وفاة التونسي صاحب "اخلط يا عمار".. هاجر بأسرته سرا إلى إيطاليا وتوفي بعد أسبوع
توفي، أمس الأحد، التونسي عبد الحميد البكاري (63 عاما) في إيطاليا، بعد أسبوع واحد من وصوله إليها في هجرة سرية عبر البحر المتوسط.
ويوصف البكاري بأكبر مهاجر سري، إذ اشتهر خلال رحلته الأخيرة بعبارته "اخلط يا عمار"، أي (الحق بنا يا عمار)، في دعوة لجاره للحاق بهم في مركب هجرة سرية.
وعرف الفيديو، الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا واسعا مع صاحب المقولة، خصوصا أن البكاري يعتبر متقدما في السن وهو أكبر مهاجر تونسي معروف يغادر البلاد بتلك الطريقة.
ونشر البكاري فور وصوله إلى إيطاليا فيديو تحدث فيه عن وصولهم بخير، واستقباله وعائلته وأطفاله، حيث ساندتهم إحدى المنظمات هناك وقدمت لهم العون.
وقال أحد أقرباء البكاري، ويدعى رياض بن كريم، لـ"العربي الجديد"، إن "الستيني عبد الحميد سبق له العيش في إيطاليا لمدة 8 أعوام، ثم قدم إلى تونس في العام 2003، وظل يشتغل بائعا متجولا في الأسواق الأسبوعية، وهو شخصية معروفة في منطقة عقارب من محافظة صفاقس، وفي عديد الأسواق، ومحبوب من الجميع".
وأوضح بن كريم أن البكاري "قرر الهجرة السرية رفقة أسرته للعناية بطفلته التي تبلغ من العمر 17 عاما، والمريضة بمرض التثلث الصبغي 21، ولم يجد العناية الكافية لها، خاصة في منطقة عقارب التي تعاني التهميش، ولا توجد بها جمعيات تهتم بمثل هذه الحالات"، مؤكدا أن البكاري "كان متعلقا بابنته ولديه حنين خاص تجاهها، وقد رافقته في هذه الهجرة مع طفليه الآخرين (بنت وولد)، يدرسان في الإعدادي، وأيضا زوجته"، مضيفا أن أهله يأملون التسريع بعودة جثمانه لدفنه، وأن تتدخل السلطات التونسية للعودة بالجثمان.
وأضاف المواطن ذاته أن "عبد الحميد اتصل بأقربائه أمس وأعلمهم بضيق في صدره، ولكنه لم يأبه له، فقد كان بصدد إعداد العشاء بحكم أنه مغرم بالطبخ"، مبينا أن الأوجاع عندما اشتدت جرت محاولة نقله في سيارة إسعاف، لكنه فارق الحياة قبل الوصول إلى المستشفى بعد إصابته بسكتة قلبية.
وقال المتحدث إنه "لا يعتقد أن تعود أسرته إلى تونس، خاصة وأنهم غادروا سرا، نظرا للعناية التي وجدودها في إيطاليا، ولكن القرار يبقى لزوجته"، مضيفا أن "الفقيد اشتهر بعبارة "اخلط يا عمار"، وتداول كثيرون هذا الفيديو نظرا للعفوية التي تحدث بها عبد الحميد الذي غامر بالهجرة مع أسرته وأطفاله، وكان يأمل تحسين وضعهم والعناية بابنته"، مضيفا أنه "نجح في العبور بهم من مخاطر البحر، ولكن وافته المنية بعد أسبوع واحد من وصوله إلى إيطاليا".