين سوء التغذية الشديد، والماء الملوث، والبرد الذي يفتك بهم، مع شح المساعدات الغذائية والإنسانية المقدمة لهم من متبرعين ومنظمات مدنية.


فقر، وجوع، ومرض، وبرد جملة ما يواجهه النازحون في مخيماتهم، التي تضيق على المزيد من الفارين من مناطق المعارك، خصوصا حول الموصل التي تستمر فيها معارك ضارية، يرجح عسكريون أن تطول أشهراً.


يقول حسن الحديدي من أهالي الموصل: "كل يوم يمر علينا في المخيمات يعادل عاماً كاملاً بسبب الذل والجوع والبرد. نحن بلا طعام كافٍ، والمخيمات لا تتسع لمزيد من النازحين، ونقف في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح حتى المساء للحصول على شيء من الطعام ومياه الشرب".


ويضيف الحديدي لـ"العربي الجديد": "لا يوجد أي اهتمام حكومي بنا، ونعتمد على الناشطين والمتبرعين والمنظمات الإنسانية المدنية في معيشتنا. خرجنا من مناطقنا بملابسنا فقط، ووضعنا في مخيمات أنشئت في مناطق صحراوية باردة جداً".


ويحاول النازحون التأقلم مع صعوبة وقسوة العيش في المخيمات، فلا وسائل تدفئة، ولا فرش أو أغطية كافية، أو حتى ملابس تقيهم برد الشتاء، ما سبب وفاة عدد من الأطفال وكبار السن والمرضى.


الناشط المدني عمر العبيدي يوضح أن "النازحين يصارعون لأجل البقاء على قيد الحياة، فكل شيء حولهم يفتك بهم بدءاً من الجوع، والبرد، ثم الأمراض التي بدأت تنتشر بينهم، خصوصا بين الأطفال".


ويتابع العبيدي "نحاول -ناشطين ومتبرعين- تقديم ما نستطيع من مساعدات غذائية وإنسانية، في وقت تقف الحكومة العراقية والأمم المتحدة موقف المتفرج على ما يجري من مأساة إنسانية غير مسبوقة".


وأقدم عدد من النازحين في المخيمات على الانتحار في أوقات سابقة، بينهم نساء ورجال بسبب ضيق الحال، وعدم قدرتهم على توفير لقمة العيش لأطفالهم، وافتقارهم للمال اللازم لشراء ما يحتاجونه لأسرهم.





ويسجل ناشطون وحقوقيون حالات انتحار عدة في مختلف المخيمات في بغداد، وأبو غريب، وصلاح الدين، والأنبار، والموصل، ومخيمات أخرى بسبب ظروف العيش القاسية، راح ضحيتها رجال ونساء وشباب في مقتبل العمر.


محمد الشمري (39 عاماً) من نازحي الموصل يوضح أن "يوم النازحين يبدأ بالوقوف في طوابير ساعات طويلة للحصول على بعض من مياه الشرب وبعض الطعام، وأغلبهم لا يحصلون على شيء، فالطعام لا يكفي، يضاف ذلك إلى مشكلة التدفئة، فالبرد يفتك بنا في المخيمات".


ويلفت الشمري إلى "عدم وجود حمامات صحية، وتحولت المخيمات إلى ما يشبه السجون، فلا يسمح لنا بالخروج منها. والمعارك تطول، والمخيمات تكتظ بالنازحين الذين يتدفقون من مختلف مناطق الموصل".


ووجه حقوقيون ومراقبون انتقادات لاذعة للحكومة العراقية لإهمالها النازحين، وعدم تقديمها المساعدات اللازمة لهم، معتبرين أنها تتعامل مع النازحين بطائفية.


وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قبيل انطلاق معركة الموصل استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح فقط، الأمر الذي دفع المراقبين إلى دق ناقوس الخطر إذا تجاوزت أعداد النازحين هذا الرقم.


وذكرت وزارة الهجرة في تقرير سابق أن عدد نازحي الموصل بلغ أكثر من 85 ألفاً، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية، وموجات النزوح من المدينة نحو الأراضي التي تسيطر عليها القوات العراقية التي أنشئت فيها مخيمات لاستقبالهم.


المخيمات لم تعد تتسع لموجات نزوح جديدة، في وقت لا يزال فيه نحو مليون ونصف المليون مدني داخل الموصل تحت رحمة القصف الجوي والبري والعمليات العسكرية المستمرة.



المساهمون